- أشار وزير الخارجية المصري إلى الخسائر التي تكبدتها مصر بسبب الهجمات على السفن في البحر الأحمر وباب المندب، مؤكداً على أهمية التعاون مع المنظمة البحرية الدولية لتعزيز الأمن البحري.
- أثار رسو السفينة "كاثرين" في ميناء الإسكندرية جدلاً، حيث نفت السلطات المصرية التعاون مع إسرائيل وأكدت أن الشحنة كانت لوزارة الإنتاج الحربي.
أصدرت هيئة قناة السويس المصرية بياناً، مساء الجمعة، تؤكد فيه السماح بعبور السفن الحربية من جنسيات مختلفة للمجرى الملاحي للقناة، التزاماً منها بتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تكفل حرية الملاحة البحرية للسفن العابرة، سواء كانت سفن تجارية أو حربية. وجاء البيان بعد أن أعلنت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، الأربعاء الماضي، عن رسو سفينة "كاثرين"، المحمّلة بمواد متفجرة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في ميناء الإسكندرية المصري، بعد رفض دول عديدة استقبالها، من بينها مالطا وناميبيا وأنغولا.
وأوضحت هيئة قناة السويس في بيان، رداً على تساؤلات أثيرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن موقفها يأتي اتساقاً مع بنود اتفاقية القسطنطينية، التي تشكل ضمانة أساسية للحفاظ على مكانة القناة كأهم ممر بحري في العالم، مضيفة أن عبور السفن الحربية لقناة السويس يخضع فقط لبعض الإجراءات الخاصة.
وذكرت الهيئة أن اتفاقية القسطنطينية تعود إلى عام 1888، ورسمت منذ ذلك الحين الملامح الأساسية لطبيعة التعامل الدولي مع قناة السويس، مشيرة إلى حفظ الاتفاقية حق جميع الدول في الاستفادة من هذا المرفق العالمي، من خلال النص في المادة الأولى منها بأن "تكون قناة السويس البحرية على الدوام حرة ومفتوحة، سواء في وقت الحرب أو في وقت السلم، لكل سفينة تجارية أو حربية دون تمييز لجنسيتها".
في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال استقباله سكرتير عام المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، أرسينيو دومينغيز، إن تداعيات هجمات الحوثيين على السفن التجارية المارة عبر باب المندب، وجنوب البحر الأحمر، كبدت بلاده خسائر بالغة لعوائد قناة السويس، تقدر بستة مليارات دولار منذ بدء الحرب في غزة".
وأضاف عبد العاطي أن القاهرة حريصة على تعزيز أطر التعاون المشترك مع المنظمة الأممية، لما يمثله الشحن والنقل البحري من أهمية متقدمة، على ضوء أهمية قناة السويس كأحد أبرز الممرات المائية العالمية، وكذلك لما تمتلكه مصر من سواحل ممتدة على البحرين الأحمر والمتوسط.
وكان ناشطون مصريون قد تقدموا ببلاغ عاجل إلى النائب العام، المستشار محمد شوقي عياد، ضد كل من رئيس مجلس الوزراء بصفته، ورئيس هيئة ميناء الإسكندرية بصفته، والمديرة التنفيذية لشركة EMCO (المكتب المصري للاستشارات البحریة)، بشأن رسو السفينة الألمانية "كاثرين" في ميناء الإسكندرية البحري، وهي محملة بحاویات تحتوي على مواد متفجرة متوجهة إلى جیش الاحتلال الإسرائيلي.
واستقبل ميناء الإسكندرية المصري السفينة في 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عبر توكیل ملاحي من المكتب المصري للاستشارات البحریة "إیمكو"، بعد أن رفضت دول عديدة استقبالها في موانئها، لكونها تحمل مواد متفجرة يستخدمها جيش الاحتلال في قتل المدنيين في قطاع غزة ولبنان.
وقالت وزارة النقل، في بيان رسمي، إنها سمحت للسفينة "كاثرين" البرتغالية الجنسية، والتي ترفع العلم الألماني، بالرسو في ميناء الإسكندرية لتفريغ شحنة خاصة بوزارة الإنتاج الحربي المصرية، مدعية أن السفينة تقدمت بطلب رسمي للسماح لها بمغادرة الميناء في اتجاه ميناء حيدر باشا في تركيا، من أجل استكمال خط سيرها.
ونفى المتحدث العسكري المصري ما جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية "جملة وتفصيلاً". وقال في بيان، مساء الخميس، إن "القوات المسلحة المصرية تنفي بشكل قاطع ما يروج عبر حسابات مشبوهة حول مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية".
وتحركت السفينة "كاثرين" من ميناء هايفونغ في فيتنام، في 21 يوليو/ تموز الماضي، في طريقها إلى البحر المتوسط عن طريق رأس الرجاء الصالح، إذ كان مخططاً أن ترسو في أحد موانئ مونتينيغرو لتفريغ حمولتها، قبل نقلها إلى وجهتها النهائية، ولكن الأخيرة رفضت استقبالها بعد ضغط من منظمات عالمية، من بينها منظمة العفو الدولية.
وأبطأت السفينة سرعتها قرب سواحل ناميبيا، في 26 أغسطس/ آب، قبل أن تلغي سلطات ناميبيا تصريح رسو السفينة في ميناء والفيس باي. وقالت السلطات الناميبية في مراسلات رسمية، إن "السفينة تحمل على متنها أطنان من مادة TNT، بالإضافة إلى ثمان حاويات من متفجرات RDX لمصلحة شركة سلاح إسرائيلية".
وخلال الفترة من 7 إلى 22 أكتوبر/ تشرين الأول، ظلت السفينة في المياه الدولية حول مالطا، مع محاولات للرسو في موانئ مختلفة، إلا أن السلطات في مالطا رفضت استقبالها.
وحسب بيانات ميناء الإسكندرية، وصلت السفينة الميناء في ساعة مبكرة من يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول، وسجلت موعد مغادرتها المتوقع في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، إلا أنها غادرت في موعد مبكر بعد تفريغ حمولتها من المواد العسكرية في 31 أكتوبر.