قوات النظام السوري تعتقل 7 مواطنين بينهم امرأة بعد اقتحام مستشفى في السويداء

06 أكتوبر 2024
عناصر من قوات النظام خلال تظاهرة في السويداء، 28 فبراير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

اعتقلت قوات النظام السوري سبعة مواطنين، بينهم امرأة، من أبناء عشائر البدو، مساء الجمعة، واقتادتهم إلى دمشق، وذلك في أعقاب اقتحام دورية أمنية بمؤازرة مجموعات مسلحة تابعة للنظام مستشفى السويداء الحكومي، جنوب سورية. وأكدت مصادر من المستشفى الحكومي في مدينة السويداء لـ"العربي الجديد"، قيام دورية مؤلفة من الشرطة وعناصر تتبع لفرع المخابرات الجوية وأفراد من مجموعات مسلحة يتبعون للأمن الجوي باعتقال امرأة من العشائر كانت في قسم الولادة بعد وضع مولودها، وهي زوجة شقيق أحد المتهمين بالانتماء لتنظيم داعش، والذي ألقي القبض عليه منذ أشهر في بلدة عرى، جنوب غربي المحافظة.

كما أكدت اعتقال فتى (14 عاما)، وخمسة آخرين من أبناء العشائر الذين صادف وجودهم في المستشفى في لحظات الاقتحام. وقالت شبكة الراصد الإعلامية التي نشرت خبر إلقاء القبض على المواطنين، إنه "لا توجد بحق المواطنين المقبوض عليهم مذكرات اعتقال، وإنهم لم يكونوا جميعاً في المستشفى في زيارة المريضة ذاتها"، مضيفة أن "عملية الاحتجاز جرت نتيجة تتبع السيدة التي تبين دخولها إلى المستشفى ما دفع الدورية لاقتياد جميع أبناء العشائر الذين صادفتهم هناك".

وأكد شقيق الفتى الذي جرى اعتقاله أثناء وجوده صدفة بالمستشفى، في حديث مع "العربي الجديد"، أن شقيقه طالب في إحدى مدارس السويداء، ولا توجد بحقه أي ادعاء جنائي، وسجله نظيف. كما أنه لا يشارك بأي نشاط سياسي مناهض للنظام، فيما قال مصدر أمني في دمشق، طلب إخفاء اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "هنالك أوامر اعتقال عديدة صادرة بحق مواطنين من محافظة السويداء، معظمهم من أبناء العشائر، بتهم جنائية، في مقدمتها الانتماء لتنظيمات إرهابية"، مشيرا إلى أن ذلك جاء "بتوجيه من الفرع 285 (إدارة المخابرات العامة) في دمشق"، ورجح أن "يتم اقتيادهم لفرع الخطيب، وبعد التحقيقات في حال تمت، يتم نقلهم إلى سجن صيدنايا".

وبحسب ما قال المصدر في حديث مع "العربي الجديد"، فإن "الغاية الأساسية مما يحدث في هذا السياق هو بث الشكوك حول أبناء العشائر في المحافظة وافتعال أحداث شبيهة بأحداث العام 2000، من خلال تأليب الرأي العام على عشائر البدو وإحداث صراع بينهم وبين باقي مكونات المحافظة، وخصوصا أبناء طائفة الموحدين الدروز".

وقال الناشط الحقوقي معتز الحلبي لـ"العربي الجديد": "في الوقت الذي لم تستطع فيه السلطات الأمنية السورية إلصاق تهمة الإرهاب والانتماء لتنظيمات مسلحة بمواطني السويداء من طائفة الموحدين والمسيحيين المعارضين لسياساتها، تجد سهولة أكبر بإلصاقها بأبناء عشائر المحافظة، دون أي دليل على اتهاماتها لهم". ويضيف "منذ بداية الحراك الشعبي في السويداء والتحاق أبناء العشائر به بدأت الماكينة الإعلامية للنظام بالهجوم الإعلامي المكثف على المشاركين منهم بالحراك وإلصاق تهم الانتماء للتنظيمات الإرهابية بهم، بقصد التحريض عليهم وإبعادهم عن الحراك، وقد نجحت جزئيا في إبعاد العديد منهم". ويرى الحلبي أن النظام لا يزال يمعن في سياساته الرامية لتظليل الرأي العام وملاحقة كل من يقول "لا للاستبداد" بذرائع عدة، أسهلها تشويه السمعة بتهمة الإرهاب".

المساهمون