طلبت قيادة "الفرقة 25 مهام خاصة" (قوات النمر سابقاً)، المدعومة من روسيا، والتي يقودها العميد سهيل الحسن، من مكاتبها الأمنية المنتشرة ضمن المحافظات التي يُسيطر عليها النظام السوري، تجنيد 500 شاب للعمل ضمن أفواجها المتمركزة على جبهات إدلب، براتب شهري لا يتجاوز الـ100 ألف ليرة سورية (30 دولارا أميركيا تقريبا).
واطلع "العربي الجديد" على تفاصيل العقد الذي أعلنت عنه مكاتب أمن الفرقة، والذي حددت فيه قيادة الفرقة حوافز للمتطوعين الجدد، أولها السماح لهؤلاء المتطوعين باستخراج الألمنيوم والنحاس والحديد من أثاث منازل المدنيين والبنى التحتية ضمن المدن التي سيطرت عليها مطلع العام الماضي، مثل معرة النعمان وكفرنبل والقرى والبلدات التابعة لها جنوب شرق محافظة إدلب.
وطبقا للعقد، فإن من ضمن الحوافز الحصول على كميات من الفستق الحلبي، والتين، والزيتون، مقابل مشاركة العناصر في قطاف المواسم ضمن الأراضي الزراعية التي استولت عليها الفرقة، بالإضافة لإعطاء مبلغ مالي بشكل أسبوعي لكل عنصر من عائدات حواجز الفرقة الأمنية المنتشرة على أوتوستراد حلب - دمشق المعروف بطريق الـ "أم 5" والمار من إدلب.
وأوضحت المصادر أن المتطوع الجديد يحصل على نسبة 10% منها، أي إذا تمكن المتطوع الجديد من استخراج 100 كيلوغرام من النحاس يومياً من أكبال الكهرباء الممتدة ضمن المنازل، فإنه يحصل على 10 كيلوغرامات فقط، والـ90 كيلوغراما الأخرى تذهب لمستودعات الفرقة التي يشرف عليها العقيد رامي مواس ضابط أمن "الفرقة 25 مهام خاصة".
ويعد مواس المسؤول عن جميع عمليات السرقة و"التعفيش" خلال الحملتين العسكريتين الأخيرتين للنظام بدعم روسي في أرياف إدلب وحماة وحلب.
وأضافت المصادر أن كل متطوع جديد لديه خبرة في العمل الزراعي، ويعمل على جميع آلات الحصاد الزراعي، يحصل على مبلغ مالي قدره 15 ألف ليرة سورية يومياً، مقابل مشاركته في أعمال حصاد الأراضي الزراعية.
وتعتبر حصة الفرقة هي الكبرى من غالبية تلك الأراضي الزراعية التي تتركز في ريف مدينتي معرة النعمان وسراقب الشرقي والمنتجة لمحاصيل وافرة من "القمح، العدس، الفريكة، الشعير وغيرها".
وأكدت المصادر أن العقد الذي أعلنت عنه مكاتب أمن الفرقة خلال الأيام القليلة الماضية ضمن مناطق سيطرة النظام لاقى إقبالاً واسعاً من الأشخاص الراغبين في التطوع ضمن صفوف قوات النظام.
وأكدت أن عدد الأشخاص الذين تم قبولهم ضمن أفواج الفرقة بلغ 370 شاباً خلال 5 أيام، غالبيتهم من محافظتي اللاذقية وطرطوس، بالإضافة إلى آخرين ينحدرون من قرى وبلدات ريف حماة الغربي المتاخمة للمناطق الساحلية، شمال غرب سورية.
وكانت قوات "الفرقة 25 مهام خاصة"، وقوات "الحرس الجمهوري" التابعة للنظام، والمدعومة من روسيا، وقوات "حزب الله" اللبناني، قد بدأت منتصف مايو/ أيار الفائت بحصاد المحاصيل الزراعية ضمن الأراضي المحيطة بالمدن والبلدات جنوب شرقي إدلب، وشمال غربي حماة الغنية بالمحاصيل الزراعية مثل الفستق الحلبي والزيتون والقمح.
كما جند حيدرة الأسد، أحد أقارب رأس النظام بشار الأسد، 400 شاب في نهاية مايو/ أيار الماضي للعمل على حراسة أرضٍ زراعية تحوي على محصول "الفستق الحلبي" في مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي التي سيطرت عليها قوات النظام والقوات والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري في أرياف حلب وإدلب وحماة ضمن ما يعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
وكانت منطقة "خفض التصعيد" قد تعرضت بمجملها إلى حملة نهب وسرقة ممنهجة (تعفيش) طاولت الممتلكات الخاصة من منازل وأراض زراعية ومخازن تجارية، بالإضافة للممتلكات العامة من مدارس ومشافٍ ومساجد ودوائر حكومية أفرغتها بشكلٍ شبه كامل.