زعمت سلطات إقليم تيغراي أن الجيش الإثيوبي شن، اليوم الأربعاء، هجوماً "واسع النطاق" للمرة الأولى منذ عام، في انتكاسة كبيرة لجهود الوساطة والإغاثة الإنسانية لإطعام الملايين هناك الذين يعانون الجوع ونقص الغذاء والضروريات الأخرى.
ويأتي زعم القيادة العسكرية لإقليم تيغراي بعد شهور من إعادة حشد القوات وتحذيرات الجيش الإثيوبي هذا الأسبوع بشأن نشر أي تقارير عن تحركات القوات في وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي.
واندلع الصراع في تيغراي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وأسفر عن مقتل آلاف الأشخاص، فيما انخفضت وتيرة الصراع في الأشهر الأخيرة عقب انطلاق جهود الوساطة. لكن المتحدثة باسم رئيس الوزراء أبي أحمد، الحائز على نوبل للسلام، أكدت الأسبوع الماضي للصحافيين أن سلطات تيغراي "ترفض قبول محادثات السلام".
وقال بيان القيادة العسكرية لتيغراي الأربعاء "شنت القوات الإثيوبية وقوات أمهرة الخاصة ومليشيات أمهرة هجوماً واسع النطاق في الساعة الخامسة صباحاً باتجاه ألاماتا، جنوب تيغراي".
وذكر غيتاشيو رضا، المتحدث باسم قوات تيغراي، على حسابه على "تويتر" أن الهجوم جاء بعد "استفزازات استمرت نحو أسبوع" من قوات اقليم أمهرة المجاور.
The #AbyRegime has launched an offensive against our positions in the Southern front. After week-long provocation using Amhara special force divisions, Amhara militia from all over the region and beyond as well as Fano from Wollo, the southern and sixth command of the regime has
— Getachew K Reda (@reda_getachew) August 24, 2022
ولم يرد المتحدث باسم الجيش الإثيوبي غيتنيت أدان على أسئلة الصحافيين، لكن سفير إثيوبيا لدى الإمارات، أكيلو كيبيدي، قال في تغريدة إن قوات تيغراي هي التي شنت الهجوم.
وفي منشور على فيسبوك يوم الثلاثاء رفض الجيش الإثيوبي مزاعم إعادة حشده القوات أو الهجمات، مدعياً أن قوات تيغراي "منخرطة في ضجيج ما قبل الصراع"، وحذر المنشور من نشر "أسرار الجيش".
وقالت الحكومة الإثيوبية إنها مستعدة للمحادثات لكنها تصر على قيادة الاتحاد الأفريقي جهود الوساطة. وانتقدت سلطات تيغراي جهود الهيئة القارية وسعت بشكل عاجل إلى استئناف الخدمات الأساسية التي توقفت بشكل كبير منذ بدء الحرب.
من جانبها، حضّت الولايات المتحدة، اليوم، الحكومة الإثيوبية ومتمردي جبهة تحرير شعب تيغراي على إجراء محادثات لإنهاء القتال المتجدد، قائلة إن الهدنة التي استمرت خمسة أشهر أنقذت "أرواحاً لا تعد ولا تحصى".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس"، "نشعر بالقلق إزاء التقارير التي تتحدث عن تجدد الأعمال العدائية في إثيوبيا، وندعو حكومة إثيوبيا وجبهة تحرير شعب تيغراي إلى مضاعفة الجهود لدفع المحادثات إلى الأمام من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار دون شروط مسبقة".
بدأت المساعدات الإنسانية في التدفق إلى تيغراي في الأشهر الأخيرة، لكن تقريراً جديداً صادراً عن برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي قال إن دخول القليل من الوقود إلى المنطقة "لا يمكن ترجمته إلى زيادة المساعدة الإنسانية".
وأضاف تقرير وكالة الأمم المتحدة إن "معدلات سوء التغذية في المنطقة ارتفعت بشكل كبير"، إذ يعاني 29 بالمائة من الأطفال سوء التغذية فيما يعاني 2.4 مليون شخص نقصاً شديداً في الأمن الغذائي.