هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزل عائلة الشهيد عدي التميمي، منفذ الهجوم على الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط، شمالي القدس المحتلة، العام الماضي.
وأدى الهجوم حينها إلى مقتل جنديين وإصابة آخرين قبل أن يستشهد التميمي بعد الهجوم بأسابيع على مدخل مستوطنة معاليه أدوميم، جنوب شرق القدس المحتلة، خلال محاولته تنفيذ هجوم آخر استهدف حراس أمن المستوطنة.
وأفاد فلسطينيون في ضاحية السلام ببلدة عناتا "العربي الجديد"، بأنّ نحو 300 جندي اقتحموا الضاحية لتنفيذ عملية هدم شقة عائلة الشهيد الكائنة في الطابق السادس من بناية سكنية. وبحسب هؤلاء، فإنّ الضاحية تحوّلت إلى ثكنة عسكرية يمنع الجنود فيها الأهالي من الحركة والتنقل أو الاقتراب من البناية المستهدفة.
كل هذه القوة لتأمين عملية هدم منزل #عدي_التميمي منفذ عمليتي حاجزي شعفاط ومعاليه أدوميم في بلدة عناتا شمال شرقي مدينة #القدس! #فلسطين #القدس pic.twitter.com/ZrdItupeve
— عزالدين أحمد (@IzzadeenAhmad) January 25, 2023
وهدم الجنود الجدران الداخلية للمنزل، لصعوبة تفجيره بالقنابل، أو من خلال الجرافات والآليات العسكرية. وجرت عملية الهدم تحت إشراف ضباط كبار في شرطة الاحتلال وحرس حدوده، على رأسهم قائدا الشرطة وحرس الحدود.
ولا يزال جنود الاحتلال يواصلون عملية هدم الجدران الداخلية للمنزل، فيما دفعت قوات الاحتلال بمزيد من قواتها إلى المنطقة إضافة إلى جرافات ومركبات عسكرية مدرعة اقتحمت مخيم شعفاط المتاخم للضاحية.
واندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال قرب المنزل، واستهدف الجنود الشبان بالرصاص والقنابل الغازية، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق، فضلاً عن تسجيل إصابتين بالرصاص المطاطي، بحسب ما قالته مصادر محلية.
إلى ذلك، أطلق مسلحون فلسطينيون النار من ناحية مخيم شعفاط باتجاه قوات الاحتلال في محيط منزل عائلة الشهيد عدي التميمي.
بالتزامن مع ذلك، أغلقت قوات الاحتلال الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط، وانتشر العشرات من الجنود على مداخل الطرقات المتاخمة لضاحية السلام.
من ناحية أخرى، اقتحم العشرات من كبار ضباط مخابرات وشرطة الاحتلال مصليات المسجد الأقصى بالتزامن مع اقتحامات للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال الخاصة وسط حالة من التوتر بعد منع الشبان من الوجود في الساحات والمواقع التي يقتحمها المستوطنون.
"حماس": جريمة حرب إسرائيلية جديدة
وفي ردود الفعل، قال المتحدث باسم حركة "حماس" عن القدس، محمد حمادة، اليوم الأربعاء، إنّ هدم الاحتلال لمنازل الفلسطينيين والمقاومين، والتي كان آخرها هدمه لمنزل ذوي الشهيد عدي التميمي في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، "جريمة حرب صهيونية، لن تفلح في زعزعة إيمان شعبنا وإرادته في الرباط والدفاع عن أرضه حتى طرد الاحتلال واستعادة حقوقه الوطنية كافّة".
وأضاف حمادة، المقيم في غزة، في تصريح وزع على وسائل الإعلام: "نشدّ على أيدي مقاومينا الأبطال الذين تصدّوا لقوات الاحتلال في شعفاط بالرصاص، ونؤكّد للاحتلال أن روح البطل عدي التميمي ستلاحقه في كل مكان من أرضنا المحتلة، وأن المقاومة ماضية نحو هدفها بكل ثبات".
وتابع: "نفخر بشعبنا الذي يضرب أنبل النماذج بالتكاتف والتلاحم، خاصة مع ذوي الشهداء والعائلات التي يهدم الاحتلال بيوتها، وندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية لدعم صمود أهلنا في القدس وعموم فلسطين المحتلة، الذين ينوبون عن الأمة جمعاء في حماية المسجد الأقصى المبارك من الهدم والتدنيس".
إصابة شاب بجروح برصاص الاحتلال شمال القدس
أصيب شاب فلسطيني ظهر اليوم الأربعاء، بجروح وصفت بالحرجة خلال المواجهات المستمرة في مخيم شعفاط وضاحية السلام، حيت تواصل قوات الاحتلال هدم منزل الشهيد عدي التميمي.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحافي، إصابة مواطن برصاصة في الصدر أطلقها عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي في مخيم شعفاط، ووصفت جراحه بالحرجة، فيما قالت مصادر محلية إن المواجهات اشتدت عقب إصابة الشاب.
وأفادت مصادر محلية في المخيم، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مركز السلام الطبي، حيث نقل الشاب المصاب للعلاج وقامت باعتقاله، ولم تتسن حتى اللحظة معرفة اسمه.
أيهزّ هذا المشهدُ مضاجعكم؟
— Zaynab Moussawy (@zaynab_moussawy) January 25, 2023
يا مُدرك الثارات أدرِك ثأرنا!#مخيم_شعفاط#فلسطين pic.twitter.com/6O80PVpZvW
بدوره، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، أن طواقمه تعاملت مع إصابة أخرى بالرصاص الحي بالكتف في مخيم شعفاط بالقدس، وجرى نقلها إلى رام الله.
في حين، زعمت شرطة الاحتلال إصابة أحد الجنود جراء رشق الحجارة والعبوات والزجاجات الحارقة والمفرقعات نحو قواتها خلال عملية هدم منزل عدي التميمي في مخيم شعفاط.