قوى مدنية وثورية في العراق تتحالف تحت راية "قوى التغيير الديمقراطي"

15 أكتوبر 2022
أعلن التحالف الجديد عن كونه يحمل برنامجاً سياسياً يمثل حالة "البديل السياسي" (تويتر)
+ الخط -

أعلنت القوى السياسية الناشئة والكيانات الجديدة وعدد من الفعاليات الاجتماعية والمنظمات المحلية، إلى جانب عشرات الناشطين والمتظاهرين والمهتمين بالشأن السياسي في العراق، اليوم السبت، عن ولادة تحالف "قوى التغيير الديمقراطية"، كحالة جديدة لمواجهة ما وصفوه بـ"القوى السياسية التقليدية والفصائل المسلحة المهيمنة على القرار السياسي".

 كما أعلن التحالف الجديد عن كونه يحمل برنامجاً سياسياً يمثل حالة "البديل السياسي" الجديد لجميع الأحزاب التي حكمت العراق بعد عام 2003.

ويشترك في تحالف "قوى التغيير" أحزاب عدة، منها الحزب الشيوعي العراقي، والبيت الوطني، وحركة "نازل آخذ حقي"، وحزب "الوعد العراقي" وحزب التيار الديمقراطي، إضافة إلى حراكات شبابية مثل حراك "البيت العراقي"، إضافة إلى العشرات من الناشطين والصحافيين نشطاء المجتمع المدني.  كما أوفد حزب "المواطنة" برئاسة السياسي غيث التميمي، وحركة "امتداد"، شخصيات منهما حضرت فعاليات المؤتمر الذي عقد صباح اليوم السبت، في معرض بغداد الدولي وسط العاصمة العراقية.

ودعت قوى التغيير الديمقراطية، إلى اتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة لوقف دعم نظام "المحاصصة والفساد والقتل"، مؤكدة في بيان أن "الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيدة جنين بلاسخارات قالت إنّ (الطبقة السياسية في العراق تعمل ضد شعبها)، وأن الكثير من الانتهاكات الجسيمة للدستور والقانون الدولي حصلت، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حيث قام النظام وقواه وفلوله بالاغتيال والقتل والتغييب القسري للكثير من المعارضين والناشطين المدنيين والمواطنين، وفقدنا الثقة بالعدالة بعد انتشار ثقافة الإفلات من كل أشكال العقاب والمحاسبة وعدم كشف الحقيقة".

وأضاف البيان أن "بلدنا صار ساحةً للصراعات الدولية بسبب الولاءات الإقليمية ولعبة بيد المحاور الدولية، ومثل هذه السياسات والإجراءات تمثل انتهاكاً جسيماً لمبادئ القانون الدولي، وإن من الواجب على المجتمع الدولي بدوله وشعوبه ومنظمات مجتمعاته المدنية هو مواجهة كل ذلك ومنع حدوثه واتخاذ مواقف وإجراءات عقابية رادعة في حال حدوثه".

بديل سياسي

في السياق، قال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، إن "التحالف الجديد هو بداية للانطلاق نحو تأسيس منهج وبديل سياسي يخدم العراق والعراقيين، رغم أن المنهج السياسي لحد الآن لم يكتمل لوجود ملاحظات وإشارات قدمها مراقبون وشركاء في التحالف، لكننا نسعى إلى إحداث تغيير عبر الشباب الجدد، وفق رؤية حديثة".

وأكد فهمي لـ"العربي الجديد"، أن "الطبقة السياسية الحالية في العراق، باتت منقسمة إلى طرفين، وكل طرف يسعى إلى فرض إرادته على الآخر، مع العلم أن الطرفين لا يمثلان الحراك الشعبي الغاضب والقوى التصحيحية".

وأكمل أن "نواة التحالف انطلقت، وباتت أمام مراحل عملية سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق، وتتمثل بسلسلة من الإجراءات السياسية الإصلاحية"، معتبراً أن "وجود الأحزاب الشابة والناشئة، يمثل شرعية شعبية حقيقية للتحالف، وقد عملنا طيلة أربعة أشهر على ترتيب أوراق هذا التحالف، وانتهى الأمر إلى ضرورة الإجماع على تشكيله لمواجهة القوى التقليدية بخطاب وعمل موحد".

خطة استراتيجية

من جهته، أشار حسين الغرابي، وهو رئيس حزب "البيت الوطني"، إلى أن "التحالف يملك خطة استراتيجية بعيدة المدى ومدروسة، والإعلان الرسمي عن التحالف يمثل أولى المراحل العملية الجادة للأحزاب الجديدة، إضافة إلى الحزب الشيوعي الذي نعتبره مرجعنا الأساسي في السياسة، لا سيما وأن تاريخه يرفل بالنزاهة".

وبين الغرابي في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "الأحزاب والقوى السياسية التقليدية هي جزء من الخراب، ونحن سنعمل على تحييد هذه القوى، إضافة إلى الجهات المتورطة بالدم العراقي".

وبشأن المشاركة في الانتخابات المبكرة المقبلة، التي تطالب بها قوى سياسية، فقد أكد أن "الوقت لم يحن للحديث عن الانتخابات، لكن في حال استمرت الأحزاب التقليدية بالتمسك بمناهج المحاصصة والترويع بحق الناشطين، إضافة إلى التحايل على القوانين الانتخابية واستخدام المال السياسي، فقد نرفض الانتخابات، لكن إذا حصل ما نطمح إليه من نزاهة وشفافية في الانتخابات المقبلة، فإننا قد نشارك كتحالف كامل، وليس كقوائم انتخابية مشتتة".

آمال كبيرة

من جهته، رأى رئيس مركز التفكير السياسي في بغداد إحسان الشمري، أن "التحالف الجديد يحمل آمالاً كبيرة، وقد نجح الناشطون وقادة الأحزاب الجديدة في اختيار توقيت الإعلان عن وجودهم السياسي ضمن تحالف واسع، لا سيما أنه يأتي في الوقت الذي باشرت فيه القوى السياسية التقليدية بالعودة إلى منهج المحاصصة في تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "فرص نجاح تحالف "قوى التغيير" موجودة، لكنها بحاجة إلى صبر ومطاولة".

ويجد قادة الأحزاب الجديدة، لاسيما التي أسسها ناشطون ومتظاهرون، أن الظروف الحالية تساعدهم على التوحد، خصوصاً أن الأحزاب الدينية تمر بفترة صعبة وخلافات حادة في ما بينها، ولعل أبرزها ما حدث بين قوى الإطار الشيعي والتيار الصدري من اشتباكات مسلحة في الأسابيع الماضية، في بغداد والبصرة.

ولم تشترك جميع الأحزاب الجديدة في الانتخابات التي أجريت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021. فقد عارضها "البيت الوطني" إلى جانب "الشيوعي العراقي"، وفضّلت كيانات أخرى المشاركة، متبنّية خطاب الدولة واللجوء إلى القضاء للكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبة المتهمين بالفساد واختلاس المال العام وتهريبه، وأبرزها حركة امتداد، في مناطق جنوبي العراق.

المساهمون