اتهم القيادي في "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، النقيب أحمد العودة، المليشيات الإيرانية والتابعة لـ"حزب الله" اللبناني، بالوقوف وراء الأحداث الدامية الأخيرة بين أهالي محافظتي درعا والسويداء جنوبي سورية، فيما توصّل وجهاء من بلدة كناكر في ريف دمشق ومسؤولون في النظام السوري إلى هدنة، أجلت اقتحام البلدة عسكرياً.
وقال العودة، قائد اللواء الثامن الذي خاض قتالاً دامياً، أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، مع "قوات شيخ الكرامة" في ريف السويداء، إنّ "هناك أيادي سوداء دخلت لتعكر صفو الجارتين وتشعل الحرب، في الأيام الماضية، متمثلة بعصابات خطفٍ وعصابات مسلحة خارجة عن القانون، كانت سبباً في الأحداث الأخيرة".
وأضاف، في تسجيل مصور، أنّ أحداث بلدة القريا الدامية في ريف السويداء كانت وراءها عصابات مدعومة من قبل إيران و"حزب الله"، كما دعا المجموعات المقاتلة في المنطقة إلى عدم تنفيذ أجندات الحزب وأذرعه الأمنية.
ويوم الخميس، شهدت البلدة مواجهات مسلحة بين عناصر اللواء الثامن وقوات "شيخ الكرامة"، أسفرت عن مقتل أكثر من 10 عناصر في صفوف الطرفين.
ومنذ سيطرة قوات النظام على محافظة درعا بعد خروج فصائل المعارضة منها، عام 2018، انتشرت مليشيات إيرانية وأخرى تابعة لـ"حزب الله" في المنطقة، مستغلة التوتر الأمني، كما عملت على استقطاب الشبان وتجنيدهم لصالحها مقابل المال.
ووثّق "مكتب توثيق الشهداء في درعا" 31 عملية ومحاولة اغتيال، في سبتمبر/ أيلول الماضي، أسفرت عن مقتل 11 شخصاً، وإصابة 11 آخرين.
وأوضح المكتب، في تقرير، أن بين القتلى 14 مقاتلاً سابقاً في صفوف فصائل المعارضة، ثمانية منهم التحقوا بصفوف قوات النظام بعد سيطرتها على المحافظة، ووقّعوا على تسوية معها.
وفي سياق منفصل، توصّل وجهاء من بلدة كناكر في ريف دمشق الغربي وقياديون عسكريون في النظام إلى اتفاق هدنة، وذلك بعد ساعات من حصار البلدة وقطع المياه والكهرباء عنها.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوجهاء اجتمعوا بقياديين من الفرقة الرابعة والفرقة السابعة في قوات النظام وقائد فرع بلدة سعسع في مقر "اللواء 121" القريب من كناكر، واتفقوا على هدنة تمّ بموجبها تأجيل اقتحام قوات النظام البلدة.
وبحسب الناشط، فإنّ هناك أنباء عن اتفاق على ترحيل رافضي سيطرة النظام على البلدة بشكل كامل إلى الشمال السوري، وتوقيع مصالحة مع الراغبين بالبقاء، فيما أشار إلى أن قوات النظام ما زالت تحاصر البلدة وتقطع طرقها وتمنع حركة الدخول والخروج منها.
وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس الخميس، أنّ وحدات من قوات النظام وصلت إلى محيط البلدة، ورجحت أن تبدأ تلك القوات عملية عسكرية محدودة على غرار العملية التي قامت بها، في مارس/ آذار الماضي، في مدينة الصنمين، بريف درعا، بعد عملية المواجهة بين مسلحين محليين وقوات النظام.
واندلعت الأحداث في البلدة بعد اعتقال قوات النظام ثلاث نساء وطفلة على إحدى نقاط التفتيش، ثمّ خرج الأهالي في تظاهرة طالبت بإطلاق سراحهن، تبعها قطع الطرقات الرئيسية من قبل المتظاهرين، وإطلاق نار على مقرات للنظام.
وخرجت، اليوم الجمعة، تظاهرات في درعا وإدلب، عبّر فيها المتظاهرون عن تضامنهم مع أهالي بلدة كناكر، وحذّروا من عواقب اقتحام قوات النظام الأحياء السكنية، بعد الحصار وقطع الطرقات.