نفت حكومة "طالبان" وجود أي جماعة مسلحة على أراضي أفغانستان، بما في ذلك "طالبان باكستان"، وذلك بعد طلب إسلام أباد مساعدتها في التصدي لخطر "طالبان باكستان".
وأكد الناطق باسم حكومة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في تصريح صحافي اليوم الأحد، أن كابول مستعدة لمساعدة إسلام أباد في التصدي لهذه الجماعة، إلا أنه شدد على عدم وجودها على الأراضي الأفغانية.
وأضاف مجاهد: "أوضحنا مراراً أننا لا نسمح لأي جهة بأن تستخدم الأراضي الأفغانية ضد أي دولة؛ وذلك لأننا نريد الأمن والسلام لجميع البلاد، كذلك فإننا نريده لبلادنا، بالتالي ادعاءات وجود "طالبان" الباكستانية على الأراضي الأفغانية لا أساس لها".
وتابع: "تعاونّا ونتعاون مع إسلام أباد قدر الإمكان، لكن "طالبان" الباكستانية وجودها داخل الأراضي الباكستانية، ونحن ليس بإمكاننا أن ندخل هناك لنقضي عليها".
وشدد الناطق باسم حكومة "طالبان" على أن قوات "طالبان" المسلحة مستعدة على الحدود لمواجهة أي خطر من أي جهة كان، بالتالي لا يمكن لأي جماعة أن تعبر الحدود الأفغانية الباكستانية، بحسب قوله.
وحول قرار إنشاء حوالى 100 ثكنة ومركز عسكري من قبل وزارة الدفاع الأفغانية على الحدود مع باكستان في شرق أفغانستان وجنوبها، قال مجاهد إن الخطوة لم ولن تأتي تلبية لمطلب باكستان، كما فسّره البعض، بل كان من المقرر أن تُنشئ القوات المسلحة تلك الثكنات والمراكز من أجل الدفاع عن سيادة البلاد وحدودها.
ومرة أخرى، أكد مجاهد أن "طالبان"، كما لا تسمح لأي جماعة مسلحة بأن تنشط على أرض أفغانستان، هي في الوقت نفسه لن تسمح لأي قوة بالتدخل في الأراضي الأفغانية، وأنها تعرف كيف تدافع عن سيادة الدولة وحدودها وأمنها.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني، أنوار الحق كاكر، قد أكد في خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده تعاني من هجمات المسلحين، معرباً عن قلقه مما وصفه بظاهرة الإرهاب التي تساند من الخارج.
وجاء تصريح رئيس الوزراء الباكستاني بعد تهديدات أطلقها الأسبوع الماضي حول استعداد بلاده لاستهداف المسلحين خارج الأراضي الباكستانية و"أينما كانوا".
يذكر أن باكستان تشهد تصاعداً كبيراً في أعمال العنف والعمليات التفجيرية في هذه الأيام، وهي لم تقتصر على المناطق الحدودية مع أفغانستان، بل أيضاً طاولت مدناً مختلفة، ومعظمها تتبناها "طالبان" الباكستانية.