كامالا هاريس تعزز مقبوليتها بديلاً من بايدن وترامب

31 اغسطس 2024
كامالا هاريس تتحدث خلال تجمّع انتخابي في جورجيا، 29 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تفضيل الناخبين لبديل عن بايدن وترامب**: أظهرت استطلاعات الرأي أن 70-72% من الأميركيين يفضلون بديلاً عن بايدن وترامب في انتخابات 2024، مما يعكس تقدم كامالا هاريس البطيء وتفوقها في بعض الولايات الحاسمة.

- **تقدم هاريس في الاستطلاعات**: تتقدم هاريس في 6 من الولايات السبع الحاسمة بمعدل 2-4 نقاط، وتعادل ترامب أو تتفوق عليه بنقطة في الولاية السابعة، رغم أن استطلاع نات سيلفر يعطي الأرجحية لترامب في المجمع الانتخابي.

- **تأثير مغادرة بايدن وتحديات هاريس**: مغادرة بايدن السباق غيرت خريطة الانتخابات وأربكت حسابات ترامب، مما دفعه لزيادة هجماته الشخصية. هاريس تمكنت من محو تقدم ترامب، والسؤال الآن هو ما إذا كانت أميركا مستعدة لترئيس امرأة.

منذ بدايات حملة انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، كشفت استطلاعات الرأي أكثر من مرة أنّ 70 إلى 72% من الأميركيين غير متحمسين للرئيس الديمقراطي جو بايدن ولا لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، ويفضلون لو كان هناك في الساحة بديل لهما. ويأتي تقدّم كامالا هاريس المتواصل، وإن كان بطيئاً، منذ دخولها الحلبة بديلاً لبايدن قبل 5 أسابيع، ترجمة لهذا التفضيل أكثر مما هو انعكاس لانجذاب الأكثرية، ولو الضئيلة، لمواصفاتها الرئاسية المتواضعة في كل حال. وهذا ما يفسر مزاحمتها لترامب واستمرارها أخيراً في التفوق عليه، والذي بدأ يربكه ويثير مخاوف فريقه الذي لم يقوَ بعد على زحزحة المرشحة الجديدة عن المقدمة، رغم دخولها المتأخر جداً إلى السباق، بل على العكس توطدت أرقام هاريس في الولايات السبع المرهونة نتائج الانتخابات فيها برجحان كفة أحد المرشحَين فيها أو في غالبيتها.

وفي آخر 4 استطلاعات صدرت معاً تقريباً (يو إس إيه توداي، وول ستريت جورنال، وفوكس نيوز، وبلومبيرغ مع مورنينغ كونسلت)، تتقدم هاريس في 6 من هذه الولايات بمعدل 2 إلى أربع نقاط وتعادله أو تتقدم عليه بنقطة في الولاية السابعة. هناك استطلاع واحد أجراه الخبير نات سيلفر، يعطي الأرجحية حتى الآن لترامب في أصوات المجمع الانتخابي الذي تعود لغالبيتها الكلمة الفصل بالفوز بالرئاسة في نهاية المطاف، لكن سيلفر يستدرك قائلاً إن هاريس يمكنها الاحتفاظ بتقدّمها "لو تمكنت من الصمود في موقعها الراهن لمدة أسبوعين آخرين".

هذه المدة تكون عادة بمثابة اختبار أولي قليلاً ما يخطئ، إذ المعروف عموماً أنّ المرشح المتفوق بصرف النظر عن حجم الفارق الذي يمتلكه والذي يقوى على تحصين وضعه لغاية أسابيع قليلة بعد عيد العمل (أول اثنين من سبتمبر/أيلول– بعد غد)، يكون قد عبر الجسر عادة نحو الفوز. هي ليست قاعدة مضمونة، لكنها مجرّبة، شذّت عنها معركة 2016 حيث تمكّن ترامب في الأسابيع الأخيرة من إطاحة تقدم هيلاري كلينتون وانتزاع الفوز منها. فهل يمكن أن يتكرر ذلك هذه المرة؟ الاحتمال وارد، ولو أنّ المعطيات لا ترجّح التكرار.

فهذه الانتخابات محكومة من البداية بأن يجري التصويت فيها على أساس المقارنة أكثر منه على أساس المفاضلة، وهذا ما فسّر تقدّم ترامب وبارتياح على بايدن بفارق 5 إلى 7 نقاط طوال حوالى سنة ومن دون أن يقوى الثاني حتى على تقليص الفجوة، ولو بمقدار ضئيل أو لمدة قليلة. زلاته المتزايدة بحكم تقدمه في السنّ (81 سنة)، فرضت ترجيح كفة المقارنة لدى الناخب لصالح خصمه ترامب الذي كان شبه متسيّد في الاستطلاعات لمدة سنة وإلى الحدّ الذي حمل قيادة الحزب الديمقراطي على التدخل ومفاتحة بايدن صراحة وبصورة ضاغطة ليخلي المكان لغيره. وبانصياعه وفّر هزيمة على حاله وعلى حزبه. وتردد أنه فعل بعد أن ضمن اعتماد الحزب لترشيح هاريس بعده، ثم بعد مجيء هذه الأخيرة تغيّرت المعادلة.

وكان لافتاً أن تواصل هاريس زحفها نحو محو تقدم ترامب، بل تجاوزه ومن دون تراجع. وأول أمس الخميس، مرت في أول اختبار إعلامي على صعيد الأداء من غير هفوات أو تعثر، والذي بدا نقيضاً لأداء بايدن البائس ولو أنها تراجعت عن بعض المواقف السابقة وحاذرت الدخول في التفاصيل خلال المقابلة التي أجرتها "سي أن أن" معها بحضور نائبها تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا. المقابلة بدت تمريناً مسبقاً لمناظرتها المرتقبة مع ترامب في العاشر من سبتمبر/ أيلول المقبل، هذا إذا لم ينسفها ترامب ويحول دون حصولها متذرعاً بالشروط التي وضعها، والتي كانت مدار جدل وخلاف مع فريق هاريس.

وما لا جدال فيه بين المراقبين، أنّ مغادرة بايدن غيّرت خريطة الانتخابات وأربكت الخصم الجمهوري وحساباته، وبدأ يتبدّى ذلك في رفع ترامب لوتيرة خطاب التهشيم الشخصي. ومن غير المستبعد، إن لم يكن من المتوقع، أن يتواصل هذا الهبوط لو بقيت المعادلة على حالها أو بعد صدور حكم محكمة نيويورك ضد ترامب في دعوى الرشوة المالية المعروفة في 19 سبتمبر.

في المقابل، ورغم كل هذه المطبات التي تواجه الرئيس السابق، بقي السؤال القديم الجديد مطروحاً: هل أميركا مهيّأة الآن لترئيس امرأة؟ يجيب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بوسطن أندرو ديفيد: "بالتأكيد"، فيما يحذر آخرون من "أجواء التمييز التي ما زالت حية  ترزق، والتي لا بد أن يوظفها ترامب إلى أبعد الحدود"، وبهذه الأجواء تبدأ الحملة الانتخابية آخر وصلة لها الأسبوع المقبل بعد عيد العمل.