كتاب للصحافي بوب وودوارد يكشف عن رأي بايدن بنتنياهو وعلاقة ترامب وبوتين

09 أكتوبر 2024
ترامب وبوتين خلال لقاء في قمة مجموعة العشرين، 28 يونيو 2019 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يكشف كتاب "حرب" عن علاقة شخصية بين ترامب وبوتين، حيث أرسل ترامب اختبارات كوفيد-19 لروسيا سراً في 2020، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه العلاقة على السياسة الخارجية الأميركية، خاصة مع دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا.

- يتناول الكتاب العلاقة المتوترة بين بايدن ونتنياهو، حيث وصف بايدن نتنياهو بأنه "كاذب"، منتقداً عدم جهوده في حل النزاع في غزة والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

- يشير الكتاب إلى دور كامالا هاريس في السياسة الخارجية، حيث تدعم مواقف بايدن، لكن تأثيرها محدود، مع تباين في تصريحاتها العلنية والخاصة تجاه إسرائيل.

أوردت وسائل إعلام أميركية، اليوم الثلاثاء، مقتطفات من كتاب يصدره قريباً الصحافي الأميركي بوب وودوارد، وينقل فيه عن الرئيس جو بايدن وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "كاذب" و"لا يهمه سوى صموده السياسي"، كما يكشف أن الرئيس السابق دونالد ترامب كان قد أرسل أثناء توليه الرئاسة اختبارات كوفيد-19 إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

علاقة ترامب مع بوتين

وفي كتاب بعنوان "حرب"، تداولت وسائل إعلام أميركية مقتطفات مما ورد فيه قبل صدوره المقرر في 15 أكتوبر/ تشرين الأول، يتحدث وودوارد عن إبقاء ترامب على علاقة شخصية مع بوتين على رغم غزو الأخير لأوكرانيا، وفي وقت يحاول الرئيس الجمهوري السابق العودة إلى البيت الأبيض عندما يخوض الانتخابات الرئاسية في مواجهة الديمقراطية كامالا هاريس في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويكشف الكتاب أن دونالد ترامب أرسل أثناء توليه رئاسة الولايات المتحدة اختبارات كوفيد-19 إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل سري في العام 2020، بينما كانت روسيا تعاني نقصاً في هذا المجال، ويعد وودوارد من أبرز الصحافيين المطلعين على خبايا البيت الأبيض، وبرز اسمه بعدما كشف وزميله في صحيفة واشنطن بوست الأميركية كارل برنستين فضيحة "ووترغيت" التي أدت لاستقالة الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974.

وبحسب المقتطفات، أرسل ترامب إلى بوتين حزمة من اختبارات كوفيد-19 في عام 2020 في ذروة الجائحة. وسعى الرئيس الروسي إلى إبقاء الأمر طيّ الكتمان لتجنّب أي تداعيات سياسية. وبحسب وودوارد، قال بوتين لترامب: "لا أريدك أن تخبر أحداً لأن الناس سيغضبون منك لا مني".

ونقل وودوارد عن مساعد لترامب لم يذكر اسمه، قوله إن الرئيس السابق تواصل مع بوتين سبع مرات منذ نهاية ولايته الرئاسية مطلع العام 2021، على رغم أن الولايات المتحدة بإدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، هي أبرز داعمي أوكرانيا سياسياً وعسكرياً في مواجهة الغزو الروسي. وأوردت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها عن الكتاب بأن ترامب طلب من أحد مساعديه مطلع العام 2024 أن يغادر مكتبه في منتجع مارالاغو الذي يملكه في فلوريدا، لأنه أراد أن يجري محادثة خاصة مع الرئيس الروسي.

وسارعت حملة ترامب لنفي ما ورد في الكتاب. وقال متحدث باسمها ستيفن شونغ لـ"فرانس برس" إن "أياً من هذه الروايات المختلقة من قبل بوب وودوارد ليست صحيحة، هي ابتكار من رجل مجنون وغير موزون".  ورأى أن الكتاب "يصلح لاستخدامه كورق للمرحاض".

دور هاريس نائبةً لبايدن

ويتطرق الكتاب بشكل وجيز إلى دور هاريس نائبةً لبايدن "بالكاد تؤدي دوراً مؤثراً في تحديد السياسة الخارجية"، بحسب "واشنطن بوست". ورداً على سؤال بشأن الكتاب، قالت هاريس للإعلامي الأميركي هاورد ستيرن إن ترامب خضع للتلاعب خلال كارثة صحية شهدت "وفاة مئات الأميركيين يومياً". وتابعت: "كان الجميع يسعى للحصول على عدة الاختبار (وترامب) كان يقوم بإرسالها إلى روسيا، إلى ديكتاتور قاتل من أجل استخدامه الشخصي".

وكتب وودوارد عن العديد من الرؤساء الأميركيين على مدى الأعوام الخمسين الماضية. وكتابه الجديد هو الرابع منذ فوز ترامب بالرئاسة في 2016. وخلص الصحافي في كتابه الجديد إلى أن تواصل ترامب مع بوتين في وقت يخوض حرباً ضد دولة حليفة للولايات المتحدة يجعله غير أهل للرئاسة بدرجة أكبر مما كان عليها نيكسون. وكتب وودوارد: "كان ترامب أكثر الرؤساء تهوّراً واندفاعاً في التاريخ الأميركي، وهو يُظهر الشخصية نفسها كمرشح رئاسي في عام 2024".

بايدن يصف نتنياهو بأنه "كاذب"

وفي كتابه "حرب"، يتحدث وودوارد خصوصاً عن جهود ذهبت سدى بذلها الرئيس جو بايدن من أجل وضع حد للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ومنذ بدء النزاع، تبدو الدبلوماسية الأميركية عاجزة عن التأثير على نهج نتنياهو في إدارة الحرب.

ووفق مقتطفات من الكتاب، سأل بايدن خلال محادثة هاتفية جرت في إبريل/ نيسان الماضي، رئيس الوزراء الإسرائيلي عن استراتيجيته، فأجاب الأخير بالقول "علينا أن ندخل رفح"، ليردّ عليه بايدن "بيبي (لقب نتنياهو)، ليست لديك استراتيجية". ولاحقاً تذمّر الرئيس الأميركي أمام مستشاريه، مشدداً على أن نتنياهو "كاذب" و"لا يهمّه سوى صموده السياسي".

ومطلع سبتمبر/ أيلول، اعتبر بايدن في تصريح علني أنّ نتنياهو لا يبذل جهوداً كافية للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. وعلى الرغم من ذلك، لم يعمد الرئيس الأميركي حتى الآن إلى استخدام شحنات الأسلحة وسيلة للتأثير في سياسات حكومة نتنياهو، باستثناء تجميده شحنة قنابل في مايو/ أيار.

ووفق صحيفة واشنطن بوست، يتطرق كتاب وودوارد أيضاً إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس التي يشير إليها بأنها مؤيدة لمواقف بايدن إنما غير ذات تأثير حاسم في سياسته الخارجية. وفي يوليو/ تموز، إثر لقاء مع نتنياهو، جاءت لهجة هاريس حادة في إطار توصيفها طريقة إدارة إسرائيل للنزاع في غزة، متعهّدة "عدم الصمت" إزاء معاناة الفلسطينيين.

إلا أن تصريحاتها العلنية لم تعكس اللهجة الودية التي سادت المحادثات، وفق الكتاب. وبحسب كتاب وودوارد، فإنّ هذا التباين في تصريحات المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، أثار دهشة نتنياهو وحفيظته.

(فرانس برس)

المساهمون