"كتيبة جنين" تهدد باستهداف الأجهزة الأمنية الفلسطينية بشكل مباشر وتتهمها بممارسة الإعدامات الميدانية والكذب

22 ديسمبر 2024
أجهزة الأمن الفلسطينية تغلق مدخل مخيم جنين، 21 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اتهمت "كتيبة جنين" الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالإعدامات الميدانية والفساد، مشيرة إلى مقتل 14 مواطنًا منذ أكتوبر 2023، ووصفت تصريحات الأجهزة الأمنية بأنها مضللة.
- أوضحت الكتيبة أنها اتبعت خطة من ثلاث مراحل لتجنب التصعيد، تضمنت تفجير عبوات أمام المدرعات دون استهداف مباشر، ونفت مسؤوليتها عن تفجير السيارة في دوار البطيخة.
- أشادت الكتيبة بالعناصر الذين رفضوا قمع الشعب، مشيرة إلى احتجاز 237 عنصرًا، وهددت بتصعيد العمليات إذا استمرت الانتهاكات.

اتهمت "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها اليوم الأحد، الأجهزة الأمنية الفلسطينية بممارسة "الإعدامات الميدانية" بحق المواطنين خارج إطار القانون و"الكذب والادعاءات" بحق الكتيبة، مهددة بأنها ستستهدفها بشكل مباشر بسبب "تعنتها ورفضها أية مبادرات" لاحتواء الأزمة. كما وجهت "كتيبة جنين" اتهامات مباشرة للأجهزة الأمنية الفلسطينية بـ"الفساد والانتهاكات الخطيرة" بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك في سياق الأحداث الأخيرة التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها.

ويأتي البيان ردًّا على تصريحات المتحدث باسم الأجهزة الأمنية، أنور رجب، التي أشار فيها إلى أن "الأحداث في جنين من أجل سيادة القانون"، ووصفت "كتيبة جنين" تلك التصريحات بـ"الكاذبة والمضللة"، واعتبرتها محاولة لتشويه صورة الكتيبة وتبرير الانتهاكات التي ترتكبها الأجهزة الأمنية ضد المواطنين. وأكدت أن "الأجهزة الأمنية تمارس الإعدامات الميدانية بحق المواطنين خارج إطار القانون"، مشيرة إلى مقتل 14 مواطنًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم دون أية محاسبة.

وأوضحت الكتيبة أن عناصر الأجهزة الأمنية متورطون في قضايا تتراوح بين تجارة السلاح، وبيع قطع السيارات المصادرة، وأخذ الرشوة، إلى جانب استهداف منازل وسيارات معارضين سياسيين بارزين، مثل الشهيد خضر عدنان، ووصفي قبها، وناصر الشاعر، وغيرهم. ووفق البيان ذاته، فإن "الأجهزة الأمنية، بدلًا من حماية المواطنين، أصبحت أداة قمع تستهدف كل من يعارض سياسات السلطة"، مستشهدة بعمليات القمع التي استهدفت المسيرات السلمية القادمة لدعم مخيم جنين، بالإضافة إلى قطع الكهرباء والماء عن المخيم، واعتقال الجرحى من المستشفيات.

وأكدت الكتيبة أنها حاولت تجنب التصعيد مع الأجهزة الأمنية عبر اتباع خطة من ثلاث مراحل، تضمنت تحذيرات متكررة، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى شملت تفجير عبوات أمام مدرعات الأجهزة الأمنية دون استهداف مباشر، بهدف إيصال رسالة واضحة لوقف الانتهاكات. وأضافت أنه "مع استمرار التصعيد من قبل الأجهزة الأمنية، انتقلت الكتيبة إلى المرحلة الثانية، التي تضمنت استهداف مقدمة المدرعات لإحداث أضرار دون إيقاع قتلى". وتطرقت الكتيبة إلى حادثة استهداف مركبة حرس الرئيس بالقرب من عمارة الحدا قبل أيام، حيث جرى إعطاب المركبة وإصابة جميع من كانوا بداخلها، مع التأكيد على أن الهدف كان تجنب إراقة الدماء.

وأكدت "كتيبة جنين" أنه "مع استمرار تعنت الأجهزة الأمنية ورفضها أية حلول أو مبادرات، أعلنت الكتيبة أنها قد تضطر للانتقال إلى المرحلة الثالثة، التي تشمل استهدافًا مباشرًا للمدرعات وحجرات الجنود باستخدام العبوات الناسفة"، مؤكدة أن خيار التصعيد هو "إجراء اضطراري" في ظل تعنّت الطرف الآخر. وفيما يتعلق بتفجير السيارة الذي وقع على دوار البطيخة في مدينة جنين قبل أيام، نفت الكتيبة مسؤوليتها عن الحادث، مشيرة إلى أنها أعلنت ذلك منذ اللحظة الأولى.

ووصفت مقطع الفيديو الذي نشرته الأجهزة الأمنية لتوثيق خط سير السيارة بأنه "مضلل وسخيف"، مؤكدة أن الفيديو لم يثبت خروج السيارة من مخيم جنين، بل أظهر مسارها من شارع المقاطعة باتجاه شارع حيفا. وكشفت أن السيارة المصادرة كانت تحت حيازة الأجهزة الأمنية قبل أسبوعين من الحادث، وأن صاحب السيارة تعرض لضغوط وتهديدات من قبل جهاز المخابرات العامة لعدم الإدلاء بأي تصريحات توضح الحقيقة، بأن السيارة التي انفجرت جرت مصادرتها منه من قبل الأجهزة الأمنية قبل تفجيرها بحوالي أسبوعين.

وأكدت "كتيبة جنين" أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن اتهمت الأجهزة الأمنية الكتيبة زورًا بقتل الشهيد ربحي الشلبي، قبل أن يجري نشر فيديو يثبت مسؤولية الأجهزة الأمنية عن مقتله، موجهة في بيانها رسالة إلى عناصر الأجهزة الأمنية، طالبة منهم التراجع عن ممارساتهم والانحياز إلى الشعب الفلسطيني. وشددت على أنها قادرة على مواجهة أي تصعيد من قبل الأجهزة الأمنية، مهددة بتصعيد العمليات في حال استمرت الانتهاكات.

وأشادت الكتيبة بمَن وصفتهم بـ"العناصر الشرفاء الذين رفضوا تنفيذ أوامر قمع الشعب الفلسطيني"، مؤكدة أن هناك نحو 237 عنصرًا محتجزًا رفضوا أن يكونوا أداة بيد الاحتلال الإسرائيلي، ووجهت التحية لعائلات هؤلاء العناصر، معتبرة أن موقفهم يعكس انتماءهم للدين والكرامة والوطن. ويشهد مخيم جنين منذ ثمانية عشر يوماً اشتباكات متكررة بين مقاومين فلسطينيين والأجهزة الأمنية الفلسطينية، أدت لمقتل شابين وطفل وضابط في حرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

المساهمون