"كردستان العراق" يحرّر 234 معتقلاً أيزيدياً من قبضة "داعش"

05 نوفمبر 2014
"داعش" يعتقل آلاف المدنيين(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

كشف مسؤول ملف النازحين في حكومة إقليم كردستان العراق، نوري عثمان، عن تحرير 234 معتقلاً أيزيدياً من المدنيين الأكراد الذين كان تنظيم "داعش" يحتجزهم لديه، بعد دفع فدية بقيمة مليون ونصف المليون دولار، لمسلحي التنظيم ووسطاء. ولم تُدفع الأموال للتنظيم مباشرة، بل لأشخاص تولوا المساعدة، وفق المصدر ذاته، الذي أكّد أنّه "ليس مهماً لدينا إن كانوا يقومون بشرائهم من داعش، بل المهم تحرير الأشخاص".

ومن بين المعتقلين الذين جرى تحريرهم، وفق ما أوضحه عثمان لمحطة تلفزيونيّة كرديّة، "150 امرأة وفتاة و84 رجلاً، وجميعهم من المكون الأيزيدي، ومن أهالي قضاء سنجار"، مشدداً على أنّ "المبالغ التي صُرفت لتحريرهم ذهبت لوسطاء، وحتّى لأشخاص، تولوا نقل المعتقلين إلى إقليم كردستان". وكشف أن "30 شخصاً منهم جرى استردادهم من داعش من داخل سورية".

وتفيد تقارير غير رسميّة، صادرة عن جهات كرديّة، بأنّ عدة آلاف من المدنيين الأكراد محتجزون لدى "داعش"، وجرى اعتقالهم بدءاً من شهر يوليو/تموز الماضي، وأكثرهم من الأيزيديين، الذين يقطنون مناطق شمال وغرب محافظة نينوى، شمال العراق، ووقعوا في الأسر عقب سيطرة التنظيم على قضاء سنجار والقرى التابعة له.

وبحسب التقارير نفسها، اعترف "داعش" بأخذ ما لا يقلّ عن ألفي معتقل، هم من النساء والفتيات، كسبايا وبيعهن في مناطق عراقيّة وسوريّة، وفق ما أورده في مجلة يصدرها باسم "دابق".

وفيما يتعلّق بكيفيّة تحرير المعتقلين، يوضح عثمان أنّ الآلية كانت "معقّدة جداً"، مشيراً إلى أنّ "العملية تمّت بأوامر من رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني". وجرت عملية تحرير المحتجزين على مراحل ومجموعات، وفق عثمان الذي يقول: "في بعض الحالات دفعنا فدية، وفي حالات أخرى وفرّنا تسهيلات لهم ليهربوا من الأسر". ويضيف: "كانت عمليّة نقل المعتقلين من مناطق سيطرة مسلحي "داعش" إلى أخرى تسيطر عليها قوات البشمركة، أصعب مراحل العمليّة"، كاشفاً عن "محاولات تجري لاسترداد نساء كرديّات محتجزات لدى التنظيم في سورية"، بمساعدة أشخاص لم يحددهم.

وتعمل جهات حكوميّة متعدّدة في إقليم كردستان، على متابعة ملف المعتقلين لدى "داعش"، بهدف تحديد أماكنهم والوصول إليهم. ويكشف عثمان في هذا الإطار، أن "ذوي المعتقلين يوفّرون في أحيان كثيرة معلومات لنا عن أماكن احتجاز أقاربهم للمساعدة في تحريرهم"، معترفاً بتعرّض المعتقلين لدى "داعش" لأشكال عدّة من الاعتداءات. ولم يُغفل مهاجمة الحكومة العراقيّة بشدة، على خلفيّة تعاطيها مع ملف المعتقلين لدى "داعش"، قائلاً إنّها "تتصرّف بضعف شديد في تقديم الدعم لنا في هذا الموضوع".