كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم الخميس، بعضاً مما دار في كواليس زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل، التي التقى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء كابينت الحرب الإسرائيلي، مفيداً بأنه كانت هناك رسالة واحدة ثابتة سمعها الرئيس بايدن من جميع المسؤولين الإسرائيليين تقريباً، الذين التقاهم في تل أبيب: "الحرب في غزة ستستغرق وقتاً، وستختبر إسرائيل دعم حلفائها".
واعتبر الموقع أن ذلك مؤشر إلى أن حفاظ إسرائيل على الدعم الدولي خاصة من الولايات المتحدة أصبح أحد أكبر مخاوف إسرائيل بعد 13 يوماً من الحرب ضد "حماس"، مع آلاف القتلى، والغضب المتنامي في العالم العربي.
مخاوف بايدن
ذهب الموقع إلى أنه كانت للرئيس بايدن مخاوفه الخاصة، وكان قلقاً بشكل خاص بشأن التوتر المتصاعد بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، المدعوم من إيران، على الحدود، وتساءل بايدن عما إذا كان "حزب الله" سيقرر الانضمام إلى الحرب، وهو ما يزيد من احتمالات نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط.
وأضاف أنه منذ الأيام الأولى للحرب أرسلت إدارة بايدن رسائل خاصة وعامة إلى "حزب الله" وإيران، تحذرهما من الانضمام إلى القتال. وأرسل البنتاغون حاملتي طائرات إلى المنطقة، كما عقد مسؤولو البيت الأبيض عدة اجتماعات للتحضير لسيناريو استخدام القوة العسكرية الأميركية إذا أطلق الحزب صواريخ على إسرائيل.
أيضاً، سأل بايدن المسؤولين الإسرائيليين عن استراتيجيتهم الشاملة في غزة، أي عما ستكون عليه خطة إسرائيل للقطاع بعد الحرب. لكن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوه بأنه ليس هناك حتى الآن أي خطة، وهم يركزون الآن على الهجوم المضاد، ردا هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
حث بايدن المسؤولين الإسرائيليين على وضع خطة للإغاثة الإنسانية للفلسطينيين، الذين وقعوا "في خضم مساعي الجيش الإسرائيلي للقضاء على حماس".
وفي خطاب منفصل، يوم الأربعاء، أقر بايدن بأنه "بالنسبة لدولة بحجم إسرائيل"، فإن "هجوم حماس كان مثل هجوم 11 سبتمبر". ومع ذلك حث بايدن الإسرائيليين على "ألا يستسلموا للغضب"، وأن يفكروا "بوضوح في الأهداف" بدلاً من تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر/ أيلول، في إشارة واضحة إلى غزو العراق، بحسب الموقع.
"حرب طويلة وصعبة"
ونقل الموقع أنه خلال اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي مع بايدن، أكد وزير الأمت الإسرائيلي يوآف غالانت أنها "ستكون حرباً طويلة وصعبة، وستحتاج إسرائيل إلى دعم أميركي لفترة طويلة من الزمن"، بحسب أحد مساعدي غالانت.
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي أن وزير الأمن الإسرائيلي السابق بيني غانتس، المنضم من المعارضة للحكومة حديثاً، أبلغ بايدن بأنّ جهود تفكيك حركة حماس "قد تستغرق سنوات". كما نقل عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن بايدن لم يتراجع، لكنهم أضافوا أنه للحفاظ على الدعم الدولي، سيتعين على إسرائيل معالجة الوضع الإنساني في غزة، حيث نزح آلاف الفلسطينيين بسبب القصف الإسرائيلي، وأوامره بالإخلاء.
"تعاون سيغير المعادلة"
إحدى القضايا الرئيسية التي ناقشها نتنياهو مع بايدن هي حزمة المساعدات العسكرية التي تطلبها إسرائيل من الولايات المتحدة، والتي تحتاج إلى موافقة الكونغرس، بحسب "أكسيوس"، الذي نقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم طلبوا مساعدات عسكرية بقيمة 10 مليارات دولار. كما أكد نتنياهو أنه اتفق مع بايدن على "حزمة مساعدات عسكرية ضخمة وغير مسبوقة" لإسرائيل.
يخطط بايدن لإلقاء خطاب في المكتب البيضاوي حول إسرائيل وأوكرانيا، مساء اليوم الخميس، بتوقيت واشنطن، حيث أصبح تمويل المساعدات لكلا البلدين قضية رئيسية في سباق انتخاب رئيس لمجلس النواب.
وختم "أكسيوس" بالقول إنه بعد مغادرة بايدن لإسرائيل، صرح نتنياهو: "اتفقنا على التعاون الذي سيغير المعادلة على جميع الجبهات وسيساعدنا على تحقيق أهدافنا في الحرب".
وكان بايدن قد أنهى زيارة لإسرائيل هدفها المعلن إظهار "الدعم القوي لإسرائيل في سعيها للقضاء على حماس"، والضغط أيضاً من أجل إيجاد سبل "تخفيف المعاناة الإنسانية" في غزة. وجاءت الزيارة غداة مجزرة ارتكبتها إسرائيل بقصف المستشفى المعمداني في قطاع غزة، مخلفا مئات الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء. وأعرب بايدن عن تبنيه المزاعم والرواية الإسرائيلية بخصوص المجزرة. وأضاف أن "معلومات من البنتاغون" هي سبب تبنيه تلك الادعاءات.
وفي لقائه في مطار بن غوريون في اللد مع عدد من عائلات الأسرى في قطاع غزة، قال بايدن: "فخور بأنني في إسرائيل، ولو لم تكن إسرائيل موجودة لتعين علينا أن نخترعها، ولا ينبغي أن يكون المرء يهودياً كي يكون صهيونياً".