فرض فيروس كورونا سطوته على استعدادات المغرب لإطلاق الحملات الانتخابية الممهدة للانتخابات المحلية والجهوية والتشريعية التي ستجرى لأول مرة بشكل متزامن، في 8 سبتمبر/ أيلول المقبل.
ودعت وزارة الداخلية المغربية، اليوم الأربعاء، المرشحين للانتخابات المقبلة إلى الالتزام بالعديد من الإجراءات الاحترازية خلال حملاتهم الانتخابية، التي ستبتدئ يوم غد الخميس، مع الأخذ بعين الاعتبار التدابير الاحترازية المدرجة في إطار حالة الطوارئ الصحية.
واشترطت وزارة الداخلية على المترشحين عدم تجاوز عدد 25 شخصاً في التجمعات العمومية بالفضاءات المغلقة والمفتوحة، وعدم تنظيم تجمعات انتخابية بالفضاءات المفتوحة التي تعرف الاكتظاظ.
كما منعت على المرشحين خلال الحملة الانتخابية نصب خيام بالفضاءات العمومية وتنظيم الولائم، وعدم تجاوز عدد 10 أشخاص كحد أقصى خلال الجولات الميدانية، و5 سيارات بالنسبة للقوافل مع ضرورة إشعار السلطة المحلية بتوقيت ومسار هذه الجولات والقوافل.
وفي السياق ذاته، قررت الوزارة منع توزيع المنشورات على الناخبين بالشارع والفضاء العموميين وكذا بمقرات السكن، غير أنها أشارت إلى أنه يجوز للمرشحين وضع المناشير بأماكن يمكن رؤيتها والاطلاع على مضمونها مع تجنب توزيعها مباشرة بالأيدي.
وستنطلق الحملات الانتخابية في الساعة الأولى من يوم الخميس 26 من الشهر الجاري. وستنتهي في الساعة 12 ليلاً من يوم الثلاثاء 7 سبتمبر/ أيلول المقبل، على أن يجرى الاقتراع في اليوم الموالي.
وتُجرى الانتخابات المغربية في ظرفية وبائية صعبة تتميز بتفشي فيروس كورونا والتخوف من انتكاسة وبائية جديدة في ظل الارتفاع اللافت لعدد الإصابات والحالات الخطرة والوفيات خلال الأيام الماضية.
ومساء أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة المغربية عن رصد 7184 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت الحصيلة الإجمالية للإصابات إلى 821 ألفاً و129 حالة منذ بدء تفشي الفيروس في البلاد في 2 مارس/ آذار من العام الماضي، في حين ارتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 11 ألفاً و994 وفاة بعد تسجيل 105 حالات جديدة.
وفي ظل الوضع الوبائي المقلق، ينتظر أن تلجأ الأحزاب السياسية المغربية إلى مواقع التواصل الاجتماعي في حملاتها الانتخابية لاستقطاب واستمالة الناخبين للتصويت لصالحها. غير أن بعض المراقبين يرون أن مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن الرهان عليها بشكل كبير وتبقى وسيلة مكملة لأن الأحزاب المغربية لا تزال تعتمد على تأثير الصورة (التلفزيون والملصق الدعائي) والتواصل عن قرب بطرق الأبواب وأماكن العمل والشارع والمقاهي والأماكن العمومية.
من جهة أخرى، وضعت وزارة الداخلية المغربية تدابير احترازية خاصة ليوم الاقتراع من أبرزها توفير وسائل الوقاية والتعقيم في القاعات المخصصة للتصويت، وتوفير العدد الكافي من الكمامات والواقيات الشفافة لفائدة رئيس مكتب التصويت ونائبه وأعضاء المكتب. كما اشترطت ضمان الانسيابية في الولوج إلى قاعة التصويت وفق شروط السلامة المعمول بها، من خلال وضع علامات على أرض مدخل وداخل مكتب التصويت واحترام مسافة الأمان القانونية التي لا تقل عن متر واحد، بالإضافة إلى وضع الإعلانات التحسيسية الخاصة بالتدابير الاحترازية خارج وداخل قاعة التصويت.
ويتوجه المغاربة في 8 سبتمبر/ أيلول القادم إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجالس الجماعية والمجالس الجهوية ومجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) في ظل سياق سياسي مختلف أبرز سماته وضع اقتصادي واجتماعي صعب فرضه تفشي فيروس كورونا، واستحقاقات مستقبلية تخص على وجه الخصوص تطبيق النموذج التنموي الجديد الذي وضعته لجنة عينها العاهل المغربي، الملك محمد السادس.
وحصرت السلطات المغربية عدد الأحزاب السياسية، التي ينتظر أن تخوض غمار ثالث انتخابات تجرى في المملكة في ظل دستور سنة 2011، في 32 حزبا.