أعلنت كوريا الجنوبية قيامها بأول عملية إطلاق ناجحة لصاروخ فضائي يعمل بالوقود الصلب، اليوم الأربعاء، واصفة ذلك بالتطور الكبير نحو الحصول على قدرة مراقبة فضائية وسط الأعمال العدائية المتزايدة من جانب كوريا الشمالية.
جاء الإطلاق بعد ستة أيام من إجراء كوريا الشمالية أول تجربة إطلاق لصاروخ باليستي عابر للقارات منذ عام 2017، وهي محاولة على ما يبدو لتوسيع ترسانتها، وزيادة الضغط على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وسط تعثر المحادثات.
قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، في بيان، إنّ الصاروخ، الذي يعمل بالوقود الصلب المصنوع محلياً، أطلق من منشأة اختبار حكومية بحضور وزير الدفاع سوه ووك، ومسؤولين كبار آخرين.
وأضافت الوزارة أنّ الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب لها هياكل أبسط وأقل تكلفة في تطويرها وتصنيعها مقارنة بصواريخ الوقود السائل.
وذكرت أنّ صواريخ الوقود الصلب تقلل أيضاً من أزمنة الإطلاق.
وقال البيان إنّ سيول ستطلق قمراً صناعياً للاستطلاع في المدار قريباً على متن صاروخ يعمل بالوقود الصلب.
لا تمتلك كوريا الجنوبية قمراً صناعياً خاصاً للاستطلاع العسكري، وتعتمد على أقمار أميركية لمراقبة المنشآت الاستراتيجية في كوريا الشمالية.
حصلت كوريا الجنوبية على موافقة واشنطن عام 2020 لاستخدام الوقود الصلب في مركبات الإطلاق الفضائية، وهو قيد فرضته الإدارات الأميركية سابقاً على حليفتها الآسيوية الرئيسية بسبب مخاوف من أن استخدامها قد يؤدي إلى تصنيع صواريخ أكبر وإطلاق سباق تسلح إقليمي.
جاء إطلاق الصاروخ اليوم الأربعاء وسط توتر بسبب إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية عابرة للقارات يوم الخميس الماضي، وهو ما شكّل خرقاً لوقفها الاختياري لتجارب الأسلحة الكبيرة وانتهاكاً للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي.
وأفادت وسائل إعلام رسمية، الإثنين، بأنّ الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، تعهد ببناء قوة عسكرية "ساحقة" ولا يمكن إيقافها، وذلك بعد أيام من الكشف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات، المعروف باسم Hwasong-17، لأول مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وأطلق عليه المحللون اسم "الصاروخ الوحش".
ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن كيم أنه قال للعمال المشاركين في الإطلاق: "فقط عندما يكون المرء مزوداً بقدرات هجومية هائلة، وقوة عسكرية ساحقة، لا يمكن لأحد أن يوقفها، يمكن للمرء أن يمنع الحرب، ويضمن أمن البلاد، واحتواء جميع التهديدات والابتزاز من قبل الإمبرياليين، ووضعها تحت السيطرة".
وتابع قائلاً: "سنواصل تحقيق هدف تعزيز القدرات الدفاعية الوطنية".
وقد توقفت التجارب النووية بعيدة المدى مؤقتاً عندما انخرط كيم والرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى، انهارت لاحقاً في عام 2019. وتوقفت المحادثات منذ ذلك الحين.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)