قال المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري لكبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي إن بإمكان الولايات المتحدة والصين الاستفادة من التعاون في مجال المناخ لإعادة صياغة علاقتهما الدبلوماسية المضطربة وقيادة جهود التصدي للاحتباس الحراري.
جاء ذلك خلال لقاء الجانبين، في بكين، اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي يدفع فيه البلدان باتجاه إحياء الدبلوماسية المتعثرة بينهما للحد من الانبعاثات.
واستقبل وانغ المبعوث الأميركي في قاعة الشعب الكبرى ببكين، حيث تصافح المسؤولان وتبادلا كلمات الترحيب قبل بدء اجتماعهما، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وأضاف كيري "نأمل في أن تكون هذه بداية صيغة جديدة للتعاون والقدرة على تسوية الخلافات بيننا".
وأردف قائلا "متفائلون للغاية، إذ يمكن أن تكون هذه بداية ليس لحوار بيني وبينك بشأن المناخ فحسب وإنما أيضا لنتمكن من البدء في تغيير العلاقة الأوسع نطاقا".
ووصف وانغ كيري بأنه "صديقي القديم"، وقال إنهما عملا معا "لحل مجموعة من المشكلات بين الجانبين". وأشار كيري أيضا إلى عملهما معا في السابق بما في ذلك ما يتعلق بالمحادثات النووية مع إيران.
وقال كيري لوانغ "نحن متفائلون بشكل كبير أن تكون هذه هي البداية وليس فقط مجرد محادثة بينكم وبيني وبيننا على مسار المناخ".
وفي ما يتعلق بالعلاقات المتوترة بين الصين والولايات المتحدة، شدد كيري على أن الرئيس جو بايدن "ملتزم بالاستقرار في هذه العلاقة، وأيضا بتحقيق جهود معا يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في العالم".
وقال إن الرئيس بايدن "يقدر علاقته مع الرئيس شي، وأعتقد أن الرئيس شي يقدر علاقته مع الرئيس بايدن"، وأنا أعلم أنه يتطلع إلى أن يكون قادرا على المضي قدما لتغيير الديناميات".
أضاف "أملنا الآن أن يكون هذا بداية لتعريف جديد للتعاون والقدرة على حل الخلافات بيننا"، مشيرا إلى "خلافات حقيقية" بين الطرفين.
وأكد قائلا "لكننا نعلم من التجربة أيضا أنه إذا انكببنا عليها، يمكننا إيجاد المسار إلى الأمام والطرق التي من شأنها حل هذه التحديات".
وعلّقت بكين الحوار مع واشنطن بشأن المناخ في آب/أغسطس 2022 احتجاجا على زيارة لتايوان قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي.
ويتمتع كيري، وزير الخارجية الأسبق، بعلاقات ودية نسبيا مع الصين، على الرغم من تفاقم الخلاف بين البلدين بشأن تايوان وقضايا أخرى.
وذكرت قناة "سي سي تي في" الرسمية الصينية أن كيري التقى بنظيره الصيني شيه تشن هوا على مدى أربع ساعات، الاثنين.
وقال كيري في تغريدة نشرها بعد المحادثات: "على البلدين التحرك بشكل طارئ على عدد من الجبهات، لا سيما تحديات تلوث الفحم والميثان".
وتوالت زيارات المسؤولين الأميركيين للصين في الأشهر الأخيرة لتحسين العلاقات الدبلوماسية، من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في حزيران/يونيو إلى وزيرة الخزانة جانيت يلين في أوائل تموز/يوليو.
وتأتي زيارة المسؤول الأميركي، وهي الثالثة له إلى الصين منذ توليه منصبه، في وقت بات فيه تأثير التغير المناخي واضحا مع موجات حر في عدد كبير من مناطق العالم.
وتعتبر إدارة الرئيس جو بايدن أن المناخ هو أحد المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها قوتان تتواجهان في منافسة حادة.
(فرانس برس، رويترز)