كيف يبدو المشهد في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد الغارة الإسرائيلية؟

31 يوليو 2024
عمليات رفع الأنقاض في موقع غارة الاحتلال في الضاحية، 31 يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **استمرار عمليات رفع الأنقاض وتفقد الأضرار:** تواصلت عمليات رفع الأنقاض في حارة حريك ببيروت، وسط إجراءات أمنية مشددة. تضررت تسعة مبانٍ، مع احتمالية هدم الأكثر تضرراً. زار اللواء محمد خير الموقع، مؤكداً التنسيق لتأمين المتضررين. أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد أربعة مدنيين.

- **تضامن وزراء الحكومة اللبنانية:** زار عدد من الوزراء الموقع للتعبير عن تضامنهم واستنكارهم للهجوم الإسرائيلي. أكدوا التزام لبنان بالقرارات الدولية وتوقعوا ردّاً من حزب الله. فتحت المحال التجارية أبوابها وسط تدابير مشددة.

- **شهادات السكان المحليين:** روى السكان تفاصيل الهجوم، حيث سمعوا دوي انفجار قوي. وصف عباس حجازي كيف هزت الضربة منزله، وأكد عدنان يونس على ضرورة الوقوف بجانب الناس. هذا الاستهداف هو الثاني للضاحية الجنوبية منذ بدء المواجهات.

لا تزال عمليات رفع الأنقاض في شارع دكاش بمنطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت مستمرّة، وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب عناصر الجيش اللبناني وحزب الله، وتكتّم يسود المكان حول مصير فؤاد شكر، كبير مستشاري الحزب العسكريين، المستهدف بالغارة الإسرائيلية أمس الثلاثاء، وقد اكتفت وزارة الصحة العامة بالإعلان عن استشهاد أربعة مدنيين، من بينهم سيدتان وطفلة وطفل. وتفقّد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير الموقع، كاشفاً عن تضرّر تسعة مبانٍ، قد يصار إلى هدم الأكثر تضرراً منها، مؤكداً التنسيق مع المعنيين على الأرض وخاصة بلدية حارة حريك لتأمين المواطنين الذين تضرّرت منازلهم.

كذلك، توجّه عددٌ من الوزراء إلى الموقع للتعبير عن تضامنهم مع أهالي المنطقة، ووقوفهم إلى جانبهم، واستنكارهم للهجوم الإسرائيلي، مؤكدين أن لبنان لا يريد الحرب، ويسعى من خلال اتصالاته الدولية للتهدئة وعدم انزلاق الوضع نحو تصعيد واسع، وهو ملتزم القرارات الدولية، بينما يواصل العدو انتهاكه الدائم للقرار 1701، متوقعين أن يكون هناك ردّ من جانب حزب الله، من دون أن يعرفوا طبيعته أو توقيته. ومنذ ساعات الصباح، فتحت المحال التجارية أبوابها، لا سيما غير المتضررة منها، فيما سارع المواطنون إلى تفقّد منازلهم، وسط تدابير مشددة في ظلّ الخطورة التي لا تزال تسود المكان بفعل وضع المباني الدقيق، وحرص بعضهم على أخذ أغراضه الأساسية وتوضيب حقائبه والمغادرة، مع تأكيدهم أنّهم مرغمون على ذلك لأن بيوتهم غير آمنة للسكن.

وفي جولة لمراسلة "العربي الجديد" في الموقع المستهدف، روى بعض السكان ما حصل يوم أمس، إذ كانت الأجواء جداً طبيعية، ولم يكن أحد يتوقع أن تطاول الغارة الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت، خصوصاً في ظلّ الأنباء التي كانت تستبعد إقدام العدو على هذه الخطوة بضغطٍ دوليٍّ، قبل أن يسمعوا دويّاً كبيراً، اعتقدوا للوهلة الأولى أنه جدار صوت، باعتبار أنّ الاحتلال يكثف من حربه النفسية في الفترة الأخيرة، ثم تبعه ضربة هزّت منازلهم.

يقول عباس حجازي لـ"العربي الجديد"، إنّه كان يجلس على شرفة منزله القريب من المكان المستهدف، وكان الوضع طبيعيا جداً، وفجأة دوّى انفجار قوي، اعتقد للوهلة الأولى أنه جدار الصوت، وما هي لحظات حتى حصلت ضربة ثانية، حيث هز المكان تحته، وملأ الغبار الأجواء، فسارع للدخول إلى غرفة الجلوس، ومن ثم غادر للمبيت عند ابنته، خصوصاً أن منزله تعرض لبعض الأضرار. ويلفت حجازي إلى أنه تفقد منزله اليوم الأربعاء، وعاين الأضرار، وهو لا يمكنه أن يترك منزله نهائياً، حتى لو ارتفعت التهديدات، فعلى حدّ تعبيره "هذا منزلي، مكاني، كيف أتركه؟"، مشيراً إلى أنه لا أحد كان يتوقع أن يستهدف الاحتلال الإسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت، في ظلّ التصريحات السياسية الداخلية والخارجية، والتأكيد على الجهود الدولية المبذولة لعدم قصفها، لكن الضربة حصلت، "ونحن بدورنا متمسّكون بأرضنا ولن نرحل عنها".

من جانبه، حرص عدنان يونس على فتح متجره الغذائي المُقابل للموقع المستهدف، لتلبية حاجيات الناس، خصوصاً لناحية المياه والمواد الغذائية، مؤكداً أنّ أبوابه بقيت مفتوحة أيضاً أمس، حيث جرى تزويد الجرحى بالثلج، بالدرجة الأولى. ولا يخفي يونس أن الخوف موجود طبعاً، ولكن لا يمكن ترك الناس "وعلينا الوقوف إلى جانب بعضنا في هذه الظروف"، لافتاً إلى أنّ الترقب كان سيّد المشهد خلال الأيام الماضية، و"رغم التهديدات بالضربة الإسرائيلية رداً على حادثة مجدل شمس، لكننا لم نترك المكان".

ويشير إلى أنّ الحركة كانت في الأيام الماضية طبيعية جداً، واليوم أيضاً في الشوارع والمحال القريبة من الموقع المستهدف، و"لا نتوقع أن يكون هناك ضربة إسرائيلية جديدة للمنطقة". وهذا الاستهداف هو الثاني للضاحية الجنوبية لبيروت، منذ بدء المواجهات العسكرية في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله عقب عملية طوفان الأقصى، وذلك بعد اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفاقه في الثاني من يناير/كانون الثاني الماضي.