ورفع المشاركون في المهرجان شعارات تؤكد تمسكهم بحق العودة إلى قراهم وبلداتهم، التي هجروا منها أو هجر منها آباؤهم وأجدادهم، كما رفعوا شعارات تؤكد انحيازهم إلى المقاومة المسلحة كطريق وحيد لتحرير البلاد المغتصبة، معلنين رفضهم التسويات السياسية الرامية إلى حل القضية الفلسطينية.
عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين، كاظم عايش، أكد تمسك اللاجئين بحق العودة ورفضهم مؤامرات الموطن البديل، ودعاهم إلى " تذكر جريمة المجرم وأنه لا بد وأن يدفع الثمن".
يشار إلى أن مخيم البقعة يعتبر أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن، من حيث المساحة والعدد، من بين مخيمات اللاجئين البالغ عددها 13 مخيماً، موزعة على مختلف محافظات المملكة، حيث يقدر عدد قاطنيه بأكثر من 120 ألف لاجئ.
من جهته، قال المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، سالم الفلاحات، إن "العودة واجب وليست حقّاً فقط، وليست من الحقوق التي يمكن التنازل عنها أو مبادلتها أو تأجيلها، وليس لها ممثل أو ناطق باسمها ولا شرعية لأحد إلا بمقدار البذل والجهاد".
اقرأ أيضاً: بذكرى النكبة.. كوبنهاغن تودّع سفينة "ماريان" لكسر حصار غزة
وفي انتقاد واضح لمنظمة تحرير فلسطين، قال الفلاحات "ليس هناك ممثل شرعي ووحيد ما دامت المسؤولية في أعناق الجميع، ومَنْ يسعون إلى المطالبة الجادة بالعودة يستحقون الثناء، ومن يتنحون في بيوتهم ويستسلمون لليأس يرتكبون بذلك جريمة كجريمة النكبة"، مشيراً إلى أنه لا توجد نكبة واحدة ونكسة واحدة، بل نكبات ونكسات.
وأضاف مشيراً إلى دور حركة (حماس) :"ما دام في فلسطين روح أحمد ياسين، حتى بعد أن غاب جسداً، وصوت عبد العزيز الرنتيسي، رغم القذائف التي مزقت جسده، وما دام في فلسطين إسماعيل هنية ومحمود الزهار، ستبقى القضية".
وربط الفلاحات بين الربيع العربي وما أعقبه من ثورات مضادة، وبين القضية الفلسطينية، حيث قال: "عندما انتفضت الشعوب العربية بحثاً عن الحرية، كانت الجريمة في سورية ومصر وليبيا واليمن، وذلك من أجل إطفاء روح الجهاد في الأمة والإبقاء على فلسطين محتلة".
وفي كلمة متلفزة بثت خلال المهرجان، أكد القيادي في حركة (حماس)، مشير المصري، أن "الشعب الفلسطيني ما يزال لليوم يتجرع آلام النكبة، وما زال يعاني لليوم من سطوة الاحتلال"، لكنه شدد على أن الاحتلال "يمر اليوم بمرحلة الأفول والانحسار نحو الزوال الكامل"، وبحسب المصري فإن "المقاومة اليوم أدخلت شعبنا من مرحلة الهزائم إلى مرحلة الانتصارات"، مشيراً إلى معركة العصف المأكول، التي وصفها بأطول معركة في الصراع العربي الإسرائيلي، والتي خرجت منها المقاومة منتصرة، وشدد على أن"هذا العدو لا يعرف سوى لغة القوة لأنه لم يمارس ضد شعبنا وأمتنا سوى الإرهاب والإجرام".
وتعتبر هذه أول فعالية جماهيرية تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، منذ إعلانها جماعة غير شرعية وغير قانونية، في أعقاب حصول مجموعة من قياداتها المفصولين من التنظيم على ترخيص مطلع مارس/ آذار الماضي لجمعية سياسية تحمل اسم "جماعة الإخوان المسلمين"، يُنظر إليها كممثل شرعي للجماعة في الأردن.
اقرأ أيضاً: الضفة تنتفض في ذكرى النكبة.. عشرات الإصابات