يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، غداً الأربعاء، نظيره التركي مولود جاووش أوغلو، حيث سيبحث معه عدداً كبيراً من الملفات المشتركة بين البلدين، أبرزها الملفان السوري والليبي.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية، اليوم الثلاثاء، في بيان صادر عنها، أنّ "لافروف يزور تركيا، الأربعاء، تلبية لدعوة نظيره التركي، حيث سيلتقي الجانبان في مدينة أنطاليا السياحية، للبحث في العلاقات الثنائية والمسائل المتعلقة في المنطقة".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد قالت من جهتها، أمس الإثنين، في بيان لها، إنّ جاووش أوغلو سيلتقي نظيره الروسي لبحث الوضع في جنوب القوقاز والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وأوكرانيا وآسيا الوسطى وشرق المتوسط والبحر الأسود، إضافة إلى ملفي سورية وليبيا، كما سيبحث الوزيران القضايا المتعلقة بتطوير التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
وأشارت الوزارة إلى أنّ حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع 22.5%، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2020، لتتجاوز 9 مليارات دولار، وعلى إثر ذلك "ستتم مناقشة التعاون بين البلدين في مجال التكنولوجيا العسكرية والتقنية العالية، ومكافحة فيروس كورونا ومناقشة استخدام وإنتاج لقاح (سبوتنيك في) في تركيا".
وتشتبك تركيا مع روسيا بملفات عديدة دولية وإقليمية، فضلاً عن التعاون الاقتصادي الكبير، ومن الواضح أنّ هناك كثافة في الأجندة بين البلدين، حيث تفيد مصادر تركية مطلعة بأنّ أهم ملفين سيتم التطرق إليهما هما الملفان الليبي والسوري.
وكشفت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ الجانبين سيناقشان تطورات الأوضاع في ليبيا في ضوء التطورات السياسية الحاصلة، ومخرجات مؤتمر برلين 2، كما سيتم تناول موضوع المقاتلين الأجانب وسبل إخراجهم من البلاد، سواء مرتزقة "فاغنر" الروس أو المقاتلين السوريين الموجودين في ليبيا، إذ يأتي هذا الموضوع ضمن إطار الحل السياسي المتواصل في البلاد.
وعقب مؤتمر برلين 2 الأسبوع الماضي، أكدت وزارة الخارجية التركية أنّ أنقرة "شددت في المؤتمر على عدم السماح بمساواة مدربيها ومستشاريها في ليبيا بالمرتزقة".
وقال المتحدث باسم الخارجية تانجو بيلغيتش، الجمعة الماضي، "أعربنا عن تحفظنا على بعض البنود التي تتعارض مع الحقائق على الأرض، وأكدنا أننا لن نسمح بالتساؤل حول مدربينا ومستشارينا في ليبيا في منابر إقليمية ودولية، وأن تتم مساواتهم مع مرتزقة غير شرعيين، ولذلك وضعنا تحفظنا على بند من البيان".
وأكدت المصادر أنّ ملف معبر باب الهوى مع سورية سيكون الأساس في اللقاءات، حيث سيجري الطرفان لقاءات من أجل التوافق عليه، إذ تسعى تركيا للحفاظ على مرور المعبر، بينما سيستمع الجانب التركي في المقابل لمطالب روسيا المرتبطة بهذا الملف، وسط ترجيحات بإعادة الجانب الروسي طرح فتح معابر بين مناطق النظام وإدلب، شمال غربي سورية.
كذلك أضافت المصادر أنه ستتم "مناقشة اجتماع أستانة 16 المقبل، والخروقات واللجنة الدستورية والحل السياسي".
وينتظر أن يناقش مجلس الأمن الدولي، الشهر المقبل، قرار تمديد الآلية الدولية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية، عبر معبر باب الهوى الحدودي، حيث يعتبر هذا الملف مهماً للنازحين والمهجرين السوريين المقيمين في منطقة إدلب، في ظل حديث روسي عن إدخال المساعدات عبر النظام والأجهزة التابعة له.
وأكد جاووش أوغلو، أمس الإثنين، على هامش مشاركته في اجتماع وزاري مصغر حول سورية في العاصمة الإيطالية روما، "عدم إمكانية استمرار الوضع القائم في سورية"، مشدداً على ضرورة إحياء المسار السياسي.
كذلك أكدت المصادر أنّ لافروف وجاووش أوغلو "سيناقشان ملف أذربيجان ووقف إطلاق النار مع أرمينيا، والتوترات في البحر الأسود مع أوكرانيا، فضلاً عن الأوضاع في شرق المتوسط، وملفات العلاقات الثنائية والتجارية، منها رفع بعض الضرائب والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية".
كذلك يُنتظر من الاجتماع الذي يتضمن أجندة مكثفة التحضير للقاء القمة المنتظرة (لم تحدد بعد) بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إذ أجرى الرئيسان خلال العام الجاري 6 اتصالات هاتفية في تنسيق مشترك بالقضايا الثنائية والإقليمية.
وينتظر أن يصرح الوزيران، في مؤتمر صحافي، عقب إتمام اللقاءات، عن نتائج الاجتماعات التي جرت والتوافقات المتوقعة.