لبنان: إشكال كبير بين مرافقي وزيرة الخارجية السابقة والأمين العام للوزارة

13 سبتمبر 2021
العلاقة بين الطرفين منذ تسلم عكر الوزارة بالوكالة لم تكن جيدة (تويتر)
+ الخط -

وقع خلاف كبير، اليوم الإثنين، بين وزيرة الخارجية السابقة زينة عكر، والأمين العام للوزارة هاني شميطلي، سرعان ما تطوّر إلى إشكالٍ حادّ مع مرافقي الوزيرة، جرى خلاله خلع وتكسير مكاتب وأبواب داخل الوزارة.

وترددت أنباء أولية انتشرت فور تسريب صور من وزارة الخارجية لتداعيات الإشكال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مفادها أن الخلاف وقع عند رفض شميطلي تسليم عكر البريد كما تجري العادة، بذريعة أن ولايتها انتهت ولم تعد وزيرة للخارجية، علماً أنّ العلاقة بين الطرفين منذ تسلم عكر الوزارة بالوكالة بعد استقالة شربل وهبة لم تكن جيدة.

وقالت أوساط عكر، لـ"العربي الجديد"، إن "الوزيرة كانت تريد فقط توديع الموظفين وإلقاء التحية عليهم، بيد أن الأمين العام منعها من دخول مديرية الرموز أو التحدث إلى الموظفين بقوله إن ذلك ممنوع قانوناً، وأقفل باب المديرية بوجهها، ما اضطرّها إلى إعطاء التعليمات لمرافقيها بفتحه".

وعزت أوساط عكر، وهي أيضاً نائبة رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع سابقاً، تصرف شميطلي إلى "سوء العلاقة ليس مع الوزيرة فقط بل مع عددٍ من الدبلوماسيين الذين أسفوا بدورهم لتصرفه غير المألوف".

وبينما لم يصدر أي بيان رسمي عن الطرفين، اكتفى مصدر مقرّب من شميطلي بالتأكيد، لـ"العربي الجديد"، أن "الأمين العام طبق القانون جملة وتفصيلاً، ولا أسباب شخصية وراء تصرفه، بينما وزيرة الخارجية سابقاً بالغت في ردّة فعلها، وكان الأجدى بها احترام القوانين والأصول".

وأوضح المحامي جميل مراد في اتصال مع "العربي الجديد" أنه "بمجرد قبول استقالة الحكومة وتوقيع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل حكومة جديدة تنتهي صفة الوزراء كوزراء حكومة تصريف أعمال، والدليل مراسم التسليم والتسلم التي تشمل أيضاً رئيس المجلس".
وأضاف "الوزراء في حكومة حسان دياب أصبحوا سابقين وانتفت صفتهم، ولو أن العمل يرتكز اليوم على صياغة البيان الوزاري تمهيداً لجلسة نيل الثقة في البرلمان، التي وفي حال لم تنلها الحكومة عندها تصبح حكومة تصريف أعمال ولا يعود لوزراء حكومة حسان دياب أي دور".
وأشار مراد إلى أن "عذر شميطلي صحيح قانوناً، ولكنه في الواقع العملي العرفي يعد تصرفاً خاطئاً، إذ إنه ولو أصبحت عكر وزيرة سابقة وبات هناك وزير حالي فعلي، فإنّه استناداً إلى استمرارية إدارة المرفق العام لا يجوز أن يكون هناك فراغ إلى حين إجراء مراسم التسليم والتسلم وقد تحوّل ذلك إلى عرفٍ، ولذلك كان الأجدى بالأمين العام أن يعطي عكر البريد طالما أن موعد التسليم والتسلم لم يحن بعد".

وتشهد وزارة الخارجية، يوم غدٍ الثلاثاء، تسليماً وتسلّماً بين الوزيرة بالوكالة السابقة زينة عكر والوزير الجديد، السفير اللبناني السابق في واشنطن عبد الله بو حبيب، في مبنى الوزارة، وسط بيروت.

ووقع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الجمعة الماضي، مراسيم تشكيل الحكومة التي تضمّ 24 وزيراً، وقد عقد المجلس، اليوم الإثنين، أولى جلساته في قصر بعبدا برئاسة عون، حيث جرى تشكيل لجنة صياغة مسودة البيان الوزاري برئاسة ميقاتي وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزراء العدل والطاقة والمالية والثقافة والداخلية والتنمية الإدارية والإعلام والتربية والعمل والزراعة.

المساهمون