لبنان: الجيش يدخل قرى حدودية ودمار هائل في الناقورة

07 يناير 2025
عنصر من الجيش اللبناني في بلدة الخيام جنوباً، 23 ديسمبر 2024 (كرم الله ضاهر/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأ الجيش اللبناني بالانتشار في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، بالتنسيق مع اليونيفيل واللجنة الخماسية، لإزالة الذخائر وفتح الطرقات، مع تحذير المواطنين من الاقتراب.
- شهدت بلدة الناقورة تدميرًا كبيرًا، ودعا رئيس البلدية الأهالي للتريث قبل العودة بسبب خطر الذخائر، مع تأكيد الجيش على العودة الآمنة بالتنسيق مع اليونيفيل.
- أكد نجيب ميقاتي على ضرورة التزام إسرائيل بالقرار 1701، وأهمية إعادة بناء المؤسسات اللبنانية، بينما أكد عاموس هوكشتاين دعم الولايات المتحدة للبنان وجيشه.

أعلن الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، أن وحداته بدأت الانتشار للتمركز في رأس الناقورة، وعلما الشعب، وطير حرفا - صور، وبيت ليف - بنت جبيل، وبلدات أخرى في القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منها، في وقت يُستكمل الانتشار في الناقورة. وقال الجيش، في بيان، إن الوحدات المختصة تتابع المسح الهندسي، بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة، وفتح الطرقات، وإزالة الركام، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتزامن مع جولة في المنطقة لرئيس اللجنة الجنرال الأميركي وعضوَيها الجنرال الفرنسي وقائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش. ودعا الجيش المواطنين إلى "عدم الاقتراب من المنطقة، والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار".

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية ذكرت في وقت سابق اليوم أن آليات الجيش تستعد في منطقة الحمرا البياضة في جنوب لبنان للدخول إلى اللبونة وعلما الشعب، لاستعادة انتشار الجيش في مراكزه التي أخلاها خلال توغل الاحتلال الإسرائيلي. وأعلن الجيش، أمس الاثنين، أن وحدات منه تمركزت حول بلدة الناقورة - صور، وبدأت الانتشار فيها بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

وأفادت الوكالة بدخول الصيادين لأول مرة بعد الحرب، مرفأ الصيادين في الناقورة مع الجيش اللبناني، حيث تفقدوا مراكبهم مع رئيس البلدية عباس عواضة، وشوهدت بعض المراكب غارقة في حرم الميناء نتيجة تلاطمها بالرصيف وتضرر بعضها. وفي السياق، أكد رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة أن "بلدة الناقورة مدمّرة بشكل شبه كامل"، داعياً الأهالي إلى "التريّث قبل العودة، في انتظار الكشف الميداني خوفاً من وجود ذخائر غير منفجرة".

وكانت بلدية الناقورة أعلنت أمس الاثنين، أن الجيش اللبناني قد بدأ بالانتشار في مواقعه داخل البلدة، مشيرة إلى أنه "تسهيلاً لعمليات مرور آليات الجيش وفرقها اللوجستية والهندسية إلى البلدة، وبالتنسيق مع الجيش والجهات الرسمية المعنية، سيتم إعلام الأهالي بتوقيت وخطة العودة في حال توافر المعطيات الجدية اللازمة". وأكدت البلدية أن "العودة الآمنة ستكون حصراً بمؤازرة قوة من الجيش وفرق الدفاع المدني، بعد التأكد من عدم وجود أي خطر محتمل". وأوضحت أن أي "محاولة للعودة دون التنسيق مع السلطات المعنية قد يترتب عليها نتائج غير محسوبة".

وقال الجيش اللبناني في بيان، أمس، إن وحدات منه تمركزت حول بلدة الناقورة - صور، وبدأت الانتشار فيها بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - يونيفيل، وبالتزامن مع انعقاد اجتماع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة في حضور كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، عاموس هوكشتاين، وذلك بموازاة انسحاب العدو الإسرائيلي من البلدة. وأضاف في بيان: "سوف يُستكمل الانتشار خلال المرحلة المقبلة، وستُجري الوحدات المختصة مسحاً هندسياً للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة.

إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني أن فرق البحث والإنقاذ المتخصصة تمكنت، في اليوم الثاني من الأسبوع الرابع لبدء عمليات البحث والمسح الميداني الشامل في موقع العدوان الإسرائيلي السابق على بلدة الخيام، من انتشال جثامين ثلاثة شهداء من حي آل الشيخ علي في البلدة، حيث جرى نقلهم إلى مستشفى مرجعيون الحكومي.

وفي بلدتي جديدة مرجعيون والقليعة في جنوب لبنان، فتح عدد من المدارس أبوابه اليوم، بعد إقفال قسري دام لأكثر من عام، في محاولة منه لاستعادة نمط الحياة شبه الطبيعي في المنطقة.

ميقاتي: تطبيق القرار 1701 ليس مسؤولية لبنان فقط

وفي السياق، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال فعالية في المتحف الوطني في بيروت، أن لبنان أوصل رسالة واضحة إلى رعاة تفاهم وقف إطلاق النار الدوليين، بوجوب وقف الخروقات الإسرائيلية والانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضي لبنان المحتلة، وبأن الالتزام بتطبيق القرار 1701 ليس مسؤولية لبنان فقط، بل هو ملزم للعدو الإسرائيلي. وأضاف: "كما حذرنا من الاستمرار في خرق تفاهم وقف إطلاق النار لكونه يهدد التفاهم برمته، وهو أمر لا أعتقد أن أحداً يرغب بحصوله".

وقال: "قدرنا أن نتخطى الصعاب معاً، وأن نجابه كل ما يعترضنا من مشكلات وأزمات يداً بيد، حتى نعيد بناء المؤسسات بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية بإذن الله في جلسة الخميس المقبل، لكي تنتظم الحياة السياسية، ولكي ننصرف جميعاً إلى ورشة إصلاح وإنماء، لنبني للأجيال الطالعة وطناً طالما حلموا به".

إلى ذلك، أكد هوكشتاين خلال مأدبة فطور في دارة رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي أن "الولايات المتحدة الأميركية دولة صديقة للبنان وستبقى من الداعمين له ولجيشه". كما زار هوكشتاين دارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع، حيث تم التداول في آخر مستجدات وقف إطلاق النار في الجنوب وضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.

 في سياق آخر، استقبل وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية في مكتبه في الوزارة، مدير البنك الدولي في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جان كريستوف كاريه، حيث تناول البحث مشروع إعادة الإعمار، ورفع الأنقاض، وإعادة بناء وتأهيل البنى التحتية.