لبنان: تفاؤل حذر بقرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار

08 نوفمبر 2024
آثار الغارات الإسرائيلية على بعلبك شرقي لبنان، 7 نوفمبر 2024 (إد رام/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يسعى لبنان لوقف إطلاق النار عبر جهود دبلوماسية مكثفة، حيث يجري رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالات دولية للضغط على إسرائيل، مع تأكيد التزام الحكومة بالحلول السياسية وقرار 1701.
- تشير الأوساط الوزارية إلى أجواء إيجابية قد تؤدي لوقف إطلاق النار قريباً، رغم المخاوف من تداعيات التأخر في الحلول السياسية وسط تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية.
- يواصل جيش الاحتلال عملياته في الجنوب اللبناني، بينما ينفذ حزب الله عمليات نوعية تستهدف مواقع إسرائيلية استراتيجية بعمق 145 كيلومتراً داخل فلسطين المحتلة.

أوساط ميقاتي: الحلول السياسية لا تزال ممكنة وهي الخيار الوحيد

لم يتبلغ لبنان بأي زيارة لهوكشتاين ولكن قد تحصل قبل تنصيب ترامب

وقائع الميدان وشروط إسرائيل التعجيزية لا تشي بقرب التوصل لاتفاق

يرفع لبنان مستوى اتصالاته الدبلوماسية بهدف التوصّل إلى وقف قريب لإطلاق النار، يفسح المجال أمام مفاوضاتٍ غير مباشرة تمهّد لإنهاء الحرب وفق مسار الحلّ السياسيّ، بيد أنّه لم يحصل حتى الساعة على أي ضماناتٍ حاسمة وجدّية رادعة للخيار العسكري الذي تصرّ عليه إسرائيل.

وفي هذا الإطار، تقول أوساط وزارية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يقوم بكلّ ما يلزم من لقاءات واتصالات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن، ويواصل دعواته المجتمع الدولي للضغط أكثر على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان". وتشير الأوساط نفسها إلى أنّ "الحلول السياسية لا تزال ممكنة، وهي الخيار الوحيد في نهاية المطاف، والحكومة اللبنانية أظهرت نواياها الجدية في الالتزام بـالقرار 1701، وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، تحضيراً لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، وعلى إسرائيل اليوم أن توقف عدوانها على لبنان، وخروقاتها واعتداءاتها، وتلتزم بدورها تطبيق القرار المذكور، بكل مندرجاته"، مشددة على أنّ "لبنان مع إجراء مفاوضات غير مباشرة، ولكن ليس قبل وقف العدوان، وهذا موقفٌ أعلن عنه ويتمسّك به".

وتلفت الأوساط الوزارية إلى أنّ "هناك أجواء بإمكان التوصّل إلى وقف إطلاق نار في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، مبنيّة على الوعود الدولية التي يتلقاها لبنان وتكثيف الحراك الدبلوماسي، والتأكيدات أن لا بديل عن الحل السياسي، فضلاً عن المخاوف الخارجية من تداعيات التأخر في إيجاد الحلول البعيدة من الخيار العسكري، ونحن نترقب وننتظر النتائج الميدانية، خصوصاً أنّ التجارب الماضية مع الوعود كانت مخيّبة جداً، في ظلّ رفع الاحتلال عملياته وجرائمه ومجازره على الأراضي اللبنانية".

وحول زيارة قريبة للوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت، تقول الأوساط نفسها "إننا لم نتبلغ بعد بأي زيارة للوسيط الأميركي، ولكن قد تحصل قبل تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه، في يناير/كانون الثاني 2025، ومن المرجّح أن عودة هوكشتاين لن تحدث إلّا إذا حمَل بيده أجواء إيجابية وتقدماً ملموساً على صعيد محادثاته ومفاوضاته، خصوصاً أنه بات يعلم بالموقف اللبناني، فيما المعرقل هو الإسرائيلي".

وعلى الرغم من أنّ وقائع الميدان لا تشي بقرب التوصّل لاتفاق دبلوماسي سياسي، وكذلك الشروط التعجيزية الإسرائيلية التي تطرحها على الطاولة لوقف عدوانها، وتمسّكها بقيام مفاوضات تحت النار، بيد أنّ هناك تعويلاً لبنانياً على إمكان حصول ذلك، ربطاً بمحاولة الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة لإنهاء الحرب في غزة ولبنان، "لتسطير إنجازٍ" باسمه قبل تسليم منصبه لخلفه دونالد ترامب الذي يحمل بدوره وعداً بإحلال السلام في المنطقة.

تصعيد للعمليات العسكرية

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات تفجير وتفخيخ الأحياء والمنازل خصوصاً في القرى الجنوبية، إذ فجّر صباح اليوم الجمعة منازل داخل ثلاث بلدات حدودية، هي يارون وعيترون ومارون الراس، وذلك ضمن المناطق التي يحاول التوغل فيها برياً. وأصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال اليوم إنذاراً إلى سكان جنوبي لبنان حذّرهم فيه من العودة إلى منازلهم أو حقول الزيتون الخاصة بهم.

من جانبه، نفّذ حزب الله حتى ساعات ظهر اليوم الجمعة ست عمليات عسكرية ضد مواقع وتجمعات جيش الاحتلال، أبرزها استهداف قاعدة ستيلا ماريس البحريّة (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين في الساحل الشمالي) شمال غرب ‏حيفا، بصليةٍ صاروخيّة نوعية. ويؤكد حزب الله أنّ "سلسلة عمليّات خيبر تتصاعد وفق رؤية وبرنامج واضح، وإدارة وسيطرة عالية، تضمن القدرة على الوصول الفعّال إلى كل الأهداف التي تحددها قيادة المقاومة". ويشدد على أنه "على الرغم من الإطباق الاستعلامي والنشاط الدائم لسلاح الجو الإسرائيلي، رفعت المقاومة وتيرة عملياتها النوعية التي تندرج ضمن إطار سلسلة عمليات خيبر، عبر توجيه ضربات مُركّزة ومدروسة للمراكز والمنشآت والقواعد الإسرائيلية الاستراتيجيّة والأمنيّة، بعمق وصل إلى 145 كيلومتراً داخل فلسطين المحتلة، باستعمال الصواريخ والمسيّرات النوعيّة".