أصيب قرابة عشرين شخصاً بين محتجين وعسكريين بجروح في لبنان خلال تظاهرات في مدينة طرابلس، وفق ما أفاد الجيش اللبناني ومنظمة إغاثية الأحد، عقب استمرار تدهور الليرة اللبنانية إلى مستويات غير مسبوقة في السوق السوداء.
وعاد الهدوء صباح الأحد إلى مدينتي طرابلس وصيدا، بعد ما انطلقت تظاهرات ليل السبت فيهما، وفي العاصمة بيروت احتجاجاً على الأوضاع المعيشية واستمرار تدهور الليرة اللبنانية.
وأفادت غرفة العمليات في جهاز الطوارئ والإغاثة وهي منظمة صحية محلية في طرابلس، الأحد، أن "ستة فرق إسعافية استجابت للاحتجاجات التي حصلت في طرابلس" مساء السبت.
وأكدت أنها أسعفت 18 شخصاً من مدنيين وعسكريين، ونقل أربعة منهم إلى مستشفيات المدينة.
من جانبها، أفادت قيادة الجيش اللبناني في بيان أن تسعة عسكريين أصيبوا في طرابلس "بعدما أقدم شبان يستقلون دراجات نارية على رمي قنابل صوتية" باتجاههم.
كما تحدث بيان الجيش عن تعرض عسكريين "للرشق بالحجارة ما أدى إلى إصابة أحدهم" في منطقة أخرى من المدينة.
إصابة ١٠ عسكريين أثناء تنفيذهم مهمة حفظ أمن في منطقة طرابلس#الجيش_اللبناني #LebaneseArmyhttps://t.co/ENhxnRJlZD
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) June 27, 2021
وتم تثبيت سعر الدولار عند 1507 ليرات منذ 1997، لكن أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد جعلت العملة الوطنية تنهار في السوق الموازية غير الرسمية.
وقال صرافون السبت لوكالة "فرانس برس" إن الدولار يجري تداوله بسعر يتراوح بين 17 ألفاً و300 و17 ألفاً و500 ليرة في السوق السوداء، في حين أشار بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن سعر الدولار قد وصل إلى 18 ألف ليرة.
وفي مطلع يونيو/ حزيران الجاري، حذر البنك الدولي من أن "لبنان يغرق"، ورجّح أن تحتل الأزمة المالية والاقتصادية في البلد مرتبة من الثلاث الأولى من الأزمات الأكثر حدة على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.
ومنذ 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، تحتجز المصارف اللبنانية حسابات الودائع بالدولار، كما وضعت سقوفاً على السحوبات من حسابات الليرة اللبنانية، ما فاقم من الصعوبات المعيشية التي يواجهها الكثيرون نتيجة تردي اقتصاد البلاد.
وازدادت مؤخراً حدة الأزمة، إذ بات اللبنانيون ينتظرون في طوابير طويلة أمام محطات الوقود التي اعتمدت سياسة التقنين في توزيع البنزين والمازوت. ويتزامن ذلك مع انقطاع في عدد كبير من الأدوية وارتفاع في أسعار المواد الغذائية المستوردة بغالبيتها.
وما يزيد حدة أزمة لبنان الاقتصادية خلافات سياسية بين المسؤولين تحول دون تأليف حكومة تخلف حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب التي استقالت بعد أيام قليلة على انفجار مرفأ بيروت الكارثي في 4 أغسطس/ آب الماضي، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل و4 آلاف جريح.
ولم يتمكن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منذ تكليفه في أكتوبر/ تشرين الأول، من إتمام مهمته، رغم ضغوط دولية تقودها فرنسا خصوصاً.