قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، يئير لبيد، إن إسرائيل ستقف إلى جانب الولايات المتحدة، في حال اندلعت حرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية "12"، مساء أمس الأحد، أكد لبيد أن إسرائيل ستدعم الجانب الأميركي، على الرغم من التنسيق بينها وبين روسيا بشأن عملياتها الحربية في سورية.
وفي ما يتعلق بالموقف من العقوبات التي هددت الولايات المتحدة والغرب بفرضها على روسيا في حال اجتاحت أوكرانيا، أوضح لبيد أن إسرائيل "ستدرس ذلك، لكن الواقع حتى الآن لا يستدعي مناقشة هذه القضية".
بينما كان وزير الشتات اليهودي، نحمان شاي، أكثر حذراً في إبداء الدعم للأميركيين، إذ قال إن إسرائيل مطالبة "بالمناورة بحذر بين القوى ذات العلاقة بالقضية من دون أن نتبنى موقفا علنيا واضحا، نحن بالفعل ناورنا ونناور بشكل ممتاز، على أمل أن ينتهي هذا الصراع بدون إطلاق نار ومصابين واندلاع حرب".
ونقلت "قناة 12" عن شاي استدراكه: "في كل ما يتعلق بهذه القضية فإن قلبنا مع الولايات المتحدة"؛ لكن روسيا باتت "جارة تقطن الشقة المجاورة لنا شمالاً، ويرسو (أسطولها) في البحر المتوسط ويحلق (سلاح جوها) في أجواء سورية، ونحن نتواصل معها ليلاً ونهاراً وباللغة الروسية، عبر الخط الأحمر الذي يربط مقر هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بهيئة أركان الجيش الروسي في موسكو".
ولفت شاي إلى أن إسرائيل ترتبط بأوكرانيا بعلاقات "صداقة، ليس فقط لوجود جالية يهودية هناك، بل أيضاً بفعل التاريخ المشترك، نحن نحافظ على علاقات تجارية وسياحية".
وأضاف أنه إلى جانب 200 ألف يهودي يعيشون في أوكرانيا، فإن هناك أيضاً 15 ألف إسرائيلي اختاروا التوجه إلى هناك والاندماج فيها، حيث عاد منهم 3000 شخص فقط.
وفي السياق، هاجم المعلق في قناة "13"، رفيف دروكير، الليلة الماضية "النفاق" الإسرائيلي في كل ما يتعلق بالموقف من الأزمة الأوكرانية الروسية.
وأبرز دوركير حقيقة أن إسرائيل التي تطالب الولايات المتحدة بالوقوف معها بقوة في مواجهة إيران وتتوقع منها أن تأخذ مصالحها في الاتفاق النووي، ترفض الإفصاح عن موقف يعبر عن تحالفها مع الولايات المتحدة ويترجم ادعاءها بأن هناك "قيماً مشتركة" تربطها بالولايات المتحدة.
وأبرز أن اعتبارات الواقعية السياسية تدفع إسرائيل إلى عدم الإعلان عن دعمها، للحفاظ على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها خشية تعرّض مصالحها في سورية للخطر.
وأعاد للأذهان حقيقة أن إسرائيل التي لم تتردد في دعم نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والديكتاتوريات التي كانت قائمة في أميركا الجنوبية، غير مستعدة للتعبير عن موقف يدعم أوكرانيا.
إلى ذلك، ذكرت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، أن وزارة الخارجية الأوكرانية استدعت السفير الإسرائيلي في كييف، ميخائيل برودسكي، واحتجّت أمامه على إجراء القناة مقابلة مع ألكسندر كوفمان، رئيس المكتب العام للانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وحسب القناة، فقد طالبت الوزارة السفير الإسرائيلي بحذف المقابلة من أرشيف القناة.
وكان كوفمان، وهو يهودي، قد توقع في المقابلة "الاحتفال بيوم النصر في 9 مايو/أيار في كييف".
وأضاف: "أرى أوكرانيا في المستقبل دولة صديقة لنا، لكن بعد محاكمة كل المسؤولين عن شن هذه الحرب اللاإنسانية هناك، رئيس أوكرانيا فولوديمير زلينسكي لا يتمتع باستقلالية قرار، إنه لا يلعب، بل يتم اللعب به، إنه في الأساس دمية في يد أولئك الذين يدفعون للصراع على الحدود الروسية".