أكّدت لجنة 5 + 5 العسكرية المشتركة وقيادات عسكرية وأمنية من شرق ليبيا وغربها، على مواصلة مشاوراتهم داخل البلاد، ودعم جهود إجراء انتخابات وتشكيل حكومة موحدة.
وجاء ذلك في ختام اجتماع القيادات العسكرية بحضور لجنة 5 + 5، الذي بدأ مساء أمس الأحد بالعاصمة طرابلس برعاية البعثة الأممية.
ووفقا لبيان للبعثة، فقد اتفق المشاركون في الاجتماع على "مواصلة العمل في طريق توحيد المؤسسات العسكرية من خلال رئاسات الأركان، وتوحيد المؤسسات الأمنية وباقي مؤسسات الدولة"، مشددين على ضرورة أن يكون الحوار "ليبياً – ليبياً وداخل الأراضي الليبية، ورفض التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، والالتزام الكامل بكل ما نتج عن الحوار بين القادة العسكريين والأمنيين مع اللجنة العسكرية في اجتماعها الأول في تونس والثاني في طرابلس"، إضافة إلى عقد اجتماعهم المقبل في بنغازي خلال رمضان الجاري.
ودعا المجتمعون أيضاً إلى "زيادة المجهودات لحل مشاكل المهجرين والنازحين والمتضررين من الاقتتال والحروب، واستكمال جهود المصالحة الوطنية وجبر الضرر، والمضي في مسعى الانتخابات، وحث مجلسي النواب والأعلى للدولة على استكمال الإجراءات المنوطة بهما".
وكان وفد القيادات الأمنية والعسكرية عن المنطقة الشرقية، الذي وصل أمس إلى طرابلس، قد ضم أعضاء لجنة 5 + 5، والفريق عبد الرزاق الناظوري، ووكيل وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب فرج قعيم، وآمر لواء طارق بن زياد اللواء عمر مراجع، وآمر اللواء 128 العقيد حسن الزادمة.
وإضافة لوفد المنطقة الشرقية، فقد ضم اجتماع طرابلس ممثلين عن المنطقة الغربية، وهم: وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي، وآمر لواء 444 اللواء محمود حمزة، ورئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي، وآمر قوة مكافحة الإرهاب مختار الجحاوي.
باتيلي يثني
وإثر اختتام الاجتماع، اعتبر المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي أن الاجتماع "بمثابة عملية بناء ثقة مهمة للقيادات الأمنية والعسكرية الليبية"، بحسب تغريدة على حسابه الخاص أثنى فيها على "الروح الوطنية التي أظهرها المشاركون".
وعبر باتيلي عن أمله في أن يكون الاجتماع ونتائجه "قدوة للآخرين الذين يسعون للتوصل إلى حلول للأزمة السياسية في ليبيا".
كان اجتماع الأمس بمثابة عملية بناء ثقة مهمة للقيادات الأمنية والعسكرية الليبية. أثني على الروح الوطنية التي أظهرها المشاركون وآمل أن يغدوا قدوة للآخرين الذين يسعون للتوصل إلى حلول للأزمة السياسية في ليبيا.https://t.co/SY5JxS8xES
— SRSG Abdoulaye Bathily (@Bathily_UNSMIL) March 27, 2023
وجاء اجتماع طرابلس بعد أكثر من أسبوع من لقاءين عسكريين في العاصمة التونسية، ضم الأول أعضاء لجنة 5 + 5 وقادة عسكريين عن الشرق والغرب، فيما ضم الثاني مجموعة العمل الأمنية الدولية بشأن الملف الليبي بمشاركة رئيسي أركان الغرب والشرق، الفريق محمد الحداد، والفريق عبد الرزاق الناظوري.
وعقب لقاء تونس، قالت البعثة الأممية إن هدف اجتماع القادة العسكريين "إرساء بيئة آمنة ومؤاتية للدفع بالعملية السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال العام الحالي (2023)"، مؤكدة أن المجتمعين اتفقوا على "توحيد الصف، والمضي قدما باتجاه تنظيم انتخابات" خلال العام الجاري، ومواصلة اللقاءات بينهم "من أجل العمل الأمني المشترك لضمان تأمين العملية الانتخابية".
كما ناقش المجتمعون في تونس "دور ومهام القوة العسكرية المشتركة التي اتُّفق على تشكيلها في الاجتماعات السابقة وتجهيزها بالشكل اللازم"، إضافة إلى مواصلة مناقشة ملف انسحاب القوات الأجنبية، والمقاتلين الأجانب، والمرتزقة.
وفيما لم يصدر عن قيادة حفتر في شرق ليبيا أي موقف أو بيان بشأن اجتماعات تونس، قدم الحداد لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، "إحاطة كاملة عن الخطوات المتخذة لإنشاء قوة عسكرية مشتركة تضم أفراد الجيش من المناطق كافة، لتكون نواة لتوحيد المؤسسة العسكرية"، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.
ومنذ وصوله إلى البلاد وتسلمه مهامه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ركز باتيلي في اجتماعاته على لقاء لجنة 5 + 5، وتنشيط مهامها قبل أن يشدد على دورها العام في مبادرته التي أعلنها بنهاية فبراير/شباط الماضي، في تهيئة الظروف الأمنية لإجراء الانتخابات.