كشف القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، ماجد شنكالي، عن زيارة لشخصيات في الحرس الثوري الإيراني إلى مدينة سنجار في محافظة نينوى (شمال العراق) وإجراء لقاءات مع قيادات في حزب "العمال الكردستاني"، والفصائل المسلحة الموجودة في المدينة التي تخضع لسيطرة الحزب ومليشيات تابعة له منذ تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي قبل 6 سنوات.
وقال شنكالي، وهو نائب سابق في البرلمان العراقي، "كانت هناك زيارة لقيادات من الحرس الثوري إلى سنجار، جرى خلالها اللقاء بقيادات من حزب العمال والحشد الشعبي، والكل يعلم مدى التعاون الوثيق بين فصائل "الحشد الشعبي" وحزب العمال"، ولم يكشف شنكالي مزيداً من التفاصيل حول تاريخ الزيارة أو ما نتج عنها وموقف بغداد من هذا التطور.
وشدد، في حديث لـ "العربي الجديد"، على ضرورة قيام الحكومة العراقية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان في أربيل بالتنسيق فيما بينهما في سبيل إخراج الحزب من سنجار مهما كلف الأمر، لدرء الخطر عن المدينة.
وأشار إلى أن وجود "العمال الكردستاني" في سنجار يمثل ورقة ضغط إيرانية محلية وإقليمية ودولية، موضحاً "محلية من قبل بعض الفصائل المسلحة للضغط على حكومتي بغداد وأربيل، وإقليمية من قبل إيران للضغط على تركيا، كما تستخدمها إيران كورقة ضغط دولية في مفاوضاتها مستقبلاً مع أميركا".
وأضاف "يمكن أن يكون هناك دور لواشنطن للتأثير على حزب العمال والمساعدة في إخراجه من سنجار، لذلك فإن الحصول على مساعدتها قد يكون أمراً مهماً"، داعياً إلى عدم التهاون في قضية إعادة سكان سنجار إلى مناطقهم، لا سيما أن 80% منهم ما زالوا نازحين بسبب الخارجين عن القانون، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، أكد عضو البرلمان العراقي، ديار برواري، أنّ سنجار تمثل مفتاح الطريق إلى سورية، لذا توجد بعض الجهات التي ترغب بالسيطرة على هذا المفتاح، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن بعض الأطراف، سواء تلك المقربة من إيران أو غيرها، ترغب بأن تبقى سنجار تحت سيطرتها، وليس تحت سيطرة الحكومة الاتحادية.
وتابع أن "العراق أصبح ساحة لفرض الأجندات الإقليمية والدولية، ويتم تنفيذ تلك الأجندات من خلال وكلاء داخل البلاد".
وبشأن إمكانية وجود حلول للحد من تدخلات الحرس الثوري الإيراني، و"العمال الكردستاني"، والفصائل المسلحة، في سنجار، قال برواري إن "الحكومة الاتحادية هي الطرف الذي يمكن أن يضبط هذا الموضوع، ووزارة الدفاع خصوصاً، بالتنسيق مع الوحدات الأمنية الأخرى".
وأكدت مصادر محلية في سنجار أن المدينة شهدت زيارات مكثفة لقادة الفصائل المسلحة إلى سنجار، موضحة لـ "العربي الجديد" أن هذه القيادات تدخل المدينة تحت حراسة مشددة من قبل حزب العمال والمليشيات المتحالفة معه، وتعقد اجتماعاتها داخل مقرات الحزب.
ولم تستبعد المصادر إجراء زيارات لقيادات إيرانية إلى المدينة، مبينة أن الحراسة الأمنية المشددة لبعض الأرتال التي زارت سنجار خلال الأشهر الأخيرة تشير إلى أنها كانت تقل شخصيات مهمة.
وأمس السبت، أكد مستشار رئيس حكومة إقليم كردستان لشؤون الإيزيديين، شيخ شامو، أن "العمال الكردستاني" له علاقة بفصائل مسلحة مرتبطة بإيران، مبيناً أن الحزب لن يخرج من سنجار دون قتال.
ولفت إلى أن "قرار الحزب ليس بيده، والأجندة التي تم تكليفه بها تفرض عليه البقاء في سنجار"، مضيفاً "لا يخلف هذا الحزب في أي مكان يدخله سوى الحرب أو الدمار".