استمع إلى الملخص
- اجتمعت باربرا ليف مع مسؤولين من هيئة تحرير الشام لدعم العملية السياسية الشاملة ومكافحة الإرهاب، والتقت بقادة المجتمع المدني للاستماع إلى رؤيتهم لمستقبل سوريا.
- ألغيت المؤتمر الصحافي لباربرا ليف لأسباب أمنية، وتأتي الزيارة في سياق فتح قنوات اتصال بين الحكومات الغربية والقيادة السورية الجديدة ومناقشة رفع تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية.
أحمد الشرع عقد "لقاء إيجابياً" مع الوفد الأميركي
باربارا ليف ألغت مؤتمراً صحافياً من دمشق "لأسباب أمنية"
الوفد الأميركي عقد لقاء مع ممثلين من المجتمع المدني
التقى وفد دبلوماسي أميركي، اليوم الجمعة في دمشق، مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وقال مصدر من السلطة الجديدة لوكالة فرانس برس إنّ أحمد الشرع عقد "لقاء إيجابياً" مع الوفد الأميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف. وأكد المصدر من دون الكشف عن هويته رداً على سؤال لـ"فرانس برس" بشأن اللقاء "نعم صحيح، جرى اللقاء وكان إيجابياً، وستصدر عنه نتائج إيجابية".
بدوره، أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية، لوكالة رويترز، أنّ الوفد الدبلوماسي الأميركي التقى مع ممثلين عن هيئة تحرير الشام في دمشق، اليوم الجمعة، مشيراً إلى أنهم بحثوا خلال اللقاء مبادئ انتقال السلطة في سورية والتطورات الإقليمية والحاجة إلى محاربة تنظيم "داعش". وأضاف المتحدث أنّ الدبلوماسيين الأميركيين أجروا أيضاً محادثات مباشرة مع المجتمع المدني السوري وناشطين وأفراد من الطوائف المختلفة. وناقش الوفد، وفق المتحدث، القضايا المتعلقة بمصير الصحافي الأميركي، أوستن تايس، المفقود في سورية منذ 12 عاماً، ومواطنين أميركيين اختفوا في عهد نظام الأسد.
وفي وقت لاحق، أعلنت السفارة الأميركية في دمشق أن باربارا ليف اجتمعت "مع مسؤولين من هيئة تحرير الشام لمناقشة المبادئ التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وشركاؤها في العقبة - دعم العملية السياسية الشاملة بقيادة سورية والتي تؤدي إلى حكومة تمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين". وجرت في مدينة العقبة جنوبيّ الأردن السبت الماضي اجتماعات عربية ودولية حول سورية.
وأضافت في منشور على حسابها بمنصة إكس: "كما تطرقوا إلى الأحداث الإقليمية ونية سورية أن تكون جارة جيدة وأهمية الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب". وأوضحت أن ليف التقت أيضاً في دمشق مع مجموعة متنوعة من السوريين (قادة المجتمع المدني والناشطين وغيرهم) "لسماع آرائهم بشكل مباشر حول رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم".
NEA Assistant Secretary Leaf met today in Damascus with a diverse range of Syrians – civil society leaders, activists & others – to hear directly from them about their vision for the future of their country and how the United States can help support them. pic.twitter.com/AH4ygvGsMG
— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) December 20, 2024
وكان من المقرر أن تعقد مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط مؤتمراً صحافياً في دمشق، إلا أنّ السفارة الأميركية أعلنت إلغاءه "لأسباب أمنية". وقالت رنا حسن من طاقم السفارة الأميركية في دمشق "للأسف.. تم إلغاء المؤتمر الصحافي لأسباب أمنية"، من دون أن تحدد ماهيتها. وكان من المقرر أن تتحدث ليف للصحافيين في أحد فنادق العاصمة السورية بعد عقدها والوفد المرافق لها سلسلة لقاءات. ورداً على سؤال عما إذا التقى الوفد قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الذي يقود السلطة الجديدة في البلاد، أجابت "لا أعرف".
وقبل ذلك، عقد الوفد الدبلوماسي الأميركي لقاء مع ممثلين من المجتمع المدني في سورية، واستمع إلى تصوراتهم عن الوضع الحالي في سورية، ورؤيتهم لكيفية بناء سورية المستقبلية. وقالت سوسن أبو زين الدين، مسؤولة منظمة مدنية شاركت في الاجتماع، لـ"العربي الجديد" إنه جرى خلال اللقاء الذي ضم ممثلين عن المجتمع المدني، مؤسسات وأفراداً، "عرض تصوراتنا للمرحلة الحالية والفترة المقبلة، ولم نقدم مطالب أو توصيات، لكننا ركزنا على عملية انتقال سياسي حقيقية لا يتم التعامل فيها مع السوريين كطوائف، بل بصفتهم مواطنين سوريين يسعون لبناء بلادهم القائمة على الحقوق والمواطنة والحريات".
وأضافت زين الدين أن الاجتماع "تطرّق أيضاً إلى ملف التغييب القسري والمقابر الجماعية، وضرورة تحسين الوضع الاقتصادي باعتباره عاملاً أساسياً لضمان سهولة الانتقال السياسي". وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت، مساء الخميس، توجه وفد أميركي إلى دمشق يضم كلّاً من السفير روجر كارستينز والمستشار الأول في دائرة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا دانيال روبنشتاين، بالإضافة إلى رئيسة الوفد ليف، وذلك في أول زيارة دبلوماسية أميركية إلى سورية منذ إسقاط نظام بشار الأسد.
وتأتي زيارة الوفد الأميركي في الوقت الذي تفتح فيه الحكومات الغربية قنوات اتصال تدريجية مع القيادة الجديدة في سورية، وعلى رأسها أحمد الشرع الذي كان يعرف باسم أبو محمد الجولاني، ومناقشة إمكانية رفع تصنيف هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية. كما تأتي زيارة الوفد الأميركي في أعقاب اتصالات فرنسية وبريطانية مع السلطات السورية الجديدة خلال الأيام الأخيرة.