لقاء ملك الأردن والسيسي في عمّان: مشاورات حول قضايا الداخل الفلسطيني وتحريك عملية السلام
بحث العاهل الأردني عبد الله الثاني مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين في عمّان، العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون بينهما، بما يخدم مصالحهما المشتركة.
كما بحث الجانبان، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي، سبل مواصلة تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وآليات توسيع التعاون الثلاثي الأردني المصري العراقي، وتطلُعهما لمواصلة البناء على ما تم إنجازه في القمم الثلاث السابقة.
وتطرقت المباحثات إلى المستجدات على الساحتين العربية والإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أكد العاهل الأردني موقف الأردن الداعي إلى ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ورحب ملك الأردن بمخرجات قمة العلا التي عُقدت أخيراً في المملكة العربية السعودية، وأسهمت في تعزيز التضامن ووحدة الصف العربي.
من جانبها، قالت الرئاسة المصرية في بيان لها إن هذه الزيارة تأتي في إطار ما تتسم به العلاقات المصرية الأردنية من تميز وخصوصية، ودور السيسي وعبد الله في تعزيز العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة.
وتزامن مع زيارة السيسي تسيير طائرة نقل عسكرية محملة بشحنة كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية، تم تجهيزها بالتعاون بين القوات المسلحة ووزارة الصحة، إلى الأردن لمساعدة شعبه في مجابهة جائحة كورونا.
ونقلت الرئاسة المصرية على لسان السيسي تثمينه لمستوى التنسيق القائم بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهما على تعزيز العمل العربي المشترك بما يسهم في التصدي للتحديات المتعددة التي تواجه الأمة العربية في المرحلة الراهنة.
وأضافت الرئاسة أن المباحثات "ركزت على مستجدات جهود إعادة تنشيط عملية السلام والمسار التفاوضي للقضية الفلسطينية؛ حيث أكد السيسي استمرار مصر في مساعيها الدؤوبة تجاه القضية، لكونها من ثوابت السياسة المصرية، مشدداً على مواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية".
وأشارت الرئاسة إلى ترحيب الأردن بالجهود المصرية لتثبيت الهدوء في قطاع غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية فيه، وكذلك لإتمام عملية المصالحة وتحقيق التوافق السياسي بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية.
أشارت الرئاسة إلى ترحيب الأردن بالجهود المصرية لتثبيت الهدوء في قطاع غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع
وذكرت الرئاسة أن اللقاء شهد توافقا حول مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بين الجانبين، من أجل توحيد الجهود العربية والدولية للتحرك بفعالية خلال الفترة القادمة لإعادة تنشيط الآليات الدولية لمفاوضات عملية السلام، وتجاوز تحديات الفترة الماضية، وذلك بالتوازي مع جهود مسار المصالحة الوطنية وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية، تعزيزاً للمسار الأساسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود، وأخذاً في الاعتبار تأثير المتغيرات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قد أعلن، في وقت سابق اليوم، أن حوارا وطنيا فلسطينيا سيجرى في العاصمة المصرية خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل، وستشارك فيه جميع الفصائل الفلسطينية لبحث كيفية إنجاح الانتخابات العامة الفلسطينية المقررة ابتداء من مايو/أيار القادم.
ولم تجر أي انتخابات فلسطينية عامة منذ إجراء انتخابات المجلس التشريعي (البرلمان) مطلع عام 2006، التي فازت بها حماس، فيما جرت قبل ذلك آخر انتخابات رئاسية وفاز فيها محمود عباس.
وجاءت ذلك بعد زيارة أجراها مدير المخابرات العامة المصرية عباس كامل للرئيس الفلسطيني أبو مازن أمس الأحد، في خطوة جديدة للحراك التنسيقي المتصاعد بين القاهرة وعمّان والسلطة والقوى الفلسطينية.
وزار السيسي الأردن في 25 أغسطس/ آب 2020، خلال قمة ثلاثية جمعته مع العاهل الأردني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاثة.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الأردن ومصر في 2019 نحو 470.3 مليون دينار، حيث بلغت الصادرات الأردنية إلى مصر 78.5 مليون دينار، ومستوردات الأردن من مصر 391.8 مليون دينار (الدينار يساوي نحو 1.41 دولار أميركي).
ووقع الأردن ومصر، مطلع يوليو/ تموز 2019، 8 اتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، خلال اجتماعات الدورة الـ28 للجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة.