مددت سلطات النظام السوري عملية "التسوية" في مدينة درعا جنوبي البلاد إلى يوم غد الاثنين، وسط "إقبال واسع" للشبان، في محاولة منهم للتخلص من الخدمة الإجبارية.
وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أن المئات من أبناء منطقة الصنمين وما حولها بريف درعا الشمالي انضموا إلى عملية "التسوية" الشاملة الخاصة بمحافظة درعا.
ونقلت الوكالة عن "مصدر في الجهات المختصة" قوله إن المركز الذي افتتح أمس السبت في مدينة الصنمين "شهد إقبالاً كبيراً من أبناء المنطقة، إذ توافد المئات منذ ساعات الصباح لتسوية أوضاعهم، في إطار التسوية الشاملة التي بدأت في الثالث من الشهر الجاري، وشملت كل الحالات المعلن عنها، مبيناً أن 1257 مطلوباً سووا أوضاعهم ما بين مدنيين وعسكريين في المركز".
كما نقلت الوكالة عن المصدر قوله إنه جرى تمديد استقبال المطلوبين في مركز قصر الحوريات بمدينة درعا يومين إضافيين حتى يوم غد الاثنين لجميع المناطق، مشيراً إلى أن أكثر من 23 ألف شخص انضموا إلى عملية التسوية الشاملة الخاصة بمحافظة درعا حتى تاريخ أمس السبت، بحسب زعمه.
أرقام غير دقيقة
وفي تعليقه على هذه العملية، قال المحامي عاصم الزعبي مدير مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران"، إن الأرقام التي يعلن عنها النظام للمنخرطين في "عمليات التسوية" غير دقيقة.
وأشار إلى أن النظام يحاول تضخيم الأعداد كنوع من الدعاية الخاصة باستتباب الأمن، إضافة إلى أن "الحديث عن هذه الأعداد هي رسالة خارجية خاصة للدول العربية، وهي أن سورية، وخاصة درعا برمزيتها، تعود للاستقرار وهو ما جرى ترويجه في الفترة التي سبقت قمة جدة، وعودة العلاقات مع عدد من الدول".
دوافع إقبال الشبان
رغم ذلك، يقول الزعبي في حديث مع "العربي الجديد"، إن "هناك إقبالاً فعلاً على التسويات، ولو بأعداد أقل من المعلنة، وأسباب هذا الإقبال تتلخص في التخلص من الخدمة العسكرية الإلزامية، وسهولة التحرك بين المدن والمحافظات، على الرغم من أن الأجهزة الأمنية لا تزال تعتقل حتى بعض الأشخاص الخاضعين للتسوية، عدا عن أن التسويات تعد فرصة للحصول على جوازات السفر ومغادرة سورية، كما يجري حالياً بالسفر إلى ليبيا أو الإمارات العربية المتحدة".
وبحسب الزعبي، فإن للنظام مصلحة في الهجرة الكبيرة، وهي إفراغ محافظة درعا من عنصر الشباب، وبذلك تسهيل سيطرته عليها بشكل أكبر بما يسهل أيضاً في تنفيذ أي مشروع تريده إيران في الجنوب الذي يعتبر في حقيقة الأمر مرتعاً للخلايا التابعة لإيران و"حزب الله" اللبناني.
وكان "تجمع أحرار حوران" قد ذكر في وقت سابق أن 150 شخصاً ممن كانوا على متن القارب الذي غرق قبل أيام قبالة شواطئ اليونان هم من محافظة درعا، وقد نجا منهم 37 شخصاً، والبقية ما زالوا في عداد المفقودين، مشيراً إلى أن معظمهم ممن أجروا تسويات مع النظام السوري، وفضلوا المغادرة على الالتحاق بقوات النظام.
النظام يعتقل نحو 20 شخصاً في ريف درعا
وفي السياق، اعتقلت أجهزة النظام السوري الأمنية خلال اليومين الماضيين نحو عشرين شخصاً في مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الأوسط.
وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن حملة الاعتقالات جاءت بعد مقتل عنصرين من الشرطة المدنية في المدينة يومي الخميس والأربعاء الماضيين، حيث جرى استهدافهما برصاص مجهولين. وأوضح أن المعتقلين كانوا ممن أجروا تسويات مع النظام السوري قبل أيام.
الإفراج عن محامٍ في الشمال السوري
وفي شمالي البلاد، أفرجت "هيئة تحرير الشام" عن المحامي عبد العزيز درويش، أمين سر فرع النقابة في حلب بعد أن اعتقلته يوم الجمعة الماضي حين كان متوجهاً لزيارة والدته المريضة.
وكانت "نقابة المحامين الأحرار" قد أدانت اعتقال الهيئة للمحامي درويش، مشيرة إلى أنه يماثل ما تقوم به "أجهزة الأمن في نظام الأسد في زج المواطنين بالزنازين، ثم إيجاد تهمة مناسبة لهم".