استمع إلى الملخص
- تم التركيز على ضرورة توحيد الجهود الدولية لفتح معابر غزة وتسليمها للحكومة الفلسطينية، مع تحذيرات من التداعيات الخطيرة لاستمرار العمليات العسكرية والتأكيد على وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
- أعلنت الولايات المتحدة وإسبانيا عن مساعدات مالية جديدة للفلسطينيين، وأكدت الأمم المتحدة على الحاجة الماسة لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، مشيرة إلى انخفاض تدفق المساعدات وأهمية توفير الدعم اللازم لحماية المدنيين.
انطلقت أعمال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، اليوم الثلاثاء، في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، غربي الأردن، بدعوة من العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ليوم واحد قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية، في ظل ظروف كارثية خلفتها حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وقال العاهل الأردني عبد الله الثاني، في كلمته عند افتتاح المؤتمر، إنّ "الاستجابة الإنسانية في غزة دون المطلوب بدرجة كبيرة، ولا يمكن لعملية إيصال المساعدات أن تنتظر وقف إطلاق النار، كما لا يمكنها أن تخضع للأجندات السياسية لأي طرف".
من جانبه، طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوقف شامل لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين، وإلزام إسرائيل بعدم استخدام سلاح التجويع، وإيصال المساعدات عبر كافة المعابر وانسحاب جيش الاحتلال من رفح.
وفي وقت لاحق، أكد العاهل الأردني أهمية ترجمة مخرجات المؤتمر على أرض الواقع لتوحيد جهود الاستجابة الإنسانية وتفعيلها للمستوى المطلوب، مشدداً خلال لقائه الرئيس المصري ضرورة معالجة العقبات أمام إدخال المساعدات للقطاع بشكل كافٍ وعاجل. وأشار إلى أهمية توفير عدد كافٍ من الشاحنات لإيصال المساعدات الإنسانية، لضمان توفير مخزونات كافية من المواد الإغاثية.
بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّ مسؤولية مجلس الأمن والأطراف الدولية كبيرة للضغط على إسرائيل لفتح معابر غزة وتسليمها للحكومة الفلسطينية الجديدة، فيما دعا منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحد مارتن غريفيث إلى توجيه المساعدات "بشكل آمن ومنتج" إلى قطاع غزة، وإتاحة عمل جميع المعابر بطاقاتها الكاملة.
وكان الزعيمان الأردني والمصري قد حذرا من "التداعيات الخطيرة" لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مؤكدين ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع وحماية المدنيين، كما شددا على رفضهما "أي محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم"، ودعوتهما لتكاتف الجهود الدولية لتحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أن الزعيمين توافقا خلال لقاء على هامش المؤتمر على "أهمية مواصلة التنسيق والتشاور تجاه تطورات الأوضاع في قطاع غزة".
ولدى وصوله إلى الأردن في إطار جولته الشرق أوسطية، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كلمة له خلال المؤتمر أن الولايات المتحدة ستقدم أكثر من 404 ملايين دولار مساعدات جديدة للفلسطينيين، وقال: "علينا تذليل كل العقبات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان سلامة العاملين فيها".
وأضاف: "على إسرائيل اتخاذ مزيد من الإجراءات لتقليل عدد القتلى من المدنيين في قطاع غزة، داعياً الحكومات والمنظمات الدولية إلى دفع حماس على الموافقة على مقترح وقف إطلاق النار.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في افتتاح مجموعات العمل الخاصة بالمؤتمر إنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في مدينة رفح فرض قيوداً إضافية على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، مضيفاً أن بلاده "حافظت على تدفق المساعدات الإنسانية قدر المستطاع، من خلال إرسال المساعدات للمدنيين عن طريق معبر كرم أبو سالم"، فضلاً عن "مساعدتها في إيصال أكثر من 94 ألف طن من المساعدات الإنسانية للقطاع، وتوفير الرعاية الصحية لأكثر من 85 ألف مواطن فلسطيني، والمساعدة في إجلاء أكثر من 74 ألف مواطن من أصحاب الجنسيات الأجنبية والمزدوجة منذ بداية الحرب".
رئيس وزراء إسبانيا: سنحشد 60 مليون يورو لدعم فلسطين
إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى زيادة الدعم المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وقال "يجب أن نزيد دعمنا لأونروا. عملها ضروري الآن أكثر من ذي قبل". وأضاف أن إسبانيا ستحشد 60 مليون يورو لدعم فلسطين، مطالباً إسرائيل وحماس إلى الاستجابة لقرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف إطلاق النار.
بدوره جدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تأكيد مبادرة العراق إلى إنشاء صندوق لدعم غزّةَ. وقال إن حجم الجرائم والفظائع قد أضرَّ بمصداقية القوانين الدولية والنظامِ الدولي، لافتاً إلى أن "العدوان على غزة كشف هشاشة النظام الدولي وعجزه في القيام بواجباته ومسؤولياته، كما وقف العالم عاجزاً إزاء أعداد الضحايا الفلسطينيين المرعبة". وقال إن "دول عديدة تواصلت معنا لأجل تعزيز جهود احتواء الصراع ومنع توسعته، لكنها تتماهى مع خروقات الاحتلال حين يعتدي على بعض الدول في المنطقة، ويعمل على توسعة الصراع".
من جانبه، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن نهج التدمير الذي تتبعه إسرائيل لا سابق له في التاريخ، "ونختبره يومياً في جنوب لبنان".
ودعا رئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولوب، كل الدول إلى تكثيف دعمها للشعب الفلسطيني، للحد من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، والعمل على إيجاد حل شامل ينهي الصراع ويحقق السلام في المنطقة. وأشار إلى أن سلوفينيا بوصفها عضواً في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة استخدمت هاتين المنصتين للمطالبة بوقف إطلاق النار وإيجاد حل شامل.
من جهته، قال رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، إن "المساعدات الموجهة إلى إنقاذ الأرواح وإغاثة المستضعفين يجب ألا تكون بأي شكل من الأشكال رهينة للسياسات والصراعات".
غوتيريس: مساعدات غزة انخفضت بمقدار الثلثين منذ إغلاق معبر رفح
وفي كلمة له خلال المؤتمر، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إنّ ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص (75 بالمائة من سكان غزة) أجبروا على النزوح ولعدة مرات في الكثير من الأحيان، مشيراً إلى أن أكثر من 50 ألف طفل في حاجة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد. وأوضح أن ما لا يقل عن نصف بعثات المساعدة الإنسانية إلى غزة تواجَه برفض دخولها أو تلقى العراقيل أو تلغى لأسباب تشغيلية أو أمنية.
وأشار غوتيريس إلى أن تدفق المساعدات الإنسانية الحيوية الموجهة لسكان غزة انخفض بمقدار الثلثين، منذ الهجوم على معبر رفح الحدودي، مشيراً إلى تضرر نحو 60% من مجموع المباني السكنية وما لا يقل عن 80% من المرافق التجارية من جراء القصف الإسرائيلي.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية بدء جلسات مجموعات العمل الخاصة بالمؤتمر، وهي ثلاث مجموعات، تركز الأولى على توفير المساعدات الإنسانية لغزة لتلبية حجم الاحتياجات، وتركز الثانية على تجاوز التحدّيات التي تواجه إيصالها إلى غزة وحماية المدنيين في القطاع، وتبحث المجموعة الثالثة أولويات التعافي المبكر.
وبحسب بيان سابق لوزارة الخارجية الأردنية، فإن مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة يهدف إلى "إيجاد خطوات عملية تضمن إيصال المساعدات الإنسانية والطبية الطارئة بصورة فورية ومناسبة ومستدامة، وتسريع عملية توفير المساعدات وتنظيمها، وتحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة، وتلبية الاحتياجات العملياتية واللوجستية ومختلف أنواع الدعم اللازم، وتأكيد الالتزام باستجابة جماعية منسقة للتعامل مع الوضع الإنساني الحالي في غزّة، واستدامة خطوط المساعدات وتهيئة ظروف تفضي إلى الإيصال الآمن لها وحماية المدنيين".