أطلقت "الرابطة السورية لكرامة المواطن" و"المعهد الأوروبي للسلام" و"رابطة المحامين السوريين الأحرار" مؤتمرا في مدينة جنيف السويسرية، لعرض وجهات نظر السوريين المهجرين حول شكل "البيئة الآمنة" لإعادتهم إلى سورية، والتأكيد على ربطها بالعملية السياسية.
وبدأ المؤتمر الذي جاء تحت عنوان "خارطة الطريق لبيئة أمنة سورية"، يوم أمس الأربعاء، على أن ينتهي مساء اليوم الخميس.
وقالت المنسقة الإعلامية للمؤتمر هيام الأتاسي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الهدف الرئيسي من المؤتمر هو عرض وجهات نظر المهجرين السوريين، ممثلة بورقة "خارطة طريق لبيئة آمنة في سورية"، التي جمعت نتائج الحوارات والاجتماعات، والأصوات المؤثرة من مختلف شرائح هذا المجتمع، حول ما يشكل بيئة آمنة، إضافة لخطوات وتدابير عملية حول كيفية تحقيق ذلك.
وأضافت الأتاسي أن المؤتمر سيسعى إلى وضع قضية "البيئة الآمنة" كحجر زاوية للنقاش السياسي، والنهج العملي لكسر الجمود الحالي في العملية السياسية، والتأكيد على أهميتها القصوى لعملية الانتقال السياسي، وكذلك تحقيق العدالة والمساءلة عن المجازر التي ارتكبت في سورية.
كما سيعمل المؤتمر على إظهار مخاطر الجمود الحالي الذي يدفع إلى التطبيع مع النظام السوري وإضفاء الشرعية على الوضع الراهن غير المستدام، حيث لا يزال السوريون يعانون من التهجير والقمع والتعذيب والاختفاء القسري.
وأشارت الأتاسي إلى أن الورقة التي عرضت خلال المؤتمر هي نتاج عمل لـ"الرابطة السورية لكرامة الموطن" خلال عامين، حيث اكتسبت نظرة ثاقبة إلى ما يفكر فيه المهجرون السوريون، في داخل سورية وفي دول الشتات، في ما يتعلق بـ"البيئة الآمنة"، وذلك من أجل الوصول إلى تعريف واضح من شأنه أن يساعد في آخر المطاف على بناء إجماع لدى السوريين، وإنتاج وثيقة من شأنها أن تكون وسيلة فعالة في نقل هذه الأفكار إلى صانعي السياسات، وجعل هذه البيئة الآمنة جزءًا أساسيًا من المحادثات السياسية الجارية.
ولفتت الأتاسي إلى أن "الرابطة السورية لكرامة المواطن" استطاعت إنتاج رؤية شاملة ومفصلة لما ستبدو عليه البيئة الآمنة في سورية، من خلال عشرات اللقاءات التوعوية ومجموعات التركيز واستطلاعات الرأي عن السوريين في جميع أنحاء البلاد، إضافة لمنهجية العمل، وبالتعاون مع خبراء سوريين وغير سوريين بارزين في القضايا القانونية والدستورية.
"البيئة الآمنة".. المدخل الأساسي والوحيد لأي حل سياسي مستدام
وأكدت الأتاسي أن "البيئة الآمنة لجميع السوريين، وفق تعريف السوريين أنفسهم، هي المدخل الأساسي والوحيد لأي حل سياسي مستدام وحل جذري لقضية المعتقلين والمختفين قسرًا، وأن أي جهود أو مبادرات سياسية سورية أو دولية لا تصب في تحقيق البيئة الآمنة وفق تصور السوريين هي إطالة في أمد معاناة الشعب السوري".
وبحسب الأتاسي، فقد شارك في المؤتمر خبراء ومنظمات حقوقية وشخصيات سورية ودولية رسمية وغير حكومية، مثل ممثلين عن المجلس السوري البريطاني، والمجلس السوري الأميركي، ومجموعة ملفات قيصر، وممثلة عن هيئة التفاوض السورية، ومكتب المبعوث الأممي إلى سورية، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ولجنة التحقيق الأممية لسورية، وعدد من الدبلوماسيين والبعثات الدولية في جنيف، مثل: تركيا، والولايات المتحدة، وهولندا، والاتحاد الأوروبي.
واعتبر المدير التنفيذي لـ"المجلس السوري البريطاني" مازن غريبة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المؤتمر يوفر منصة تضمينية تتيح المجال لنقاش واضح وصريح وشفاف، بما يشمل عرض وجهات نظر مختلفة حول قضية العودة الآمنة والطوعية والكريمة للسوريين والسوريات إلى أماكن سكنهم الأصليّة.
وبين غريبة المشارك في المؤتمر أن "خايطة طريق البيئة الآمنة" تضم مقترحات عمليّة، وقانونيّة، ولوجستيّة، وسياسيّة، جرى تقسيمها إلى ثلاث مراحل زمنية: الشروط المطلوب تحقيقها قبل البدء بالعودة، والمضامين المطلوبة خلال مرحلة العودة، والمخرجات الواجبة متابعتها على المدى المتوسط والبعيد.
وبحسب غريبة، فإن "هذه الرؤية هي من أعمق المقترحات السياسيّة المتعلقة بالبيئة الآمنة في السياق السوري".
وشكلت "الرابطة السورية لكرامة المواطن" بمبادرة من مجموعة من اللاجئين والنازحين من مختلف المحافظات السورية، الذين يقيمون حاليًا في دول مثل تركيا، ولبنان، والأردن، والسعودية، وفي المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في سورية.