مؤرخ إسرائيلي أميركي: تل أبيب ارتكبت إبادة جماعية في غزة

22 اغسطس 2024
المؤرخ الإسرائيلي الأميركي عومر براتوف (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- المؤرخ عومر بارتوف اتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر، مستهدفة المستشفيات والمدارس والبنية التحتية، مما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 133 ألف فلسطيني.
- بارتوف أشار إلى أن الهجوم على رفح غيّر تقييمه للوضع، مؤكداً أن إسرائيل تهدف لجعل غزة غير صالحة للسكن، مشيراً إلى تهجير مليون فلسطيني خلال نكبة 1948.
- في الضفة الغربية، وصف بارتوف الوضع بأنه تطهير عرقي بطيء، حيث يخلق المستوطنون بدعم الجيش ظروفاً مستحيلة للفلسطينيين، مع مشاركة المستوطنين في هذه الأعمال.

اتهم مؤرخ إسرائيلي أميركي الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وقال عومر بارتوف، الباحث في قضايا المحرقة والإبادة الجماعية في جامعة براون بالولايات المتحدة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف "عمداً" المستشفيات والمدارس والمساجد والبنية التحتية والمنازل في غزة، وأن السكان المدنيين تعرضوا للقصف في "مناطق آمنة - غير آمنة". وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

من جريمة حرب إلى إبادة جماعية في غزة

واستذكر المؤرخ تصريحاته قبل نحو تسعة أشهر بأن الحرب الإسرائيلية "تشكل جريمة حرب، لكنها لم تصل بعد إلى مستوى الإبادة الجماعية"، مبينا أن تقييمه بهذا الاتجاه تغير بعد الهجوم على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وقال إن العقلية التي تهدف إلى جعل غزة غير صالحة للسكن للمدنيين "ليست لديها أحكام قيمية على حياة الإنسان، وبالنسبة لي، هذا الوضع ليس فقط عقلية تتجاهل حياة الإنسان". وأوضح أن "هذا يعني أنه لا يمكن العيش في غزة من خلال العمليات العسكرية والعقلية التي تهدف إلى جعل الحياة مستحيلة من خلال إضعاف السكان بالمرض والجوع".

وذكّر بارتوف بأن القوات الإسرائيلية أبعدت وهجرت قسرا نحو مليون فلسطيني من أراضيهم خلال نكبة العام 1948، وأنها أقامت دولة إسرائيل على أراضي الفلسطينيين، وأن العدوان المستمر عليهم جزء من جهد يُبذل "بتناغم" مع الإجراءات السابقة.

بارتوف: الجيش الإسرائيلي يشبه النازيين

بارتوف تطرق في حديثه إلى إعداده بحثاً حول "تصرفات الجيش النازي خلال الحرب العالمية الثانية" خلال دراسته الأكاديمية، وأنه التقى أيضا بجنود إسرائيليين أخيراً. وأضاف أن عقلية الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في الحرب على غزة تشبه إلى حد كبير عقلية الجنود الألمان في الحرب العالمية الثانية. وقال: "كان التصور الواقع في أذهانهم هو أن الناس الذين يقاتلونهم عدو ماكر وخطير ومرتكب إبادة جماعية، وكانوا يعتقدون أنه إذا انتصر هذا العدو، فسيتم تدميرهم".

وأشار إلى أن الجنود الإسرائيليين والنازيين على حد سواء يعتبرون أنفسهم "ضحايا للإرهاب والإبادة الجماعية والقتل"، قائلا في هذا الصدد: "إنهم يعتقدون أن ما فعلوه كان صحيحا تماما، وأن عليهم القيام به". وذكر أن الجنود الذين يتمتعون بهذه العقلية "لا يستطيعون إثبات أي شعور بالتعاطف مع المدنيين الأبرياء" بسبب طريقة تفكيرهم، وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة "لا يمكن القول إنها تعادل المحرقة".

وشدد بالقول: "يجب أن أتوصل إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل ترتكب حاليا أعمال إبادة جماعية في غزة وليس من الضروري مقارنة ذلك بالمحرقة (..) لكن هذا لا يعني أن إسرائيل لن تتحمل مسؤولية ما فعلته".

بارتوف: تطهير عرقي قي الضفة الغربية

وفي ما يتعلق بالأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، قال بارتوف إن هجمات الإسرائيليين الذين اغتصبوا أراضي الفلسطينيين لها "تاريخ طويل ترعاه الدولة". وأضاف: "ما نراه في الضفة الغربية هو تطهير عرقي يتقدم ببطء يقوم به المستوطنون، ليس فقط المستوطنون، بل أيضا العناصر المتطرفون بينهم".

وأكمل: "الجيش الإسرائيلي الذي من المفترض أن يسيطر على هذا الوضع متواطئ، وإذا نظرت إلى الصور فسترى أن العديد من الأشخاص الذين يرتدون الزي العسكري هم من المستوطنين. المستوطنون يرتدون الزي الرسمي ومسلحون". وذكر بارتوف أن هذا الوضع كان "سياسة حكومية"، لكن الحكومة لم تعبر عنه بوضوح، وأشار إلى أن السياسة في الضفة الغربية كانت "خلق ظروف مستحيلة بشكل متزايد للفلسطينيين". وشدد على أن تصرفات إسرائيل في الضفة الغربية سببت "ضررا كبيرا" للفلسطينيين.

(الأناضول)