شارك مئات الآلاف من المحتجين في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في وسط العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وهي الأحدث في سلسلة من المظاهرات المماثلة التي خرجت في مطلع الأسبوع بالمدينة منذ بدء الحرب قبل سبعة أسابيع.
تأتي مسيرة اليوم خلال هدنة مدتها أربعة أيام بين إسرائيل وحركة حماس، وهي الأولى منذ اندلاع الحرب، لكن المحتجين يرون إنها ليست كافية.
ورفع المحتجون خلال مسيرتهم السلمية نحو مقر البرلمان البريطاني لافتات كتبوا عليها عبارات منها "وقف إطلاق النار الآن" و"أوقفوا الحرب على غزة".
وقالت المحتجة كيت هدسون (64 عاما) لرويترز خلال الاحتجاج "نحتاج إلى الدعم الكامل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة".
مئات الآلاف في #لندن يتظاهرون ضد الحرب على #غزة ويدعون الحكومة البريطانية لتبني وقف إطلاق النار pic.twitter.com/S39nyisR0I
— العربي الجديد (@alaraby_ar) November 25, 2023
وأضافت كيت، وهي ناشطة مناهضة للحرب، "نرحب كثيرا بالهدنة... لكن هذه المشكلة تحتاج إلى حل (نهائي) حتى يحصل الفلسطينيون في نهاية المطاف على تسوية سياسية نصت عليها قرارات لا حصر لها في الأمم المتحدة".
ووزعت شرطة لندن منشورات على المحتجين حذرت فيها من انتهاك القانون، وألقت القبض على رجل للاشتباه في أنه يحرض على الكراهية العرقية قبل بدء الاحتجاج. وقالت على وسائل التواصل الاجتماعي إنه شوهد وهو يحمل لافتة عليها رموز نازية.
وحذرت شرطة لندن من أنها ستقبض على أي متظاهر يظهر سلوكا عنصريا.
وتوصلت حركة حماس مع الاحتلال الإسرائيلي لهدنة مدتها أربعة أيام أُطلق بموجبها سراح 24 من الأسرى أمس الجمعة، لكن حملة التضامن مع فلسطين ومقرها بريطانيا والتي تنظم مسيرة اليوم قالت إن الهدنة "مجرد فترة راحة قصيرة وجزئية لسكان غزة".
ودعت حملة التضامن مع فلسطين إلى وقف دائم للحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وخلفت حتى مساء الخميس، 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6150 طفلا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بينما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا، بينهم أكثر من 75 بالمئة من الأطفال والنساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وقالت ليندسي جيرمان، وهي ناشطة مناهضة للحرب أعلنت عزمها المشاركة في المسيرة، في تصريحات لقناة "سكاي نيوز": "نريد... وقفاً دائماً لإطلاق النار يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى حل سياسي. إننا بعيدون جدا عن ذلك وعلى حكومتنا أن تبذل المزيد (من الجهود) لضمان حدوث ذلك".
وقالت الشرطة أمس الجمعة إنها ستنشر أكثر من 1500 من رجال الأمن مطلع هذا الأسبوع للسيطرة على الاحتجاج.
وقال نائب مساعد مفوض شرطة العاصمة، أدي أديلكان "ما زلنا نرى التأثير التراكمي لاستمرار الاحتجاج وزيادة التوتر وتزايد جرائم الكراهية"، مضيفا أن الشرطة ستوزع منشورات على المتظاهرين لتحذيرهم من عقوبات السلوك العنصري.
وأضاف "ينص ذلك على أن أي شخص يظهر (سلوكاً) عنصرياً أو يحرض على الكراهية ضد أي جماعة يجب أن يتوقع القبض عليه وكذلك أي شخص يدعم حماس أو أي منظمة محظورة أخرى".
وأُلقي القبض على أكثر من 120 متظاهرا خلال مسيرة في وقت سابق من هذا الشهر عندما اندلعت مناوشات بين الشرطة وجماعات تنتمي إلى اليمين المتطرف التي تجمعت للاحتجاج على المظاهرة.
وأدت تظاهرة سابقة إلى إطاحة سويلا برافرمان من منصبها وزيرةً للداخلية في بريطانيا، وعودة رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون إلى المشهد السياسي، والذي عيّن وزيراً للخارجية في حكومة المحافظين برئاسة ريشي سوناك.
وجاء عزل وزيرة الداخلية، قبل نحو أسبوعين، في ظل الجدل الكبير على الساحة السياسية البريطانية حول التظاهرات الداعمة لفلسطين والرافضة للإبادة الجماعية في غزّة. وكانت برافرمان دعت الشرطة البريطانيّة إلى منع تظاهرة، متهمة الشرطة بالانحياز للمتظاهرين الداعمين لفلسطين، الأمر الذي أطلق موجة انتقادات كبيرة ضدها، كون تصريحاتها تساهم في انقسام المجتمع في بريطانيا، وهو ما يخالف دور ووظيفة وزير الداخلية.
(رويترز، العربي الجديد)