ركز الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمته المسجلة أمام الدورة الـ75 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم الثلاثاء، على صراع بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية، قائلا إن الأخيرة "لا يمكنها أن تفرض علينا التفاوض أو الحرب"، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمام الأمم المتحدة، أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا لن "تتنازل" عن رفضها دعم إعادة العمل بالعقوبات الأممية على إيران.
وقال روحاني "لسنا ورقة مساومة في الانتخابات والمساومات الداخلية في أميركا"، مضيفا أن "أي إدارة تنتخب في أميركا ستضطر إلى الاستسلام أمام صمود الشعب الإيراني".
وفي إشارة إلى العقوبات الأميركية ضد بلاده، قال الرئيس الإيراني "شعبي يواجه أقسى العقوبات التاريخية في انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية والقرار 2231 لمجلس الأمن".
وأشار إلى المساعي الأميركية لتمديد الحظر التسليحي على بلاده، متهما واشنطن بتحويل المنطقة إلى "برميل بارود بسبب بيع مئات مليارات الدولارات من السلاح"، قائلا إنها رغم ذلك "تسعى إلى حرمان إيران من أدنى حاجاتها الدفاعية وتمديد الحظر التسليحي، في مخالفة لنص القرار 2231".
وقدم الرئيس الإيراني الشكر للأعضاء الـ13 في مجلس الأمن ورئيسي المجلس خلال شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول، لمعارضتهم استخدام واشنطن تفعيل آلية "فض النزاع" لإعادة العقوبات الأممية ضد إيران، معتبرا أن ذلك "انتصار لإيران وللمرحلة الانتقالية للنظام الدولي نحو عالم ما بعد الغرب"، ومؤكدا أن الولايات المتحدة "تعيش اليوم في عزلة صنعتها بنفسها".
وحول الاتفاق النووي، قال روحاني "إننا عام 2015 توصلنا إلى الاتفاق النووي كأحد أكبر إنجازات الدبلوماسية في تاريخها، ورغم الانتهاكات الأميركية المستمرة بقينا ملتزمين به".
ماكرون ينتقد واشنطن
من جانبه، أكد ماكرون، أمام الأمم المتحدة، أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا لن "تتنازل" عن رفضها دعم إعادة العمل بالعقوبات الأممية على إيران بعدما بادرت الولايات المتحدة إلى ذلك.
وقال الرئيس الفرنسي، في خطاب مسجل أمام الجمعية العامة، إن "فرنسا مع شريكتيها ألمانيا وبريطانيا ستظل تطالب بتنفيذ تام لاتفاق فيينا 2015" حول البرنامج النووي الإيراني. وأضاف وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس": "لن نقبل بالانتهاكات التي ترتكبها إيران"، لكنه تدارك "رغم ذلك، لن نتنازل حيال تفعيل آلية ليست الولايات المتحدة في موقع يتيح لها أن تفعّلها من تلقاء نفسها بعد خروجها من الاتفاق".
كما أعلن الرئيس الفرنسي أن "العالم في وضعه الراهن لا يمكن اختزاله بالخصومة بين الصين والولايات المتحدة"، داعيا المجتمع الدولي إلى "بناء تحالفات جديدة". وقال في هذا الصدد "لسنا محكومين جماعيا (...) بأن نكون بشكل ما مجرد شهود على عجز جماعي".
وجاءت كلمة ماكرون بعد بضع ساعات من هجوم جديد شنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصين، ما يثير مخاوف من "حرب باردة جديدة" بين القوتين.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن "العالم في وضعه الراهن لا يمكن اختزاله بالخصومة بين الصين والولايات المتحدة، مهما كان الثقل العالمي لهاتين القوتين الكبيرتين، مهما كان أيضا التاريخ الذي يربطنا، وخصوصا بالولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف أنه في مواجهة بكين وواشنطن "لدينا هوامش مناورة علينا أن نستخدمها، وأن نعرف كيفية تحديد أولوياتنا في هذه البيئة، وأن نطرح خياراتنا بوضوح ونبني تحالفات جديدة".
ودعا ماكرون أوروبا خصوصا إلى "تحمل مسؤوليتها كاملة" و"عدم السقوط".
وقال إن "الاتحاد الأوروبي، الذي توقع كثيرون بشكل ما انقسامه وعجزه، قام وسط الأزمة بخطوة وحدة وسيادة وتضامن تاريخية (من أجل) اختيار المستقبل"، مشيرا خصوصا إلى الجهود لإنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا وتقليص ديون الدول الفقيرة، لا سيما الأفريقية.