استمع إلى الملخص
- ماكرون يعلن حل الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، في خطوة محفوفة بالمخاطر قد تؤدي إلى قيادة اليمين المتطرف للحكومة الفرنسية لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
- أحزاب اليسار تتفق على تشكيل تحالف لمواجهة اليمين المتطرف، بينما تسعى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان لترجمة الانتصار الأوروبي إلى سيطرة وطنية، معززة بفوز حزبها بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان الأوروبي.
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الساسة المعتدلين من اليسار واليمين، اليوم الأربعاء، إلى لمّ شملهم وهزيمة اليمين المتطرف في الانتخابات العامة. وقال ماكرون، وهو وسطي موالٍ لمجتمع الأعمال، إنه يريد من "الرجال والنساء الذين يتمتعون بحسن نية، وقادرين على قول (لا) للمتطرفين، أن يتّحدوا معاً ليتمكنوا من بناء مشروع مشترك" من أجل البلاد.
وهذا أول خطاب يوجهه ماكرون للناخبين الفرنسيين منذ دعا إلى انتخابات وطنية مبكرة بعد هزيمة ساحقة لحزبه في مواجهة اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية. ويأمل ماكرون، الذي سيبقى يحكم فرنسا ثلاث سنوات أخرى في ولايته الرئاسية الثانية، أن يتّحد الناخبون لاحتواء اليمين المتطرف في انتخابات وطنية بطريقة لم يفعلوها في الانتخابات الأوروبية. وأضاف ماكرون في مؤتمر صحافي في باريس: "الأمور بسيطة اليوم: لدينا تحالفات غير طبيعية على أقصى الجانبين، ليس لديهم ما يتفقون عليه سوى تشارك الوظائف، ولن يتمكنوا من تطبيق أي برنامج".
وأعلن ماكرون، مساء الأحد، حلّ الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، بعد فوز اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية بفارق كبير عن معسكر الغالبية الرئاسية. وفاز اليمين المتطرف في الانتخابات بنسبة تزيد على 30% من الأصوات، ملحقاً هزيمة ساحقة بالمعسكر الرئاسي الذي حصل على نحو 15% من الأصوات، بحسب التقديرات، يليه بنتيجة متقاربة الديمقراطيون الاجتماعيون. واعتبر ماكرون أن نتيجة الانتخابات الأوروبية "ليست جيدة للأحزاب التي تدافع عن أوروبا"، مشيراً إلى أن اليمين المتطرف حصد "ما يقرب من 40% من الأصوات" في فرنسا (إذا أضفنا إلى قائمة بارديلا قائمة حزب "الاسترداد" بقيادة إريك زمور).
لكن قرار ماكرون الأحد حلّ البرلمان وإرسال الناخبين إلى صناديق الاقتراع، بعد أن عبّروا عن سخطهم من سياساته، خطوة محفوفة بالمخاطر، وقد تسفر عن قيادة اليمين المتطرف الفرنسي الحكومة لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. وتجعل التحالفات المحتملة ونظام التصويت الفرنسي من جولتين في الانتخابات الوطنية نتيجة التصويت غير مؤكدة بشكل كبير. وتهرع أحزاب المعارضة على اليمين واليسار لتشكيل تحالفات، وحشد مرشحين في الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستجرى في الفترة بين 30 يونيو/ حزيران و7 يوليو/ تموز المقبل.
وعلى الرغم من استمرار وجود خلافات حادة على جانبي الفصائل السياسية، فإن دعوة الرموز البارزة إلى وجود جبهة موحدة تبدو أنها تضم عاملاً واحداً مشتركاً: أنهم لا يريدون التعاون مع ماكرون. فعلى الرغم من انقساماتها، اتفقت أحزاب اليسار، مساء الاثنين، على تشكيل تحالف يضم حزب الخضر، والحزب الاشتراكي، والشيوعي، واليسار المتطرف الذي يرأسه جان لوك ميلانشون.
من جانبها، تعمل زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان على إحكام القبضة على اليمين، في جهود لترجمة الانتصار الأوروبي إلى انتصار وطني، والاقتراب أكثر من السيطرة على الحكم. وقد فاز حزبها اليميني المتطرف، بتاريخه المعروف بالعنصرية ومعاداة الأجانب، بأكبر عدد من المقاعد المخصصة لفرنسا في البرلمان الأوروبي، أو نحو 30 من أصل 81 مقعداً لفرنسا.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)