وعد الرئيس إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، بجعل فرنسا "أول دولة كبرى" تتوقف عن استخدام النفط والفحم والغاز كمصادر للطاقة، في محاولة لاستمالة الناخبين من الشباب وأنصار البيئة، في حين أكّدت مارين لوبان أنها ستدافع عن "الأكثر هشاشة"، في ظلّ احتدام المواجهة بين المرشّحين للرئاسة الفرنسية.
وفي تجمع حاشد في مدينة مرسيليا الواقعة على البحر المتوسط والتي صوتت على نطاق واسع لصالح مرشح الجناح اليساري جان لوك ميلانشون في الجولة الأولى من التصويت، سعى ماكرون لتعزيز ما تظهره استطلاعات الرأي على أنه تقدم ضئيل على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
وقبل الجولة الثانية المقررة في 24 إبريل/ نيسان، يسعى المتنافسان على الرئاسة، ماكرون ولوبان، إلى جذب الناخبين الذين صوتوا لصالح ميلانشون في الجولة الأولى التي أجريت يوم الأحد الماضي.
وقال ماكرون إنه سيجعل رئيس وزرائه المقبل مسؤولاً بشكل مباشر عما سماه "التخطيط الأخضر"، في محاولة لمخاطبة حنين الناخبين اليساريين إلى التخطيط المركزي المستوحى من الشيوعية في فترة ما بعد الحرب بينما يستغل مخاوف القرن الحادي والعشرين بشأن تغير المناخ.
وقال ماكرون لمؤيديه وهم يلوّحون بالأعلام في حديقة تطل على الميناء القديم في مرسيليا، ثاني أكبر مدينة في فرنسا، "ستكون مهمة رئيس الوزراء جعل فرنسا أول دولة كبرى تستغني عن الغاز والنفط والفحم. هذا ممكن وسنفعل ذلك". وتابع "بين الفحم والغاز من جهة والطاقة النووية من جهة أخرى، أختار الطاقة النووية".
ويريد الرئيس بناء ستة مفاعلات نووية جديدة وإطلاق دراسات لثمانية أخرى وزيادة قدرة الطاقة الشمسية عشرة أضعاف وبناء 50 محطة بحرية لتوليد طاقة الرياح بحلول منتصف القرن. كما يرغب في تطبيق العزل الحراري لنحو 70 ألف منزل سنوياً لتوفير الطاقة.
وقال ماكرون الذي ينتمي لتيار الوسط إنه يرغب في تخصيص يوم وطني للطبيعة في مايو/ أيار كل عام. وانتقد منافسته لوبان ووصفها بأنها "متشككة في قضايا تغير المناخ".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة "إبسوس"، اليوم السبت، أنّ 33% من ناخبي ميلانشون يعتزمون التصويت لماكرون، و16% يعتزمون التصويت للوبان، في حين لم يحسم 51% موقفهم.
في الوقت نفسه نظم آلاف المتظاهرين المناهضين لليمين المتطرف مسيرة في أنحاء البلاد، اليوم السبت، حيث يسعى معارضو لوبان لتشكيل جبهة موحدة لمنعها من الفوز في الجولة الثانية الحاسمة.
لوبان تتعهد بإدارة فرنسا كـ"ربة أسرة"
وفي الوقت عينه، كانت زعيمة اليمين المتطرّف، مارين لوبان، منشغلة في بلدة سان ريمي-سور-آفر الصغيرة في الشمال الغربي التي منحتها 37,2% من أصوات أبنائها. وتعهّدت بإدارة فرنسا مثل "ربّة أسرة" والدفاع عن "الأكثر هشاشة".
وقالت للسكان الذين أتوا للإعراب عن شواغلهم من أعباء ثقيلة وقلّة المساعدات والتجهيزات المكيّفة لحاجات ذوي الإعاقة "سوف أكون صوتكم". وصرّحت لوبان التي تخشى امتناع الكثيرين عن التصويت "إذا صوّت الشعب، كسب المعركة".
وفي ظلّ التظاهرات المناوئة لليمين المتطرّف والدعوات الكثيرة إلى التصويت لصالح ماكرون، ندّدت مارين لوبان بما قالت إنه "تهويل شرس... قلّما يحترم الديمقراطية".
وقالت إنّ النظام الذي يجسّده ماكرون ومناصروه "يتضعضع لأنه يرى أن الشعب يريد استرجاع السلطة".
ويُكشف مساء السبت عن النتائج الأولية لاستطلاع أطلقه جان-لوك ميلانشون لسبر نوايا مناصريه المقدّر عددهم بحوالى 310 آلاف شخص للدورة الثانية من الانتخابات. وكان زعيم اليسار الراديكالي قد دعا بعيد الإعلان عن نتائج الدورة الأولى إلى "عدم إعطاء صوت واحد للسيّدة لوبان".
(رويترز، فرانس برس)