قالت وزارة خارجية مالي إن تشاد تعتزم نشر ألف جندي آخرين في مالي لتعزيز قواتها التي تقاتل متمردين في البلاد، وذلك في الوقت الذي تخفض فيه فرنسا وجودها العسكري في منطقة الساحل الأفريقي.
وتشارك تشاد بقرابة 1400 جندي في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام البالغ قوامها 13 ألف جندي، والمتمركزة في شمال ووسط مالي، حيث يقوى تمرد هناك رغم جهد القوات الدولية المستمر منذ تسع سنوات لاحتوائه.
وقالت وزارة خارجية مالي، في بيان صدر في وقت متأخر أمس الجمعة، إن الجنود التشاديين الإضافيين سيعززون القوات التشادية المشاركة في قوات حفظ السلام والقوات التشادية الأخرى في البلاد، في الوقت الذي تخفض فيه فرنسا، وهي القوة الاستعمارية السابقة، قواتها المنتشرة في المنطقة، والبالغ قوامها خمسة آلاف جندي ضمن مهمة "برخان".
وجاء في البيان: "الانتشار جزء من إطار عمل ثنائي بطلب من حكومة تشاد لتعزيز قواتها في شمال مالي بعد إعادة تشكيل قوة برخان".
وفي فبراير/ شباط، نشرت مالي نحو ألف جندي في منطقة الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي لتعزيز قوات الدول الثلاث، بعد أن أعلنت فرنسا للمرة الأولى عن تخفيض وجودها العسكري في المنطقة.
وتشهد مالي منذ عام 2012 هجمات لجماعات مرتبطة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، فضلا عن أعمال عنف يرتكبها قطاع طرق ومليشيات دفاع ذاتي. كما تُتهم القوات النظامية بارتكاب انتهاكات.
وامتد العنف الذي بدأ في الشمال عام 2012 إلى الوسط ثم إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين. وقتل نتيجته آلاف المدنيين والعسكريين، ودفع مئات الآلاف للنزوح رغم نشر قوات تابعة للأمم المتحدة وفرنسا ودول أفريقية.
وتعتزم فرنسا سحب قرابة نصف قواتها بحلول عام 2023، ونقل المزيد من إمكانياتها إلى النيجر، وتشجيع قوات خاصة من دول أوروبية أخرى على العمل مع جيوش المنطقة.
في سياق متصل، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون ألغى، الجمعة، زيارة كان يفترض أن يقوم بها إلى مالي للقاء الرئيس الانتقالي وقضاء عيد الميلاد مع القوات الفرنسية، بسبب أزمة كورونا.
ونقل قصر الإليزيه أن "هذا القرار اتخذ حرصا على التوفيق بين الإجراءات المعلنة على المستوى الوطني وجدول الأعمال الدولي للرئيس، وحرصا على عدم تعريض عسكريينا في فترة تدهور الوضع الوبائي".
وكانت باريس قد أعلنت، الأربعاء، أن الرئيس الفرنسي سيتوجه الاثنين إلى باماكو لعقد أول لقاء مع الرئيس الانتقالي لمالي الكولونيل أسيمي غويتا، في أجواء من التوتر الشديد بين باريس والمجلس العسكري الذي أثار تباطؤه في إعادة السلطة للمدنيين وميله للاستعانة بمرتزقة روس غضب باريس.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)