أعلنت تركيا أخيرا التخطيط لإنشاء "مركز تنسيق ميداني" في سورية بالتعاون مع النظام السوري، وذلك في إطار التقارب التركي مع النظام برعاية روسية، وفي ظل التقارب العربي مع النظام السوري، لتطفو على السطح تساؤلات عن ماهية هذا المركز وأهدافه، وإمكانية تحقيق الفكرة.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد قال، الأسبوع الماضي، في تصريحات للصحافيين، إن بلاده تخطط لإنشاء "مركز تنسيق ميداني" في سورية بالتعاون مع النظام السوري، وذلك بعد اجتماع موسكو الرباعي في إطار التقارب التركي مع النظام. وبحسب تصريحات الوزير التركي، يبدو أن هدف هذا المركز بالدرجة الأولى هو مواجهة "قسد".
ويرى الباحث السوري وائل علوان أن المركز الذي أعلن عنه وزير الدفاع التركي "هو استمرار للخط الساخن الذي كان بين روسيا وتركيا وإيران سابقاً، واليوم سينضم النظام إليه، وهذا تطور عسكري يأتي بين تركيا والنظام بعد الاجتماعات الأخيرة بين هذه الأطراف في موسكو على مستوى وزراء الدفاع ومسؤولي الاستخبارات".
وأضاف علوان، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تركيا تحاول اليوم من خلال هذا المركز أن تضمن التزام النظام بوقف إطلاق النار في إدلب، وعدم استمراره في الخروقات تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وتريد من النظام أن "يستجيب بشكل فعلي للجهود التركية في مكافحة الإرهاب، والمقصود بها المجموعات التابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال وشرق سورية".
ورأى المتحدث أن "تركيا تحاول ضمان واستقرار شمال سورية أمنياً وعسكرياً، لتكون هذه المنطقة مأوى يعود إليه اللاجئون بدل أن تكون طاردة لهم"، وذكر أن "موافقة النظام السوري على الدخول في هذا المركز تعني عدم مطالبته بالانسحاب التركي من شمالي سورية، ولقاء وزراء الخارجية يعني أن تركيا ضمنت أقل مطالبها قبل الدخول في التطبيع السياسي".
هل يلتزم النظام؟
وفي إطار التقارب العربي مع النظام السوري، صرح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأنه ستكون هناك غرفة أمنية للتعاون مع النظام، وهي تماثل ما أعلن عنه أكار تحت مسمى "مركز تنسيق ميداني"، ومن المتوقع أن لا يلتزم النظام بالتعاون مع الجانبين، ومن المتوقع أن يستمر في تصرفاته.
وأشار علوان إلى أن "دخول النظام في مركز التنسيق يأتي بضغوط من روسيا التي تحاول إنجاح مسار التطبيع التركي مع النظام"، مضيفاً: "لا نتوقع من النظام الكفّ عن خرق وقف إطلاق النار، ولا اتخاذ خطوات ضد وحدات الحماية وحزب العمال، ولا اتخاذ خطوات تتعلق بعودة اللاجئين".
ولا يعتقد الباحث أن تركيا ستلجأ إلى وسيلة ضغط على النظام السوري خارج العلاقات التركية الروسية، لأن طبيعة العلاقات بين الطرفين في العديد من الملفات تتيح لتركيا الضغط من خلال روسيا.
ومن المتوقع أن تؤثر إيران أيضاً على النظام السوري، بحسب علوان، و"تسعى طهران دائماً لعدم رضوخ النظام بشكل كامل للضغوطات الروسية التي تعارض مصالحها".
يذكر أن العديد من الاتفاقيات التي وقعت بين روسيا وتركيا، بما يخص شمال غربي سورية، تتعرض للخرق بشكل متكرر من قوات النظام السوري والمليشيات التابعة له، وخاصة المليشيات المدعومة من إيران.