أقرّ حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية، الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، فياتشيسلاف غلادكوف، اليوم الإثنين، بدخول "مجموعة تخريب واستطلاع أوكرانية" إلى إقليم غرايفورونسكي في المقاطعة، من جهة الحدود الأوكرانية. وذكر في قناته على تطبيق "تليغرام" أن "القوات المسلحة تقاتل جنباً إلى جنب مع حرس الحدود وهيئة الأمن الفيدرالي الروسي (أف أس بي) من أجل القضاء على العدو".
وجاء إقرار السلطات المحلية، بعد ساعات من نشر مقاطع فيديو على مواقع "المراسلين العسكريين" الروس، تؤكد حصول هجوم على المنطقة الحدودية من المقاطعة، بدأ منذ التاسعة صباح اليوم بحسب التوقيت المحلي.
ووفقاً لمواقع محلية، فقد تعرضت منطقة غرايفورونسكي، الواقعة على الحدود مباشرة مع أوكرانيا وعلى بعد 60 كيلومتراً من مدينة بيلغورود، لهجمات بقذائف هاون، ما أدى إلى إصابة شخصين بينهما امرأة في حالة خطرة.
وأكدت سلطات المقاطعة أن الهجوم استمر ساعات عدة، وتسبب في حرائق بالمناطق الزراعية، وأصاب منازل في قرية حدودية. وفي وقت سابق نفى حاكم المقاطعة ما تردد عن إخلاء منطقة شيبينكو الحدودية، واصفاً الأنباء بأنها مجرد شائعات تهدف إلى بثّ الذعر بين السكان، ضمن "هجوم إعلامي ضخم". وأشار إلى أن سكان شيبينكو يتلقون رسائل تطلب منهم التجمع في مبنى الإدارة لمزيد من الإخلاء.
وتتعرض مقاطعة بيلغورود باستمرار للنيران من جهة أوكرانيا. وسقط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين. ومنذ إبريل/نيسان 2022، بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، رفعت السلطات مستوى التأهب الأمني في المقاطعة إلى المستوى الأصفر أي مستوى الخطر.
"الفيلق الروسي الحر" و"فيلق المتطوعين الروسي" يحاربان إلى جانب القوات المسلحة الأوكرانية
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الغرض من الهجوم هو تحويل الانتباه عن الوضع في باخموت، وذكر في تصريحات لوكالة "ريا نوفوستي" اليوم: "نحن نعي تماماً الغرض من مثل هذا التخريب: تحويل الانتباه عن اتجاه باخموت، وتقليل الأثر السياسي لفقدان الجانب الأوكراني المدينة".
وقال بيسكوف إن العمل متواصل لطرد المخربين من أراضي الاتحاد الروسي وتدمير المسلحين. وأضاف أن القوات والوسائل المستخدمة في ذلك كافية، وأشار إلى أن ممثلين عن وزارة الدفاع وجهاز الأمن الفيدرالي وجهاز الحدود أبلغوا رئيس الاتحاد الروسي، القائد الأعلى فلاديمير بوتين، بمحاولة الاختراق.
وتزامن الإعلان الروسي عن هجوم "مجموعة تخريب واستطلاع أوكرانية" على بيلغورود، مع تأكيد "فيلق المتطوعين الروسي"، أن مقاتليه عبروا الحدود بين روسيا وأوكرانيا للمرة الثالثة.
ونشر الفيلق على صفحته في "تليغرام" مقاطع فيديو مدتها خمس ثوان، يقف فيها أشخاص عدة يرتدون الزي العسكري على خلفية لافتة تؤدي إلى قرية بيزليودوفكا في المقاطعة. وأظهر مقطعان آخران، وقوف مسلحين قرب علامة قريتي تشورفيتشي وليوبيموفا، الواقعتين في مقاطعة كورسك، المحاذية لبيلغورود وأوكرانيا.
ونفت السلطات الأوكرانية أي صلة لها بالهجوم، وقال المتحدث باسم الاستخبارات الأوكرانية أندريه يوسوف إن: "الفيلق الروسي الحر" و"فيلق المتطوعين الروسي" يجريان عمليات في أراضي مقاطعة بيلغورود، مشدّداً على أن الهجوم ينفذه مواطنون روس. مع العلم أن الفيلقين يحاربان إلى جانب القوات المسلحة الأوكرانية.
وأثار هجوم اليوم ضجة كبيرة، بعدما نشرت قنوات "تليغرام" أوكرانية مقاطع فيديو، زعمت فيها أنها لدبابة أوكرانية تتقدم في بيلغورود، ونقلت قنوات "تليغرام" روسية عن مصادر لم تكشفها، وجود اقتحام لقرية درونوفكا الحدودية من الدبابات والمدرعات الأوكرانية.
ومعلوم أن "فيلق المتطوعين الروسي"، أعلن للمرة الأولى عن اجتيازه الحدود من جهة أوكرانيا في 2 مارس/ آذار الماضي في مقاطعة بريانسك الحدودية مع كل من بيلاروسيا وأوكرانيا.
وأقرت السلطات الروسية حينها بوفاة مواطن روسي وجرح طفل، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما حدث بـ"الهجوم الإرهابي". ونشر المهاجمون مقطع فيديو دعوا فيه الروس إلى الثورة ضد بوتين.
نفت السلطات الأوكرانية ضلوعها في عمليات بيلغورود
ومنذ الهجوم الأول على مقاطعة بريانسك صرحت السلطات الأوكرانية بأنه لا علاقة لها بالحادث، وأنها لم ترسل أي "مجموعات تخريب واستطلاع" إلى روسيا، واصفة الحديث عن هذه المجموعات بأنه استفزاز متعمد.
وحينها وصف مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، التقارير حول "مجموعة التخريب الأوكرانية" التي اخترقت منطقة بريانسك بأنها "استفزاز كلاسيكي"، مشيراً إلى زيادة قوة عدوانية الحركات الروسية المناهضة لحكم بوتين.
فيلق المتطوعين الروسي
وحسب تحقيق سابق أعده موقع "ميديا زونا" الروسي المعارض، فإن دينيس نيكيتين (اسم مستعار) أسس في عام 2022 "فيلق المتطوعين الروسي" من أبناء القومية الروسية، وهي وحدة كان من المفترض أن تقاتل إلى جانب الجيش الأوكراني، كما هي الحال مع أبناء القوميات الأخرى الداعمين لأوكرانيا والذين أسسوا كتائب بيلاروسية وجورجية وشيشانية.
وقال نيكيتين في التحقيق إنه اتصل بالقوات المسلحة الأوكرانية في أغسطس/ آب الماضي، من أجل الانضمام إليها، ولكن طلبه قوبل بالرفض. وأوضح أنه اضطر إلى طرق باب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للسماح له بالانضمام إلى الجيش كوحدة مستقلة، وحصل على الموافقة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأصدر بياناً أكد فيه أنه بات جزءاً من القوات المسلحة الأوكرانية.
في المقابل، لم تؤكد السلطات الأوكرانية أو تنف ارتباط الفيلق بالقوات المسلحة، كما أن "فيلق المتطوعين الروسي" لم يتعامل سابقاً مع "الفيلق الروسي الحر" المرتبط بالجيش الأوكراني، نظراً لاختلاف الأسس الفكرية للفيلقين، بحسب نيكيتين.