ما المهمة الجديدة المرسومة للقوات الأجنبية الباقية في العراق؟

20 ديسمبر 2021
المهمة المعلنة لقوات التحالف الدولي استشارية (جون مور/Getty)
+ الخط -

 جدد متحدث عسكري عراقي في بغداد، اليوم الإثنين، تأكيده انسحاب القوات الأجنبية المقاتلة من البلاد قبيل الموعد المقرر، في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وفقا للاتفاق الموقع بين بغداد وواشنطن، موضحاً أن مهمة القوات المتبقية استشارية فقط.
يأتي ذلك مع استمرار قوى سياسية وجماعات مسلحة، تصنف عادة بأنها حليفة لطهران، التشكيك في ملف الانسحاب الأميركي من العراق وتراه مناورة، مؤكدة مطلبها بانسحاب كامل القوات الأجنبية من البلاد، سواء أكانت قتالية أم أجنبية.

مخرجات لحوار استراتيجي

ونشرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) اليوم الإثنين، تسجيلا مصورا للمتحدث العسكري باسم الحكومة، اللواء يحيى رسول، من داخل قاعدة "عين الأسد"، غربي البلاد، أوضح فيه آخر تطورات ملف الانسحاب الأميركي من البلاد.

وقال رسول، من مخرجات الحوار الاستراتيجي الذي جرى من قبل الحكومة العراقية مع الولايات المتحدة، انبثقت لجنة فنية بقيادة العمليات المشتركة، وبوجود ضباط اختصاص، وتم الاتفاق على انسحاب القوات ذات المهام القتالية والإبقاء على مستشارين.
وشدد على أن مهمتهم الجديدة هي "تقديم الاستشارة والدعم والتمكين في كل ما تحتاجه القوات العراقية خلال مهمتها في مقاتلة عصابات داعش الإرهابية"، وأشار إلى أن الجدول الزمني كان دقيقاً، وانسحبت القوات ذات المهام القتالية قبل انتهاء مدة الجدول الزمني، في 31 ديسمبر/ كانون الأول، الحالي متحدثاً عن منح التحالف الدولي للقوات العراقية معدات مختلفة قبل انسحاب قواته القتالية من البلاد.

مهام استشارية أم ذريعة؟

وأمس الأحد، قال المتحدث ذاته لمحطة تلفزيون "العراقية"، المملوكة للحكومة، إن العديد من القوات والمعدات التابعة للتحالف الدولي، سُحبت من قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار.  
 وأكد أن "المهام المقبلة للتحالف الدولي متفق عليها بين العراق وواشنطن، هي مهام الاستشارة، إذ لسنا بحاجة إلى أي جندي أجنبي للقتال إلى جانب القوات العراقية المشتركة، وما سيبقى من قوات هي قوات تدريبية واستشارية".
وأضاف المتحدث أن "ما سيبقى من مستشارين ليسوا أميركيين فحسب، بل من جنسيات مختلفة، وإذا كانت هناك حاجة مستقبلا إلى قوات لتنفيذ ضربات جوية فسيكون هناك تنسيق مع القيادة العسكرية العراقية وبطلب منها".
 في السياق ذاته، جدد القيادي في تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لفصائل "الحشد الشعبي"، كريم المحمداوي، تشكيكه بجدية القوات الأميركية الانسحاب من العراق.
وقال أيضا، في إيجاز قدمه للصحافيين، اليوم الاثنين في بغداد، إن "حكومة إقليم كردستان تتعامل مع الولايات المتحدة من دون الرجوع للحكومة الاتحادية والإقليم لديه مخاوف في حال انسحبت القوات الأميركية من العراق نهاية الشهر الحالي، لذلك فإنه من دون شك ستبقى قوات مسلحة أميركية في كردستان ومن دون موافقة الحكومة العراقية".
والأسبوع الماضي، أعلن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، عن نهاية المهام القتالية لقوات التحالف الدولي وانسحابها من العراق، مؤكدا انتهاء آخر اجتماعات العراق العسكرية الفنية مع ممثلي التحالف في هذا الإطار، كما أشار إلى أن العلاقة مع التحالف الدولي تستمر في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.
في وقت أكدت وزارة الدفاع العراقية ببيان منفصل "مغادرة معظم القوات القتالية العاملة ضمن التحالف الدولي"، وشدد بيان الوزارة على أنه "سيتم إخلاء الباقين خلال الأيام القادمة، قبل الحادي والثلاثين من الشهر الحالي، وستكون هناك مجموعة من المستشارين تحل محل القوات السابقة، بهدف دعم القوات الأمنية بالعراق"، منبها إلى أن "أفراد التحالف الدولي (الباقون في العراق) سيكونون معنيين بتقديم الدعم والمشورة والتمكين للقوات الأمنية العراقية".

تصريحات موجهة واعتراضات بغايات سياسية

الخبير في الشأن العراقي، أحمد النعيمي، يرى أن التصريحات الحكومية الجديدة حيال تأكيدها انسحاب القوات القتالية، موجهة إلى الفصائل والقوى المسلحة المشككة في الملف، وليس إلى الشارع العراقي.
وقال النعيمي لـ"العربي الجديد"، إن المعلومات المتوفرة تؤكد أن عمليات انسحاب فعلية حصلت في قاعدتي عين الأسد وحرير، غرب وشمال العراق، لقوات قتالية كانت تعمل منذ نهاية عام 2014 تحت مظلة التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، وأغلبها أميركية، لكن مسألة تشكيك المعسكر الحليف لطهران بالانسحاب تنطوي على جوانب سياسية أيضا غير خافية".
وبيّن النعيمي، أن تزامن عملية الانسحاب مع الذكرى الثانية لاغتيال زعيم فيلق القدس، قاسم سليماني، في بغداد مطلع يناير 2020، قد يكون سببا آخر لاستمرار تلك الفصائل في التصعيد، ومحاولة الحصول على ما يمكن تسميته بالضربة الأخيرة، كما شاهدنا في قصف المنطقة الخضراء فجر أمس الأحد بصاروخي كاتيوشا".
وتوقع النعيمي، أن تحافظ قاعدتا عين الأسد وحرير على هويتهما الحالية في كونهما معسكرات رئيسة للقوات الأجنبية غير القتالية، وكذلك من دون حصول تغيير في ما يتعلق بمنظومة الباتريوت الموجودة في قاعدة عين الأسد أيضا، كونها دفاعية ولا تدخل ضمن ملف الجهد القتالي الأجنبي في العراق.
 وأعلن التحالف الدولي في التاسع من الشهر الحالي، اكتمال الدور القتالي له في العراق، وأن المهام الجديدة هي تقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية.

التحالف: لا قوات بمهام قتالية 

وذكر التحالف الدولي في بيان، له أن "قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب (قوات التحالف)، المكلفة الحفاظ على الهزيمة الدائمة لداعش، قد أكملت انتقالها إلى الدور غير القتالي قبل نهاية العام، كما هو مخطط، وأن المهمة الجديدة هي تقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية".

ونقل البيان عن اللواء، جون دبليو برينن، قائد قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب، قوله: "نشارك شعب العراق في الاحتفال بالذكرى الرابعة للانتصار على داعش، حيث ضحى العديد من الرجال والنساء الشجعان بحياتهم لضمان عدم عودة داعش أبداً، وبينما نكمل دورنا القتالي، سنبقى هنا لتقديم المشورة والمساعدة وتمكين قوات الأمن العراقية، بدعوة من جمهورية العراق، ونحن على ثقة بأن ثمار شراكتنا القوية ستضمن عدم قيام تنظيم داعش بإعادة تشكيل نفسه وتهديد الشعب العراقي".
ومضى البيان في القول "وفقاً للاتفاق المشترك، لن تكون هناك قوات أميركية بدور قتالي في العراق بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2021، وستكون القوات العراقية العاملة في القواعد العراقية بحماية أفراد التحالف المدعوين كضيوف، بينما لن يكون لأفراد التحالف أي دور قتالي، فإنهم يحتفظون بالحق الطبيعي في الدفاع عن النفس".

المساهمون