ما بعد استهداف حزب الله تل أبيب بصاروخ باليستي للمرة الأولى منذ بداية الحرب

25 سبتمبر 2024
نظام القبة الحديدية يحاول اعتراض صواريخ أطلقت من جنوب لبنان، 16 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصعيد الصراع بين حزب الله وإسرائيل: أطلق حزب الله صاروخًا نحو تل أبيب، واعترضه جيش الاحتلال بمنظومة "مقلاع داود". التصعيد جاء بعد قصف منطقة حيفا.
- ردود الفعل الإسرائيلية والهجمات الجوية: رد جيش الاحتلال بمهاجمة المنصة الصاروخية وأهداف لحزب الله في لبنان، مع استعدادات لاجتياح بري محتمل.
- تحليلات وتوقعات مستقبلية: يرى المحللون أن التصعيد قد يؤدي إلى مواجهات أكبر، مع دعوات لدمج المسار السياسي بالعمليات العسكرية لتحقيق الأهداف.

تساؤلات إسرائيلية عما إذا كان قصف تل أبيب سيدفع نحو اجتياح بري

جاء استهداف تل أبيب بعد أيام من توسيع القصف نحو حيفا وجنوبها

كثف الاحتلال عدوانه على المدن اللبنانية منذ الاثنين

وسّع حزب الله اللبناني نطاق استهداف المناطق الإسرائيلية بإطلاق صاروخ أرض – أرض، صباح اليوم الأربعاء، نحو منطقة تل أبيب رداً على العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. ودوّت صفارات الإنذار لأول مرة في العديد من بلدات ومستوطنات المنطقة الوسطى منذ بداية الحرب، في مدينة تل أبيب ومحيطها وصولاً إلى نتانيا ومنطقتها، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض الصاروخ بمنظومة الدفاع الجوية "مقلاع داود".

وتشكّل منظومة "مقلاع داود" الطبقة الثالثة من منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية ضد الصواريخ والقذائف الصاروخية المتقدّمة من قبيل الصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة ومسيّرات معيّنة وغيرها. وجاء توسيع القصف نحو منطقة تل أبيب بعد توسيعه في الأيام الأخيرة نحو منطقة حيفا وجنوبها. من جهته، أعلن جيش الاحتلال أنه "في عملية رصد واستهداف سريعة، تمت مهاجمة المنصة الصاروخية التي استخدمت لعملية الإطلاق نحو منطقة تل أبيب الكبرى صباح اليوم".

وأضاف بيان لجيش الاحتلال: "استكملت طائرات سلاح الجو خلال الليلة الماضية وبتوجيه من هيئة الاستخبارات والقيادة الشمالية موجة غارات أخرى ضد حزب الله في لبنان، حيث تم استهداف أهداف لحزب الله في أنحاء لبنان"، وادعى أنه تم خلال الغارات استهداف مقاومين "تصرّفوا داخل مبانٍ عسكرية، وعشرات مستودعات الأسلحة، بما فيها تلك التي احتوت على صواريخ كروز ومنصات إطلاق صواريخ موجهة بدقة وأهداف إرهابية أخرى تابعة لحزب الله. بعد استهداف مستودعات الأسلحة، تم رصد انفجارات ثانوية تدل على وجود كميات كبيرة من الأسلحة داخل المستودعات المستهدفة"، وفق مزاعم الجيش.

وفي وقت لاحق، قال حزب الله في بيان، اليوم الأربعاء، إنه أطلق صاروخاً استهدف مقراً للموساد الإسرائيلي قرب تل أبيب. وأضاف الحزب في البيان "أطلقت المقاومة الإسلامية... صاروخاً ‏باليستياً من نوع قادر1 مستهدفة مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب، وهو المقر المسؤول عن اغتيال ‏القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي".

ولا يحتاج جيش الاحتلال "صاروخ تل أبيب" ليكثّف قصفه على لبنان، وهو الذي يتحدث في الأيام الأخيرة عن توجيه ضربات غير مسبوقة لحزب الله ومخزونه من الصواريخ، ويوسّع تدريجياً عدوانه على لبنان ومواطنيه أيضاً، كما يواصل استعداداته لاجتياح بري محتمل، تزامناً مع تهديدات المستوى السياسي والعسكري لتوجيه مزيد من الضربات تحت ذريعة "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان". مع هذا تُطرح تساؤلات إسرائيلية عما إذا كان توسيع القصف نحو تل أبيب سيدفع نحو اجتياح بري، أم أن إسرائيل قد تختار بالأساس تكثيف غاراتها الجوية أكثر، وقصف الضاحية الجنوبية لبيروت بما يتجاوز عمليات الاغتيال التي تمت هناك.

ويعتقد المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل أن إطلاق الصاروخ نحو تل أبيب هو "إشارة من حزب الله، وقد اختار حلاً وسطاً بإطلاق صاروخ واحد"، في ظل الضربات الصعبة التي يتعرض لها. وأشار هارئيل إلى وجود أشخاص في قيادة الجيش وكذلك سياسيين ينتظرون هذه اللحظة، التي سيعتبرونها تصعيداً، والسؤال هو عما إذا كان هذا سيؤدي إلى اجتياح بري؟ في المقابل، لفت إلى وجود من يعتقدون أن التجربة لم تنجح في عام 1982، ويجب التروي.

وقرأ مراسل الشؤون العسكرية في موقع والاه أمير بوحبوط إطلاق الصاروخ نحو تل ابيب بأن "حزب الله يحاول فرض معادلة جديدة باستهداف منطقة المركز، ما يفرض هجمات من نوع آخر على لبنان. وعلى الجيش التحرر من أي معادلة والقيام بمفاجآت". أما اللواء في الاحتياط غاي تسور، رئيس القوات البرية الأسبق، فاعتبر في حديث لهيئة البث الإسرائيلية أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يريد القول لإسرائيل إنه ما زالت لديه قدرات، وإن الضربات غير المسبوقة التي تعرض لها الحزب لم تكسره، وإنه قد يصعّد، لكن مع الحفاظ على معادلة عدم المس بالمدنيين. ويمكن لإسرائيل، برأي تسور، أن تستغل ذلك لتوجيه ضربات أخرى للحزب وترسانته وقيادته وربما استهداف نصر الله نفسه.

وينضم تسور إلى الرأي القائل إن العمليات العسكرية وحدها لن تحقق هدف إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، ويجب دمج مسار سياسي معها، "وحتى الوصول إلى هذه المرحلة يجب مواصلة ضرب حزب الله بشدة"، على أن تستغل الحكومة العمليات العسكرية من أجل التوصل الى تسوية، تعيد أيضاً المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

أما اللواء في الاحتياط عاموس يدلين، فاعتبر، في حديث لإذاعة ريشت بيت، أن سكان تل أبيب سبق أن عاشوا إطلاق صواريخ من قطاع غزة، وفي 25 أغسطس/آب الماضي أطلق حزب الله مسيّرات نحو المنطقة، ولذلك يمكن النظر إلى إطلاق الصاروخ بأنه تصعيد آخر، ويمكن اعتباره أيضاً بقاء داخل المعادلة. وأضاف "لسنا في حرب شاملة، ولذلك ليس هذا الوقت وقت حرب برية.. نحن لم ندمّر جميع صواريخ حزب الله ولم نضرب الضاحية الجنوبية ولا البنى التحتية اللبنانية، كما أن الأميركيين طلبوا منا عدم المساس بالدولة اللبنانية".

واعتبر أن سلاح الجو الذي يوجّه ضربات كبيرة وصعبة لحزب الله "ويهدم ما بناه على مدار 15 عاماً"، من صواريخ ومخازن أسلحة "يمكنه التصعيد قليلاً أيضاً"، بسبب الصاروخ نحو تل أبيب، "وتجديد الردع بعد الثمن الذي سيدفعه نصر الله من خلال مواصلة استهداف قدراته العسكرية في الأيام المقبلة".

جاء استهداف تل أبيب بعد أيام من توسيع القصف نحو حيفا وجنوبها