أجرى مسؤولان أمنيان عراقيان، اليوم الأربعاء، مباحثات لتوسيع التعاون العسكري مع بريطانيا وإيطاليا، في ظل اتساع التوتر الأمني في البلاد، الذي تزامن مع انتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي، ودخول العراق أزمة سياسية، في ظل تجاذبات تشكيل حكومة جديدة.
وتبذل وزارة الدفاع العراقية جهوداً لتطوير قدرات القوات العراقية، لبسط الأمن في المحافظات المحررة من تنظيم "داعش"، وفي العاصمة بغداد، التي تسجل تراجعاً أمنياً ملحوظاً.
ووفقاً لبيان لوزارة الدفاع العراقية، فإن "الوزير جمعة عناد، التقى في مكتبه ببغداد، اليوم الأربعاء، الملحق العسكري البريطاني في العراق، العميد إد ساندري والوفد المرافق له"، مبيناً أنه "جرى خلال اللقاء البحث في العلاقات الثنائية وفي سبل تعزيز التعاون المشترك بين العراق والمملكة المتحدة، خاصة في المجال العسكري"، من دون ذكر تفاصيل أخرى.
من جهته، بحث مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، ملف التعاون العسكري والأمني مع إيطاليا. وذكر المكتب الإعلامي للأعرجي، في بيان، أنه "التقى في مكتبه السفير الإيطالي الجديد في بغداد، ماوريتسو كريكانتي"، مبيناً أن "الأعرجي أشاد بمواقف إيطاليا تجاه العراق ودعمها المتواصل في مجال مكافحة الإرهاب والملف الإنساني".
وأعرب عن "تطلع الحكومة العراقية إلى أن يكون هناك تعاون ثنائي في المجالات العسكرية والأمنية، وغيرها".
من جهته، وعد السفير الإيطالي بأن بلاده "ستقدم المساعدة العسكري للعراق من طريق حلف الناتو، لكونها ستترأس الحلف في الشهر الخامس من العام الحالي"، مؤكداً "اهتمام بلاده بهذا التعاون من طريق المستشارين وتدريب القوات الأمنية، ولا سيما قطعات الشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية".
وخلال الفترة الأخيرة، بحث مسؤولون عسكريون عراقيون مع الجانب الفرنسي، ومع حلف الناتو، ملفي تسليح وتدريب القوات العراقية للمرحلة المقبلة، ضمن جهود الحكومة العراقية لتطوير القدرات القتالية للجيش مع انتهاء مهام التحالف الدولي في البلاد.
أمنياً في العراق، تواصل قوات الجيش عملياتها العسكرية وتنسيقها مع قوات "البيشمركة" لسد الفراغات الأمنية. وأعلن قائد عسكري في "البيشمركة" تنفيذ عمليات تمشيط واسعة بين حدود إقليم كردستان ومحافظتي ديالى وصلاح الدين.
وقال معاون قائد المحور الثاني لـ"البيشمركة"، اللواء محمد رستم، إن "اللواء التاسع من البيشمركة نفذ حملة تمشيط واسعة شملت المناطق الواقعة بين قضاء كفري وصلاح الدين وأطراف محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) في مناطق قوره شاي وبلكانه العليا والسفلى وأطراف جبل غره"، مبيناً أن "الهدف من العمليات تقييد حركة بقايا فلول ومفارز داعش، ومنعها من العودة إلى معاقلها وتأمين محيط القواعد الأمنية والطرق المفتوحة".
وأشار إلى أنه "تم إكمال التحضيرات الأمنية والفنية لنشر لواءي التنسيق المشترك من البيشمركة والجيش العراقي، في المناطق والفراغات الشاغرة، وعلى شكل أفواج وربايا تقسم مسؤولياتها الأمنية بإدارة غرف التنسيق المشترك".
وأكد "وجود منطقتين تعدان الأخطر والأسخن أمنياً، وتحويان فراغات وملاذات لداعش، تقع الأولى شمال شرق قره تبه، وصولاً إلى جنوب ناحية كوله جو، قريبة من المحور الأول للبيشمركة، والثانية تقع شمال ناحية جبارة بـ(محافظة ديالى)، وتمتد إلى أطراف طوزخرماتو (شرقي محافظة صلاح الدين)".
يجري ذلك في وقت تشهد فيه العاصمة العراقية بغداد، وعدد من المحافظات، تصعيداً بأعمال العنف، من قصف صاروخي طاول أهدافاً منتخبة لمقار عسكرية تضم مدربين أميركيين، وأخرى تضم جنوداً أتراك، والقصف الذي يطاول المنطقة الخضراء ببغداد، التي تضم مبنى السفارة الأميركية والبعثات الدبلوماسية والمقار الحكومية، فضلاً عن هجمات تطاول أرتال الدعم اللوجستي للتحالف الدولي، وتطاول أيضاً أهدافاً مدنية أخرى ومقار حزبية.