كان البيلاروس من بين أولئك الذين لبوا دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمقاتلين الأجانب للذهاب إلى أوكرانيا، والانضمام إلى الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي عن أوكرانيا من الغزو الروسي.
بالنسبة للبيلاروس، الذين يعتبرون الأوكرانيين أمة شقيقة، فإن المخاطر كبيرة بشكل خاص.
استخدمت القوات الروسية الأراضي البيلاروسية لغزو أوكرانيا في أوائل الحرب، ووقف رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو علناً إلى جانب حليفه القديم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفاً إياه بـ"الأخ الأكبر".
من جانبها، ضخت روسيا مليارات الدولارات لدعم اقتصاد لوكاشينكو على النمط السوفييتي، الذي تسيطر عليه الدولة بالطاقة والقروض الرخيصة.
يعتقد المتطوعون البيلاروس أن إضعاف بوتين سيؤدي أيضاً إلى إضعاف لوكاشينكو، الذي يحكم قبضته على السلطة منذ عام 1994، وخلق فرصة لإسقاط حكومته القمعية، وإحداث تغيير ديمقراطي في البلاد التي يبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة.
بالنسبة للعديد من البيلاروس، فإن قاعدتهم هي بولندا، وهي دولة تقع على طول الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) على الحدود مع بيلاروسيا وأوكرانيا والتي أصبحت ملاذا للمنشقين البيلاروس المؤيدين للديمقراطية، قبل أن تصبح ملاذاً للاجئين من أوكرانيا.
بعض المقاتلين موجود بالفعل في بولندا، وبعضهم يمر لفترة وجيزة فقط في الطريق إلى أوكرانيا.
وفي السياق، قال فاديم بروكوبييف، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 50 عاماً وكان يدير مطاعم في مينسك: "نتفهم أنها رحلة طويلة لتحرير بيلاروسيا وأن الرحلة تبدأ في أوكرانيا".
لقد فر من البلاد بعد انتشار شائعة مفادها أنه سيجرى اعتقاله لقوله علناً إن الحكومة لا تفعل ما يكفي للأعمال التجارية الصغيرة.
ويرأس بروكوبييف وحدة تسمى "باهونيا" كانت تدرب المجندين في الأيام الأخيرة.
أجرت وكالة أسوشييتد برس مقابلة معه أثناء إشرافه على تدريب تضمن إطلاق نيران مسدسات وأسلحة أخرى على سيارات قديمة، في محاكاة لسيناريوهات الحرب.
جرى تدريبهم من قبل شرطي بولندي سابق أصبح الآن مدرباً خاصاً للرماية.
يريد بروكوبييف أن يكتسب رجاله خبرة قتالية حاسمة، ويأمل أن تفتح في يوم من الأيام فرصة سانحة للتغيير الديمقراطي في بيلاروسيا. لكنه يقول إن الأمر سيتطلب من مقاتلين مثله أن يكونوا مستعدين، وأن ينقلب أفراد قوات الأمن في بيلاروسيا على لوكاشينكو.
وقوبلت الاحتجاجات الضخمة في الشوارع ضد انتخابات 2020 - التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها مزورة - بقمع وحشي، ما أدى إلى اعتقاد بروكوبييف بأنه لا يمكن توقع "ثورة مخملية" هناك.
(أسوشييتد برس)