توافد المئات من المتظاهرين العراقيين إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، لإحياء ذكرى السنة الرابعة لاندلاع الاحتجاجات الشعبية المعروفة باسم "انتفاضة تشرين"، فيما رفعوا شعارات تطالب بمحاسبة قتلة المتظاهرين والسياسيين المتهمين بالفساد المالي والانتهاكات ضد الشعب.
وهتف بعض المتظاهرين بطريقة مباشرة ضد حكومة محمد شياع السوداني، معلنين رفضهم لها.
وقال مراسل "العربي الجديد" إن "مئات المدنيين توجهوا إلى ساحة التحرير، حاملين معهم رايات طُبعت عليها صور قتلى الاحتجاجات العراقية، وأبرزهم صفاء السراي وفاهم الطائي وأمجد الدهامات وغيرهم"، مبيناً أن "القوات الأمنية أبعدت المتظاهرين عن جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء (المنطقة الحكومية)".
وأضاف أن "المتظاهرين هتفوا بشعارات قديمة، كانوا قد استخدموها في الأعوام السابقة، أبرزها "باسم الدين باكونا (سرقونا) الحرامية"، في إشارة إلى الأحزاب الدينية النافذة والمسيطرة على الحكم في البلاد، مشيراً إلى أن "المحتجين لم يتحدثوا عن خطوات تصعيدية كأن تتحول احتجاجاتهم إلى اعتصام سلمي أو البقاء في الساحة لأيام".
وحمل المتظاهرون مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية تتعلق بالواقع المعيشي للمواطنين في البلاد، فيما دعوا إلى رفض قانون انتخابات مجالس المحافظات وعدم المشاركة فيها، إضافة إلى الكشف عن مصير المغيبين العراقيين منذ عام 2003.
كما ركّز المحتجون على رفض الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، وهتفوا ضد تحالف "قوى الإطار التنسيقي"، وهو تجمع الأحزاب السياسية والكيانات والفصائل المسلحة التي تدير الحكومة، معبرين عن غضبهم بوضع علامة "أكس" على صور بعض السياسيين، من بينهم السوداني.
وكتب علي التميمي، وهو ناشط ومحتج عراقي: "عاشت هذه الأصوات يا شباب، هذا عهدكم ووعدكم وأنتم أهل لها، ولا عزاء لكل من ينتقص منكم ويحرض عليكم".
من جهته، كتب السياسي العراقي ثائر البياتي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "تعتيم إعلامي لأكثر من 50 قناة فضائية عراقية، كأنما المظاهرات في جزر الواق واق ولا تعني العراق وشعبه ومصير بلد".
تعتيم اعلامي لأكثر من 50 قناة فضائية عراقية
— الشيخ ثائر البياتي (@thaer350) October 1, 2023
كأنما المظاهرات في جزر الواق واق ولا تعني العراق وشعبه ومصير بلد pic.twitter.com/yp8dsHExc0
وبدأت التظاهرات العراقية في 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، عقب دعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تردي الخدمات وتفاقم نسبة البطالة، قبل أن تنفجر بشكل واسع في بغداد ومدن جنوبي العراق ووسطه.
وشهدت التظاهرات عمليات عنف غير مسبوقة، لا سيما بعد دخول جماعات مسلحة، وُصفت بـ"الطرف الثالث"، على خط قتل وقمع واختطاف المحتجين والناشطين. وأدّت أعمال العنف إلى مقتل نحو 800 متظاهر، وإصابة أكثر من 27 ألفاً، في وقت لم تُحاسَب فيه أي جهة متورطة في هذه الأعمال.