ردّ الناطق باسم حكومة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، اليوم الأربعاء، على اتهامات صدرت عن إسلام أباد بأنّ "طالبان الباكستانية" تنشط على الأراضي الأفغانية، واصفاً تلك الاتهامات بأنها "لا أساس لها من الصحة".
وقال مجاهد، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ ""طالبان الباكستانية" شأن داخلي لباكستان ولا دخل لنا فيه. إننا لن نتدخل في شأن أي دولة، ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤون بلادنا".
وأكد الناطق باسم حكومة "طالبان" أنّ "اتهامات باكستان بأنّ ""طالبان الباكستانية" توجد على أرض أفغانستان لا أساس لها من الصحة، وهي محاولة لإخفاء فشل الجيش والاستخبارات الباكستانية في التصدي للمسلحين".
وأوضح أنّ "الجيش الباكستاني وأجهزة أمن باكستان فشلت في التصدي للجماعات المسلحة، لذا تلقي اللوم على أفغانستان، وتصريحات المسؤولين الباكستانيين الأخيرة تلقي بظلالها على العلاقات بين الدولتين"، متابعا: "سنرد إذا ما اعتدت القوات الباكستانية على أرضنا، تحت أي ذريعة كانت".
وحول ما صدر عن وزير الدفاع الباكستاني خواجه أصف من اتهامات بأن ""طالبان أفغانستان" تؤوي الجماعات المسلحة في انتهاك لتوافق الدوحة"، علّق مجاهد بالقول: "اتفاق الدوحة كان مع الولايات المتحدة الأميركية، ولم يكن مع باكستان".
غير أنه جدّد طمأنته لباكستان بقوله إن "بلادنا لن تتدخل في شأنكم، وإننا نحبّ الاستقرار والأمن والسلام في باكستان كما نحبه في بلادنا".
كذلك، رد مجاهد على قول وزير الدفاع الباكستاني، أمس، إن الأفغان "لا يوجد عندهم جواز سفر"، بالقول: "إننا نملك كل شيء، وما لا نملكه سنملكه قريباً، عليكم أن تهتموا بشأنكم الداخلي، ودعوا الأفغان لتقرير مصيرهم بأنفسهم".
وتأتي تصريحات الناطق باسم حكومة "طالبان" بعد اجتماع لقادة الجيش الباكستاني، أول أمس الاثنين، قالوا فيه إنّ إيواء أفغانستان لتنظيمات مسلحة مناهضة لأمن باكستان واستقرارها، وحصولها على أسلحة متطورة، سبّب ارتفاع وتيرة الهجمات المسلحة، وتفاقم الخطر على أمن باكستان.
وأشار قادة الجيش الباكستاني إلى أن وجود معاقل آمنة لحركة "طالبان" الباكستانية والتنظيمات المسلحة الأخرى، في البلد المجاور (في إشارة إلى أفغانستان)، وحصول تلك الجماعات على الأسلحة المتطورة والخطرة، أبرز أسباب الأزمة الأمنية الحالية في البلاد، وأن القوات المسلحة الباكستانية "على أهبة كاملة واستعداد تام، من أجل الدفاع عن أرض الوطن وسيادته".
وكانت "حركة الجهاد" في باكستان قد تبنت، أمس الثلاثاء، الهجوم الانتحاري الذي استهدف دورية للقوات الخاصة في مدينة بشاور، وأدى إلى مقتل اثنين وإصابة سبعة آخرين.