الحصيلة المؤقتة لمجزرة الرشيد: 112 شهداء و760 مصاباً
مارتن غريفيث: الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسرعة مرعبة
مصر تطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية
الأردن يدين الاستهداف الوحشي للجوعى
بايدن: ما حصل يعقد مفاوضات وقف إطلاق النار
تتوالى الإدانات بعد قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، حشداً من الجوعى الفلسطينيين كانوا ينتظرون تسلّم مساعدات إنسانية في شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 112 فلسطينياً وإصابة 760 آخرين، وفق حصيلة أولية مرشحة للارتفاع بالنظر لعدد الإصابات الكبير.
وسارع الاحتلال الإسرائيلي إلى التملص من مجزرة شارع الرشيد، تارةً عبر الزعم أن الشهداء والمصابين في شارع الرشيد سقطوا نتيجة التدافع، وتارةً بالزعم أنهم تعرضوا للدهس من قبل سائقي شاحنات المساعدات. وتتزامن المجزرة مع تجاوز عدد الشهداء الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 30 ألفاً.
إدانة عربية وإسلامية للمجزرة
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان نقلته "الأناضول"، ذلك الاستهداف "مجزرة بشعة، وجزءاً لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا لإخلاء كامل منطقة شمال قطاع غزة من المواطنين".
بدورها، قالت حركة حماس إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول للتنصل من مسؤوليته على ما اقترفه في شارع الرشيد، ويمارس التضليل والكذب عبر تمرير رواية تافهة ليبرر هذا القتل الممنهج لأبناء شعبنا"، مؤكدة أن "ما قدمته وزارة الصحة من دلائل وقرائن حول هول المجزرة تؤكد حقيقة تعطش الجنود الإرهابيين للقتل وارتكاب أبشع الانتهاكات بسبب الحماية المقدمة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن".
ودعت الحركة محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وكافة المؤسسات الحقوقية إلى "توثيق هذه الجريمة البشعة واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمحاسبة هذا الكيان الاحتلالي المارق".
ودانت دولة قطر بأشد العبارات "المجزرة الشنيعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين عزل"، مؤكدة في بيان لوزارة خارجيتها أن "استمرار جرائم الاحتلال الوحشية، في إطار حربه الغاشمة على قطاع غزة، تثبت يوماً بعد يوم الحاجة الملحة إلى تحرك دولي عاجل لإنهاء هذا العدوان غير المسبوق في التاريخ القريب فوراً".
ودانت مصر بأشد العبارات الاستهداف الإسرائيلي اللاإنساني لتجمّع من المدنيين الفلسطينيين العزل، الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية في دوار النابلسي قرب شارع الرشيد شمالي قطاع غزة.
واعتبرت مصر أن استهداف مواطنين مسالمين يهرولون لالتقاط نصيبهم من المساعدات الإنسانية جريمة مشينة، وانتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتار بقيمة الإنسان وقدسية روحه.
وطالبت مصر الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن، والدول التي تعوق قدرة المجلس على المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، بتحمّل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية عن وقف الحرب الإسرائيلية ضد القطاع، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل للامتثال لأحكام القانون الدولي، وتحمّل مسؤولياتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات.
إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار شديدين للاستهداف الإسرائيلي لتجمع المساعدات، مؤكدة "رفض المملكة القاطع انتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة".
وجددت السعودية "مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقفٍ حازم بإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني، والفتح الفوري للممرات الإنسانية الآمنة، والسماح بإجلاء المصابين"، بحسب "الأناضول".
في السياق، دانت وزارة الخارجية الإماراتية الاستهداف الإسرائيلي، مطالبة في بيان بـ"تحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين"، محذرة من "الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة" في غزة. واعتبرت أن "الأولوية العاجلة إنهاء عمليات التصعيد العسكري والوقف الفوري لإطلاق النار" على القطاع.
ووصفت وزارة الخارجية الكويتية الاستهداف الإسرائيلي بأنه "جريمة جديدة اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عدد من المدنيين الفلسطينيين العُزل"، مؤكدة في بيان "ضرورة وقف إطلاق النار بشكلٍ فوري وعاجل، وضمان دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية، للفلسطينيين المدنيين العُزل في القطاع المُحاصر".
كذلك، أعربت وزارة الخارجية العُمانية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين للاستهداف"، واعتبرته "هجوماً وحشياً"، مؤكدة أن "هذه الأفعال الإجرامية الممنهجة من قبل قوات الاحتلال تُعدّ انتهاكاً صريحاً للأعراف والقوانين الدولية والإنسانية كافة".
بدورها، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين الاستهداف الوحشي لقوات الاحتلال الإسرائيلي لتجمع الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية على دوار النابلسي قرب شارع الرشيد في قطاع غزة.
وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، في بيان اليوم، على إدانة الأردن ورفضه المطلق استمرار الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المدنيين في قطاع غزة، في انتهاك صارخ وفاضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، في ظل غياب موقف دولي يوقف الحرب والمجزرة الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
ودانت وزارة الخارجية العراقية الاستهداف الإسرائيلي، واصفة إياه بـ"المجزرة"، مجددة مطالبتها "المجتمع الدولي باستخدام الوسائل الممكنة كافة لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أزمة إنسانية خطرة".
وأعرب مجلس التعاون الخليجي عن إدانته للاستهداف، معتبرا إياه "عملا وحشيا استهدف أرواح المدنيين الفلسطينيين الأبرياء أثناء تواجدهم في شمال قطاع غزة، لاستلام المساعدات الإنسانية والإغاثية"، بحسب "الأناضول".
وأكد المجلس أن "هذا العمل يعتبر جريمة من سلسلة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
كما دانت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، الاستهداف، واعتبرته "مجزرة بشعة". وجددت دعوتها الملحة للمجتمع الدولي لـ"التدخل العاجل من أجل وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، وضمان وصول الإمدادات الأساسية والاغاثة الإنسانية العاجلة الدائمة لهم.
كما دانت "رابطة العالم الإسلامي"، التي تضم دولا عربية وإسلامية، الاستهداف الإسرائيلي لتجمع المساعدات بـ"أشد العبارات"، ووصفته، في بيان، بأنه "استهداف وحشي لمدنيين عزل وانتهاك همجي متواصل لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية".
البيت الأبيض عن مجزرة شارع الرشيد: حادث خطير
من جانبه، قال البيت الأبيض إنه يبحث في تقارير عن إطلاق إسرائيل النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات بالقرب من مدينة غزة، واصفا ذلك بأنه "حادث خطير".
وذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان أوردته وكالة "رويترز": "نبلغ تعازينا لفقدان أرواح الأبرياء ونقر بالوضع الإنساني السيئ في غزة، حيث يحاول الفلسطينيون الأبرياء إطعام أسرهم".
وأضاف أن "هذا يسلط الضوء على أهمية توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وتواصلها، بما في ذلك من خلال وقف مؤقت محتمل لإطلاق النار".
مارتن غريفيث: الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسرعة مرعبة
حذّر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، من أنّ "الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسرعة تبعث على الرعب".
وكتب غريفيث على منصة "إكس" تعليقاً على مجزرة الرشيد: "أنا غاضب من التقارير التي تفيد بمقتل وإصابة مئات الأشخاص خلال عملية تسليم مساعدات إنسانية في غرب مدينة غزة اليوم".
بايدن: ما حصل يعقّد مفاوضات وقف إطلاق النار
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة تتحقق من "الروايتين المتضاربتين" عن إطلاق نار وقع عند نقطة توزيع المساعدات في شارع الرشيد بمدينة غزة، مضيفاً أن من شأن ما حصل أن يعقّد مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال بايدن للصحافيين لدى سؤاله عن الحادثة، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس": "نتحقق من الأمر حالياً. هناك روايتان متضاربتان عمّا حدث ولا جواب لدي حتى اللحظة". ولدى سؤاله عمّا إن كان يعتقد بأنها ستعقّد المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، رد بايدن بالقول: "أعرف أنها ستتسبب بذلك".
في السياق، قال البيت الأبيض إنه "يجب التحقيق في الأحداث الأخيرة في شمال غزة"، مضيفاً أن الأحداث في قطاع غزة تسلط الضوء على الاحتياجات الإنسانية الملحة لسكان القطاع. وأكد أن الرئيس بايدن يواصل العمل للتوصل لاتفاق بشأن الرهائن.
الخارجية الأميركية: نسعى للحصول على معلومات عاجلة
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها "تسعى بشكل عاجل للحصول على معلومات حول الحادث الذي قُتل فيه العشرات خلال انتظار المساعدات في غزة".
وأضافت الخارجية الأميركية، بحسب "رويترز"، أن القافلة التجارية كانت تقدم المساعدة إلى غزة ولم تشارك فيها أي وكالات تابعة للأمم المتحدة، مضيفة أن "عدداً كبيراً جداً من الفلسطينيين لقوا حتفهم اليوم في الحادث المتعلق بالمساعدات في غزة". وأكدت أن الولايات المتحدة تضغط من أجل فتح المعبر الحدودي إلى شمال غزة.
تنديد إسباني وفرنسي
ندد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بما جرى في شارع الرشيد.
وقال ألباريس، في منشور عبر منصة "إكس"، إن "الطبيعة غير المقبولة لما حدث في غزة، حيث يموت العشرات من المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، تؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار".
كما نددت وزارة الخارجية الفرنسية بـ"إطلاق النار الإسرائيلي غير المبرر" أثناء توزيع المساعدات في شمال غزة، قائلة في بيان إن "إطلاق عسكريين إسرائيليين النار على مدنيين يحاولون الوصول إلى الغذاء أمر غير مبرر".
وإشارت إلى أن "هذا الحدث المأساوي يأتي في وقت يشكل فيه الوضع الإنساني في غزة حالة طوارئ مطلقة، مع أعداد متزايدة لا تحتمل من المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع والمرض"، مضيفة أن "المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل دون عوائق"، ومشددة في الوقت نفسه على "ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي".
واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الأحداث التي قادت إلى استشهاد 122 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية تسلّم مساعدات في شمال غزة.
وقال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك: "لا نعرف تحديداً ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية، أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات، فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع"، مضيفاً أن الواقعة جرت في "ظروف مروعة". وأوضح أن طواقم الأمم المتحدة لم تكن حاضرة خلال توزيع هذه المساعدات.
وأشار دوجاريك إلى أن "المدنيين اليائسين في غزة بحاجة إلى مساعدة عاجلة، بما في ذلك المحاصرون في الشمال، حيث لم تتمكن الأمم المتحدة من تقديم المساعدات لأكثر من أسبوع"، مكرراً دعوة أنطونيو غوتيريس لوقف فوري لإطلاق النار.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن "فزعه إزاء الخسائر البشرية المأساوية الناجمة عن النزاع في غزة"، مضيفاً: "من المؤسف أن عدداً غير معروف من الأشخاص ما زالوا تحت الأنقاض".
من جهتها، وصفت تركيا الخميس مجزرة شارع الرشيد بأنها "جريمة جديدة ضد الإنسانية".
وقالت الخارجية التركية، في بيان: "إسرائيل أضافت جريمة جديدة إلى جرائمها ضد الإنسانية"، معتبرة أن ما حدث "دليل على أن (إسرائيل) تتعمد تدمير الشعب الفلسطيني بمجمله".
وأعرب الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، عن أسفه حيال ما جرى للفلسطينيين في شارع الرشيد في غزة، أثناء انتظارهم وصول مساعدات إنسانية، وفقا لـ"الأناضول".
وقال تشاباغين عبر منصة "إكس": "كان هذا بمثابة تذكير صارخ بالمحنة اليائسة التي يعيشها المدنيون. لا مكان آمنا في غزة، ولم يعد هناك مكان يُذهب إليه"، داعيا جميع الأطراف إلى "الامتثال بشكل عاجل لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين"، وقال إن "الحاجة إلى السلام والاستقرار الدائمين أصبحت أكبر من أي وقت مضى".
ومنذ بدء حربها المدمرة على القطاع، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وتركت نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعاً إنسانية كارثية.
وبسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اضطر سكان محافظتي غزة وشمال القطاع إلى اللجوء إلى تناول أعلاف الحيوانات بعد نفاد مخزون القمح والدقيق.