قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، السبت، في لقاء مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن بلاده ستواصل إجراءاتها النووية "طالما أن الغرب لا يغير هذا المسار غير القانوني".
وأكد شمخاني أن تطوير إيران برنامجها النووي "رد قانوني وعقلاني على الأحادية الأميركية والتقاعس الأوروبي"، قائلاً إن طهران نفذت جميع التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي ولم تترك طاولة التفاوض، وتسعى حالياً إلى إبرام اتفاق قوي ومستدام وجدير بالثقة، وفقاً لوكالة "نور نيوز" المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني.
واتهم أمين مجلس الأمن القومي الإيراني أميركا "بنكث العهود" وأوروبا "بالتقاعس" فيما يتعلق بالاتفاق النووي، وقال إن ذلك يشكل "تجربة مريرة"، وعزا هدف إيران من خوض مفاوضات فيينا المتوقفة، التي من المقرر استئنافها خلال الأيام المقبلة، إلى "رفع العقوبات غير القانونية والانتفاع الاقتصادي الشامل المستدام" من الاتفاق النووي.
وشدد المسؤول الإيراني على أن بلاده لن تبرم اتفاقاً ما لم يحقق لها رفع العقوبات والانتفاع الاقتصادي الكامل والمستدام مع تقديم أميركا وأوروبا "ضمانات جديرة بالثقة".
وأرجع شمخاني إطالة أمد المفاوضات النووية وعدم إفضائها إلى نتيجة إلى "السلوك الأميركي المتناقض أثناء المفاوضات، وتمسك أميركا بأدوات التهديد والعقوبات استمراراً لسياسات الضغوط القصوى لترامب".
من جهته، أشار جوزيب بوريل إلى الحرب الأوكرانية، وقال إن "إحياء الاتفاق النووي في الظروف الراهنة يمكن أن يمثل مكسباً أمنياً مهماً للغاية في النظام الدولي"، وانتقد بوريل سياسات الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، تجاه الاتفاق النووي و"خروجه الأحادي" من الاتفاق.
ودعا بوريل جميع الأطراف إلى "أن يكون لها نظرة مستقبلية للتوصل إلى اتفاق جيد"، مؤكداً أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "لأسباب عدة بصدد التوصل لاتفاق لإحياء الاتفاق النووي"، وأضاف "إنني كمنسق للمفاوضات أسعى إلى تقريب وجهات نظر الطرفين متناسبا مع الإمكانيات السياسية والفنية".
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، السبت، في تغريدة بعد لقائه بوريل، إنه أجرى "مباحثات مثمرة حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية منها آخر أوضاع المفاوضات"، وأوضح أنه "اذا ما توفرت الإرادة اللازمة لدى بقية الأطراف فإن إيران عازمة على إبرام اتفاق جيد وقوي ومستدام".
وكان بوريل قد وصل إلى طهران الجمعة، لبحث الاتفاق النووي والمفاوضات المتوقفة الرامية إلى إحياء هذا الاتفاق والتقى مع وزير الخارجية الإيراني وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني، وأعلن أمير عبداللهيان وبوريل بعد لقائهما في مؤتمر صحافي استئناف المفاوضات النووية المتوقفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر خلال الأيام المقبلة.
وفي ختام زيارته لطهران غرد بوريل قائلاً إن النتيجة المهمة لزيارته إلى طهران هي "رفع الجمود الأخير" واستئناف المفاوضات المتوقفة.