أكدت السفيرة الأيرلندية للأمم المتحدة، رئيسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، جيرالدين بيرن ناسون، أنّ مجلس الأمن الدولي سيبحث الأسبوع المقبل التجديد لبعثة الأمم المتحدة لأفغانستان، التي تنتهي رسمياً في الـ 17 من الشهر الجاري.
وجاءت تصريحات السفيرة الأيرلندية، خلال مؤتمر صحافي عقدته، الأربعاء، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بمناسبة تولّي بلادها لرئاسة المجلس لهذا الشهر.
وحول تفاصيل التجديد للبعثة، قالت: "ما زلنا نناقش التفاصيل، وهناك الكثير من الأمور غير الواضحة، ولكن ما يمكنني قوله بوضوح، أنّ الاختبار الحقيقي يتعلق بكيفية تعامل طالبان مع النساء والفتيات. لقد واجهت نساء أفغانستان الشجاعات الكثير، ونؤمن بأنّ حماية حقوق الإنسان يجب أن تكون في صلب ردّنا وتعاملنا كمجتمع دولي مع الأزمة في أفغانستان، وهذا يشمل النظر في مهام بعثة الأمم المتحدة لأفغانستان".
ورداً على سؤال "العربي الجديد" عما إذا كانت تتوقع أن تطرأ أي تغييرات على مهام البعثة في أفغانستان، أم أنّ التجديد سيكون تقنياً ومشابهاً للسنوات السابقة، أوضحت أنّ "الوضع على الأرض في أفغانستان يتغيّر من ساعة إلى أخرى، وما زال أمامنا بعض الوقت قبل عقد الجلسة في التاسع من الشهر الجاري".
وأضافت: "ما هو مؤكد، أنّ العمل (مهام بعثة الأمم المتحدة) يجب أن يستمر، بما في ذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية، كذلك علينا ضمان استمرار عمل الأمم المتحدة على الأرض، وخاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان وحماية النساء والفتيات".
وتابعت: "بالنسبة إلى أيرلندا، فإننا سندقق في هذه الأمور، ونريد أن نسمع من الأمين العام للأمم المتحدة وتقارير فريقه على الأرض ومستوى الحاجة، ونأمل أن يكون هناك نظام ما يمكن التعامل معه، وحتى اللحظة لم تشكل حكومة في أفغانستان، ولذلك سنرى كيف علينا إدارة هذا النقاش"، مشددة على ضرورة التشاور مع دول الجوار وسماع وجهة نظرها.
وأعربت بيرن ناسون عن قلقها إزاء الوضع الإنساني والتحديات البالغة التي تواجهها الأمم المتحدة، حيث يحتاج قرابة 18 مليون أفغاني لنوع من أنواع المساعدات الإنسانية، مشددة على ضرورة الاستمرار بالمتابعة ومراقبة ما يحدث و"ألا يُغَضّ النظر عن تطورات على الأرض عندما تغيب أفغانستان عن عناوين الصحف".
ومضت السفيرة الأيرلندية، قائلة: "لقد قال متحدث باسم طالبان يوم أمس خلال مؤتمر صحافي في قطر إنه قد لا يُسمَح للنساء بالمشاركة في الحكومة، هذا غير مقبول بالنسبة إلى أيرلندا، سننظر إلى الأمور بعينها، ويشمل ذلك كيف يمكن الأمم المتحدة تقديم المساعدات في البلاد وتوزيعها وممارسة عملها".
وحول قرار مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع، قالت: "علينا أن نرى الخطوات القادمة للأمم المتحدة. إن القرار الذي تبنّاه مجلس الأمن هذا الأسبوع حول أفغانستان كان مهماً للغاية حيث تطرق إلى قضايا حقوق الإنسان، بما فيها حقوق المرأة وقضايا إيصال المساعدات الإنسانية وغيرها".
هذا وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى، الاثنين، القرار 2593 (2021) حول التطورات الأخيرة في أفغانستان وصاغته كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وحصل القرار على تأييد 13 دولة وامتناع كل من الصين وروسيا عن التصويت، وتمحور القرار حول ثلاث قضايا: توفير عبور آمن لمن يرغب في مغادرة أفغانستان، وعدم السماح بأن تصبح أفغانستان ملاذاً للإرهاب والعمليات الإرهابية أو التمويل، علاوة على ضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية للمحتاجين والعاملين في المجال الإنساني. وأكد القرار كذلك ضرورة الحفاظ على حقوق الإنسان وتوفير مشاركة كاملة ومتكافئة وجادة للمرأة.