محاكمة ترامب: دانيالز تدلي بشهادتها وإرجاء الحكم في قضية الوثائق السرية

أدلت الممثلة الأميركية ستورمي دانيالز، الشخصية المحورية في محاكمة دونالد ترامب في نيويورك، الثلاثاء، بشهادتها بشأن العلاقة الجنسية التي تقول إنها أقامتها عام 2006 مع الرئيس الأميركي السابق. يأتي ذلك فيما أرجأت في فلوريدا القاضية الناظرة في احتفاط ترامب بوثائق سرية إلى أجل غير مسمّى محاكمة ترامب في هذه القضية.

وكانت شهادة دانيالز مرتقبة بشدة نظراً إلى أنّ ترامب ملاحق بتهمة تزوير مستندات محاسبية لإخفاء أثر مبلغ 130 ألف دولار تمّ دفعه لدانيالز في نهاية الحملة الانتخابية للعام 2016 للتستر على العلاقة.

وأدلت دانيالز بشهادتها في جوّ من التوتر، وقد طلب الدفاع دون جدوى إلغاء محاكمة ترامب برمّتها، باعتبار أنّ فحواها تقع خارج إطار المحكمة وتنطوي على "ضرر كبير" للمرشح الجمهوري للبيت الأبيض.

وبعد الجلسة، قال ترامب في تصريح لصحافيين: "كان اليوم مهمّاً وكشف الكثير"، مشدداً على أنّ "الملف بصدد الانهيار"، لكنه لم يدل بأي تعليق بشأن ستورمي دانيالز بعدما حذّره القاضي من أنه سيحبسه في حال واصل توجيه انتقادات علنية للشهود.

BREAKING: After Stormy Daniels testimony with 'no smoking gun,' Trump says, "This was a disaster. I should be out campaigning right now. This whole case is a disaster." WATCH pic.twitter.com/NPtEQqeUqx

— Simon Ateba (@simonateba) May 7, 2024

ودخلت الممثلة السابقة، البالغة من العمر 45 عاماً، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، قاعة المحكمة المزدحمة في مانهاتن، وجلست على مقعد الشهود على يسار هيئة المحلّفين في مواجهة ترامب.

وروَت دانيالز التي بدت متوترة بعض الشيء، ما حدث في العام 2006 عندما التقت ترامب على هامش منافسة للغولف، وقالت "كان لقاءً قصيراً جداً"، وبعد ذلك "قال لي (أحد عناصر) الأمن إنّ السيد ترامب يودّ أن يعرف ما إذا كنت أرغب في تناول العشاء معه".

وأكدت دانيالز أنها أقامت علاقة جنسية مع الملياردير في جناح في فندقه، الأمر الذي ينفيه ترامب بشكل قاطع. وبدا الرئيس السابق متجهّماً، ولزم الصمت أثناء شهادة الممثلة الأميركية.

وخلال شهادتها، عرض المدّعون العامّون صورة مشهورة لها مع ترامب وهما يقفان جنباً الى جنب. وتطرّقت دانيالز بالتفصيل إلى المحادثة التي دارت بينهما في جناح الفندق، مشيرة إلى "غرفة في الفندق كانت مساحتها ثلاثة أضعاف حجم شقّتي"، حيث وجدت ترامب "يرتدي بيجامة من الحرير أو الساتان" قالت إنّها سخرت منها. وأضافت أنّ ترامب أبدى اهتمامه بها أثناء المحادثة، كما أخبرها بـ"أننا لا ننام في الغرفة ذاتها" مع زوجته ميلانيا.

أخبار

التحديثات الحية

محاكمة ترامب... غرامة مالية وتهديد بالسجن

وبعد ذلك، عرض عليها ترامب أن تظهر في برنامجه التلفزيوني "ذي أبرنتس" (The Apprentice)، وهو ما لم يحصل. بعد ذلك، ورداً على أسئلة المدعية العامة سوزان هوفينغر التي تقود الاستجواب، تحدثت ستورمي دانيالز عن اللحظة التي قالت إنها خرجت فيها من الحمام لتجد ترامب عارياً على السرير.

وقالت إنها لم تشعر بالتهديد، لكنّ نية رجل الأعمال "كانت واضحة تماماً" وأن "ميزان القوى كان مختلاً". وأضافت "انتهى بي الأمر بممارسة الجنس معه"، مشبّهة الوضع بـ"فقدان الوعي"، وأردفت "شعرت بالخجل لأنني لم أوقفه، ولم أقل لا... أخبرت عدداً قليلاً جداً من الناس".

وفي أجواء الاستجواب المتوترة، بدا القاضي خوان ميرشان منزعجاً من بعض أسئلة المدعية العامة، في حين طلبت سوزان نيتشلز، محامية ترامب، عدم ذكر العلاقة الجنسية، قائلة "هذا أمر ضار للغاية".

وقالت ستورمي دانيالز إنها التقت ترامب مجدداً بضع مرات ثم انقطع التواصل بينهما. وفق شهادتها، عندما أطلق الملياردير حملته الرئاسية، نصحها وكيلها باستثمار شهادتها مادياً. وكانت صحيفة أميركية، كان رئيسها مقرّباً من دونالد ترامب، قد دفعت بالفعل مبالغ مالية لشراء الحقوق الحصرية لروايات مماثلة، لضمان عدم نشرها.

وقالت "لم أكن مهتمة بالمال"، وروت أنّ رجلاً مجهولاً هدّدها في العام 2011 في مرأب للسيارات في لاس فيغاس لكي تلزم الصمت. وحُوّل مبلغ الـ130 ألف دولار الذي دُفع في بادئ الأمر من الأموال الخاصة لمحامي ترامب السابق مايكل كوهين، بواسطة شركة وهمية. وبحسب الادّعاء، سدّدت مجموعة ترامب القابضة ("Trump Organization") الأموال للمحامي في العام 2017 على أنها "أتعاب قضائية"، الأمر الذي شكّل محور الملاحقات بتهمة تزوير مستندات محاسبية.

وفي إطار محاكمة ترامب، يمثل المرشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024 أمام هيئة محلّفين منذ 15 إبريل/ نيسان بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً، حيث يواجه خطر صدور إدانة جنائية بحقّه، كما يواجه نظرياً عقوبة السجن، وهو ما من شأنه أن يهدّد حملته.

تأجيل محاكمة ترامب بقضية احتفاظه بوثائق سرية

وفي فلوريدا، أرجأت القاضية الناظرة في احتفاط الرئيس الأميركي السابق بوثائق سرية، الثلاثاء، إلى أجل غير مسمّى محاكمة ترامب في هذه القضية. وكان مقرّراً أن تبدأ المحاكمة في 20 مايو/ أيار في فلوريدا لكنّ القاضية آيلين كانون قالت إن هذا الأمر غير ممكن نظراً إلى عدد الالتماسات التمهيدية المقدّمة للمحكمة. ولم تحدّد القاضية موعداً جديداً لبدء المحاكمة.

وأمام المحكمة في نيويورك، روت ستورمي دانيالز ما واجهته من اضطرابات في حياتها منذ أن كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في يناير/ كانون الثاني 2018، أي خلال منتصف الولاية الرئاسية لترامب، عن تلقيها المبلغ المالي، وقالت "فجأة، أصبحت في الواجهة" بعد توجيه الرئيس اتّهامات إليها ولأنصارها بأنها تكذب.

في استجاوبها، سعت محامية ترامب سوزان نيتشلز إلى تصوير دانيالز على أنها شخصية فاسدة ذات مصلحة في إدانة الرئيس السابق، وذكّرت بأنّ الشاهدة خسرت دعوى تشهير ضد ترامب وما زال يتعيّن عليها أن تسدّد له مئات آلاف الدولارات لتغطية أتعاب المحاماة.

وردّت ستورمي دانيالز بـ"نعم" عندما سألتها المحامية عما إذا كانت تكره ترامب، وقالت إنها تأمل بأن يتم إيداعه السجن في حال إدانته. وارتفعت النبرة أكثر عندما اتّهمتها المحامية بأنها سعت لابتزاز الرئيس السابق. وتستكمل ستورمي دانيالز الإدلاء بشهادتها الخميس.

(فرانس برس)