محكمة ألمانية تؤكد الحكم على ضابط سابق في المخابرات السورية

06 اغسطس 2024
أنور رسلان أثناء خضوعه للمحاكمة، كوبلنز 13 يناير 2022 (توماس فراي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت المحكمة الفيدرالية العليا في كوبلنز، ألمانيا، الحكم بالسجن مدى الحياة على العقيد أنور رسلان، ضابط المخابرات السورية السابق، لارتكابه جرائم تعذيب وجرائم حرب.
- رفضت المحكمة استئناف رسلان، مشيرة إلى عدم وجود أخطاء قانونية تضر بالمتهم، وأكدت مسؤوليته عن تعذيب أكثر من 4000 سجين ووفاة 58 شخصاً بين 2011 و2012.
- لجأ رسلان إلى ألمانيا في 2014، وتم التعرف عليه واعتقاله في 2019، وتطبق ألمانيا مبدأ الولاية القضائية العالمية لمحاكمة مرتكبي الجرائم الخطرة.

أكدت المحكمة الفيدرالية العليا في مدينة كوبلنز الألمانية صحة الحكم الصادر ضد ضابط سابق في المخابرات السورية هو، العقيد أنور رسلان، بالسجن مدى الحياة. ورفضت المحكمة، أمس الاثنين، استئنافاً تقدم به محامو رسلان ضد إدانته بالإشراف على إساءة معاملة المعتقلين في سجون النظام السوري. وأشارت المحكمة بحسب أسوشييتد برس إلى أنّها لم تجد خطأً قانونياً يضر بالمتهم ورفضت الاعتراضات الإجرائية التي تقدم بها محاموه، وبالتالي أصدرت قراراً نهائياً بالسجن المؤبد بحق رسلان.

وكانت المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنز (غرب ألمانيا)، أكدت في الـ13 يناير/كانون الثاني عام 2022 بأن رسلان (61 عاماً) مسؤول عن مقتل معتقلين وتعذيب آلاف آخرين في معتقل سرّي للنظام في دمشق وذلك بين 2011 و2012، وحكمت على رسلان بالسجن المؤبد بتهمة ارتكاب جرائم التعذيب وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في سورية، في حين خلص القضاة آنذاك إلى أن رسلان كان رئيس قسم التحقيق في فرع "الخطيب"، هذا القسم أشير إليه على أنه تابع لـ"قسم التحقيقات - الفرع 251" والمعروف باسم "أمن الدولة - فرع الخطيب" في دمشق. وشدد حينها ممثلو الادعاء الألماني على أن رسلان أشرف على "التعذيب المنظم والوحشي" لأكثر من 4000 سجين بين أبريل/نيسان 2011 وسبتمبر/أيلول 2012 ما أسفر عن وفاة 58 شخصاً على الأقل، كما حكم القضاة بوجود أدلة تحمله المسؤولية عن 27 حالة وفاة.

ولم يحاول رسلان إخفاء ماضيه عندما لجأ إلى ألمانيا مع عائلته في عام 2014، لا بل إنّه طلب بنفسه من الشرطة في برلين أن تحميه في شباط/فبراير 2015 وأخبرها بأنّه كان ضابطاً في المخابرات. وافتضح أمره حين تعرّف عليه في أحد شوارع العاصمة الألمانية مواطن سوري آخر هو أنور البنّي، المحامي والمعارض الذي يقوم الآن بمطاردة المتعاونين السابقين مع النظام اللاجئين في أوروبا، وأوقف رسلان في شباط/فبراير 2019. ولمحاكمة هؤلاء السوريين تطبّق ألمانيا المبدأ القانوني للولاية القضائية العالمية الذي يسمح لقضائها بمحاكمة مرتكبي الجرائم الخطرة، بغضّ النظر عن جنسيتهم أو مكان ارتكاب الجرائم.

وأنور رسلان، مواليد 1963 في قرية تلدو بمحافظة حمص وسط سورية، خريج كلية الحقوق وعمل ضابطاً لعقود في دمشق. عُيّن ضابطاً في المخابرات السورية عام 1995، وفي أغسطس/آب من العام 2008 أصبح رئيساً لقسم التحقيقات في الفرع 251 (أمن الدولة - فرع الخطيب) المسؤول تعذيب آلاف المعتقلين في سورية.